العدد 5249 - الخميس 19 يناير 2017م الموافق 21 ربيع الثاني 1438هـ

المشكلات السلوكية عند الأطفال... لماذا؟

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

هناك خطأ فادح نرتكبه بحق أطفالنا الذين لديهم بعض المشكلات السلوكية، لأنه في معظم الأحيان يتجنب المجتمع الطفل ويطلق عليه اسم «الشيطان»، «المزعج» وما شابه ذلك من صفات سيئة، ومن المهم أن ندرك أنه أحد أوجه التعبير عن حل لصراع داخلي، إنه طلب اهتمام وتفهم.

لكن قبل أن نتطرق إلى ماهية اضطراب السلوك علينا معرفة ما هو السلوك السوي وكيف نتعلمه وما الذي يؤثر عليه ويُعرف السلوك بأنه أي نشاط (جسمي، عقلي، اجتماعي أو انفعالي) يصدر من الكائن الحي نتيجة لعلاقة دينامية وتفاعل بينه وبين البيئة المحيطة به. والسلوك عبارة عن استجابة أو استجابات لمثيرات معينة. السلوك خاصية أولية من خصائص الكائن الحي. والسلوك متعلم عن طريق التنشئة الاجتماعية ويتضمن اتصالاً اجتماعياً.

ونتعلم السلوك من كثير من الأمور منها، التعلم المؤثر وهي الاستجابات المرغوب بها يحدث لها تدعيم وبهذا يعلم الفرد أن هذا النمط السلوكي يتفق والمعيار المرغوب فيه فيتعلمه، التعليم المباشر، ويكون عن طريق تمكين السلوك وتدعيمه عن طريق الرموز والتوجيهات الشفوية فيكافأ الفرد بالاستحسان أو التوبيخ في حال الفشل في أداء السلوك المرغوب فيه، التعلم العرضي، حيث ينطق الطفل بعض الألفاظ أو العبارات غير المهذبة أو غير اللائقة والتي قد تثير ضحك الكبار، مما يدعم استخدام الطفل لهذه العبارة أو اللفظ، وعلى رغم أن التدعيم عرضي غير مقصود إلا أنه يزيد من تكرار الطفل لهذه الألفاظ غير اللائقة لأن في تكرارها إثارة لانتباه ولفت أنظارهم.

التعلم من النماذج يشغل الأطفال بأفعال تشبه إلى حد كبير أفعال الآباء والأقرباء وأبطال السينما والتلفزيون، وهو سلوك يبدو فيه التقليد أو المحاكاة بصور غريزية.

في المقابل، لنوضح الآن ماذا نعني بالسلوك اللاسوي، فهو اضطرابات السلوك Behavior Disorders أو الاضطرابات الانفعالية emotional Disturbances، كلها مصطلحات تصف مجموعة من الأشخاص الذين يظهرون، وبشكل متكرر، أنماطاً منحرفة أو شاذة من السلوك عما هو مألوف أو متوقع.

إن السلوك المضطرب أو الشاذ هو خبرة إنسانية عامة، يوجد لدى الناس جميعاً، كما أن الأشخاص الذين يوصفون بأنهم مضطربون في السلوك يظهرون أيضاً سلوكيات توصف بأنها طبيعية أو عادية، ولكن الفرق الأساسي هنا هو في تكرار حدوث السلوك غير المرغوب فيه أو الشاذ، ومدة القيام به وشدته.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 5249 - الخميس 19 يناير 2017م الموافق 21 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً