العدد 5241 - الأربعاء 11 يناير 2017م الموافق 13 ربيع الثاني 1438هـ

أوباما يودع الحياة السياسية بخطاب مؤثر

الرئيس الأميركي باراك أوباما يمسح دموعه في «خطاب الوداع» - epa
الرئيس الأميركي باراك أوباما يمسح دموعه في «خطاب الوداع» - epa

شيكاغو (الولايات المتحدة) - أ ف ب 

11 يناير 2017

توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما للمرة الأخيرة أمس الأربعاء (11 يناير/ كانون الثاني 2017) إلى الولايات المتحدة والعالم في خطاب مؤثر دعا فيه إلى التيقظ.

وهتف أوباما وسط التصفيق الحاد «نعم استطعنا»، في إشارة إلى شعار حملته الانتخابية الشهير «نعم نستطيع».

وبدا التأثر الشديد في بعض الأحيان على الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة الذي سيسلم منصبه الأسبوع المقبل إلى قطب الأعمال دونالد ترامب.

وحذر أوباما (55 عاماً) في شيكاغو التي شهدت انطلاقته السياسية اللامعة والتي احتفل فيها قبل ثماني سنوات بانتخابه رئيساً للبلاد من أن «الديمقراطية يمكن أن تتراجع إذا استسلمنا للخوف».

وتابع «ديمقراطيتنا مهددة في كل مرة نعتبرها حقاً مكتسباً»، مشدداً على أن الدستور الأميركي «هدية ثمينة» لكنه لا يتمتع بأي قدرة لوحده.

وشدد على الإنجازات التي تحققت خلال ولايتيه المتعاقبتين، معدداً خصوصاً خلق الوظائف وإصلاح نظام التأمين الصحي وتصفية أسامة بن لادن.

ودعا أوباما الذي غزا الشيب شعره وخسر من وزنه بعد ثماني سنوات على رأس القوة العظمى في العالم الشعب الأميركي إلى الوحدة محذراً من أن العنصرية لا تزال «مسألة خلافية» في الولايات المتحدة.

وقال أمام نحو عشرين ألف شخص تجمعوا في هذه المدينة بولاية إيلينوي (شمال) والتي تعرف فيها على زوجته وولدت فيها ابنتاه «علينا جميعاً، إلى أي حزب انتمينا، أن نتمسك بإعادة بناء مؤسساتنا الديمقراطية»، مشدداً على قدرة الأميركيين العاديين على التغيير».

«لا زلت أؤمن» بذلك

وشدد أوباما الذي يتمتع بشعبية عالية على «قدرة الأميركيين العاديين على إحداث تغيير».

وحاول طمأنة مؤيديه الذين لا يزالون تحت تأثير الانتخاب غير المتوقع لترامب، من خلال إشادته بالتقدم الذي حققه وبثقته القوية في قدرة الشعب الأميركي على التقدم.

وقال أوباما «المرة الأولى التي أتيت فيها إلى شيكاغو كنت قد تجاوزت العشرين ببضع سنوات وكنت أحاول أن أفهم من أنا وكنت لا أزال أبحث عن هدف لحياتي».

وأضاف «هنا تعلمت أن التغيير يتم عندما يقرر أشخاص عاديون الالتزام والاتحاد للمطالبة به. وبعد ثماني سنوات في سدة الرئاسة ما زلت أؤمن بذلك».

ومع أن أوباما لم يأت أبداً على ذكر ترامب بالاسم، إلا أنه وجه إليه بعض التحذيرات خصوصاً في مسألة التغييرات المناخية.

وقال «يمكننا ويتعين عليها أن نناقش الطريقة المثلى للتصدي لهذه المشكلة».

وتابع أوباما الذي أدلى بكلمته في قاعة «ماكغورميك بلايس» أن «الاكتفاء بإنكار المشكلة لا يعني خيانة الأجيال المقبلة فحسب وإنما أيضاً خيانة جوهر روح الابتكار وإيجاد الحلول العملية للمشاكل وهي الروح التي أرشدت آباءنا المؤسسين».

وتابع أمام الحشد الذي تحدى البرد للحضور «إذا كان هناك أحد لا تزال لديه شكوك بأن الولايات المتحدة مكان يمكن أن يتحقق فيه أي شي، أعتقد أنه حصل على الرد هذا المساء».

ثناء لميشيل

تهافت الناس منذ فجر السبت من أجل الحصول على البطاقات المجانية لحضور الخطاب الأخير للرئيس وانتظروا في الطوابير رغم الصقيع.

وأظهر استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك ونشر قبل ساعات على الخطاب أن 55 في المئة من الناخبين يؤيدون أداء أوباما الرئاسي (في مقابل 39 في المئة) وهي أعلى نسبة للرئيس منذ سبع سنوات.

ولم يتمكن أوباما من حبس دمعة انحدرت على خده عندما التفت لشكر زوجته ميشيل وابنتيه ماليا وساشا على التضحيات التي تعين عليهن القيام بها بسبب توليه الرئاسة.

وأشاد مطولاً بابنتيه ولوحظ غياب ساشا الأصغر سناً (15 عاماً) والتي برر البيت الأبيض لاحقاً عدم حضورها بأنها ستخضع لامتحان مدرسي في صباح اليوم التالي.

وقال أوباما «من بين كل ما حققته في حياتي، أعظم فخر لي هو أنني والدكما».

العدد 5241 - الأربعاء 11 يناير 2017م الموافق 13 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً