العدد 5248 - الأربعاء 18 يناير 2017م الموافق 20 ربيع الثاني 1438هـ

"ورقة بيضا" فيلم لبناني "بمعايير عالمية" لكن العنف فيه يثير جدلاً واسعاً

أثار فيلم "ورقة بيضا" الذي يبدأ عرضه في الصالات اللبنانية اليوم الخميس (19 يناير/ كانون الثاني 2017) ردود فعل متفاوتة وجدلاً حاداً في صفوف الصحافيين والنقاد، بين من رأوا فيه فيلما عنيفا و "بذيئاً" لا يعكس الواقع اللبناني، ومن وصفوه بأنه نقلة نوعية "بمعايير عالمية".

ويتناول الفيلم الذي تولى إخراجه الفرنسي هنري بارجيس وأنتجه طارق سكياس، قصة لانا (دارين حمزة)، وهي ام وزوجة أدمنت لعبة البوكر، يقودها هوسها مع صديقتها جيني (الكسندرا القهوجي)، مدمنة المخدرات والرجال، إلى العالم السري وأجواء العصابات، فتتورطان في مشاكل مع قاسم (غبريال يمين)، الرجل الدموي الذي لا يرحم.

وقال بارجيس في مقابلة وزعت مع الملف الصحافي للفيلم إن "ورقة بيضا"، الذي تمتد حوادثه على ساعة و45 دقيقة، "فيلم قاس وعنيف أحياناً، ولكن العنف فيه مطعم بالفكاهة، على غرار عالم (المخرجين الأميركيين) الأخوين (جويل وإيثن) كوهين أو عالم (المخرج) كوينتن تارانتينو".

وأضاف "ثمة لمسة فكاهية في المشهد أو في النص، تخفف من مأسوية الحالة".

لكن هذا النمط السينمائي غير المألوف في السينما اللبنانية، والذي يزاوج بين المشاهد العنيفة والكوميديا السوداء، شكل صدمة سلبية لعدد من الصحافيين، فحملوا بشدة على الفيلم منتقدين ما احتواه من عنف و "بذاءة" و "إسفاف"، وفق تعبيرهم.

ووصف بعضهم الفيلم بأنه "إرهاب السينما اللبنانية" و "ورقة سوداء بتوقيع داعش"، فيما أخذ عليه آخرون تضمنه "جرعات من المحرمات في المجتمع اللبناني"، وعدم تعبيره عن واقع "وطن جبران (خليل جبران) وسعيد عقل وفيروز".

ووصفت الصحافية كارولين بزي الفيلم بانه يحتوي على عدد من المشاهد والشتائم "تتعدى الجرأة وتصل إلى حد الابتذال". وقالت لوكالة "فرانس برس": "من بين كل عشر كلمات ثمة نحو تسع كلمات سباب، وثمة مشاهد يجب ألا تمر". وأضافت "إذا كانت رسالة الفيلم تحذير الناس من مخاطر عالم القمار والمخدرات، فهو لم ينجح إطلاقا في تحقيق هذا الهدف".

في المقابل، نال الفيلم استحسان عدد كبير من الصحافيين والنقاد رأوا فيه فيلما "بمعايير عالمية"، يشكل علامة فارقة في تاريخ السينما اللبنانية.

ودافع الناقد محمود حجازي عن الفيلم، وقال لوكالة "فرانس برس" هذه "العبارات النابية والبذيئة" هي لغة "تجار المخدرات والخارجين عن القانون والآداب، وأهل المجتمع الدموي الذين يسلط الفيلم الضوء عليهم".

واضاف "هذه لغتهم، ولو تكلموا بطريقة محترمة لكنا اعتبرنا أن في الفيلم مشكلة". وشبه الممثل غبريال يمين الذي يؤدي دور زعيم العصابة في الفيلم أجواء هذا العمل بأجواء أفلام تارانتينو ومارتن سكورسيزي، وقال "لا اعتقد ان هناك فيلما لبنانيا صنع قبله بهذه الضخامة".

واضاف "صحيح انه انتاج لبناني محض، لكنه يوازي الافلام العالمية من مختلف النواحي".

غير إن الناقد السينمائي اللبناني نديم جرجورة تحدث عن وجود "مشاكل سينمائية جديرة بالنقاش" في الفيلم، لكنه رأى انه "يعكس شيئا حقيقيا واضحا من طبيعة الحياة اللبنانية، أو بالأحرى جوانب منها على الأقل، بسوقيتها وبذاءتها وفوضاها وخرابها وأفعالها الجرمية وإحباطاتها وانكساراتها".

وشدد على ضرورة ان يكون النقاش بشأن الفيلم فنيا وتقنيا "بعيدا عن اي موقف أخلاقي"، إذ أن "كل موقف أخلاقي إزاء السينما منافٍ لجوهر السينما وإبداعها وحريتها وجمالياتها".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً