العدد 51 - السبت 26 أكتوبر 2002م الموافق 19 شعبان 1423هـ

البحرين على أبواب مستقبل جديد

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لعل من المميزات الحضارية التي تمتاز بها الدول الغربية في علاقاتها الداخلية ساعة الاختلاف على أية ثنائية هو الالتجاء إلى القواسم المشتركة والبدء بفتح الملفات العالقة التي هي محل قبول الأطراف المختلفة كلها.

وهنا نحن في البحرين، في ظل هذه المملكة العزيزة نختلف على أمور ونلتقي على أشياء كثيرة... فما المانع من ان نعمل سراعا وبكل توثب وجدية على حلحلة المشكلات العالقة على ان يحكم علاقة الاختلاف على أية قضية أو ملف التعاطي الحضاري كما أثبته الجميع طيلة هذا العام من النقاش المثمر القائم على الإيقاع التسامحي والتعايشي خصوصا ان قيمة الإيقاع السلمي قيمة حاضرة في خطابات القوى السياسية والسلطة وأصبحت خيارا للجميع وهذا ما أثبتته الأشهر السابقة الآخذة إلى تجذير ذلك على رغم ارتفاع مؤشر الهبوط والنزول في التوافق ولو نسبيا...

على رغم الاختلاف على الآليات وبعض القضايا الجوهرية إلا ان الخطاب العام لدى السلطة والقوى المجتمعية هو انجاح مشروع الإصلاح على رغم ثنائية المقاطعة والمشاركة والجدل الدائر في تلك المرحلة...

الآن وبعد دخولنا مرحلة أخرى ينبغي ان نفكر جليا في المستقبل وفي كيفية استشرافه.

كيف سنتعاطى كشعب وكسلطة مع الأيام المقبلة؟ فالمرحلة لها استحقاقاتها وملامحها الأخرى، وشيء من ملامح المرحلة السابقة، ولكن كما ذكرنا سابقا هناك قواسم مشتركة يجب عدم التفريط فيها بل تعزيزها وترسيخها مهما اختلفنا على أداء بعضنا. فمثل هذه القواسم غير قابلة للتفاوض وقد أثبت الشعب البحريني وعلى طول التاريخ انه مهما اختلف يبقى فوق كل ذلك ارتفاع صورة البحرين عالية ومشرقة. فمن الثوابت التي يجب ان نركزها كسلطة وشعب في عقل الجمهور - ولست هنا في مقام الوعظ وإنما في مقام التأكيد:

1- الولاء الوطني والتمسك بحب المملكة والعمل الدائم على خلق قنوات التواصل والحوار بين السلطة والقوى السياسية والعمل دائما على تقريب وجهات النظر وفتح آفاق التحاور. وهناك عدة آليات نستطيع من خلالها ان نوصل الكلمة أو المساءلة ما دامت قيمة الحوار والمفهوم السلمي في التعايش في ترسخ.

2- التمسك بالمشروع الإصلاحي وهذا التمسك دعت إليه كل أطياف الحركة السياسية في البحرين - على رغم اختلافها على بعض القضايا - وهذه نقطة جوهرية. فما دامت كل القوى وكل السلطة في اقتناع تام بانجاح المشروع مع الاحتفاظ بإيصال ما اختلف عليه بالطرق السلمية فيجب ان نعمل على انجاح المشروع.

3- العمل على تحقيق أكبر عدد من المكتسبات بما يصب في صالح المجتمع البحريني والتشجيع على ذلك.

4- العمل دائما على خلق الثقافة المتوازنة في قراءة أي حدث، وأية إشكالية. فما تبديه السلطة من إيجابيات نقول إنه إيجابي وما تطرحه من أخطاء يجب ان نمتلك الشجاعة بالقول انه خطأ وكذلك بالنسبة للقوى السياسية، كلما امتلكنا روحية التجرد عن الأحكام المسبقة كان في صالح الجميع وهنا مازلنا نحمل الدعوة التي قلناها سابقا، وهي ان الديمقراطية تقتضي حرية ابداء الرأي والرأي الآخر.

5- التركيز على الملفات العالقة والجوهرية من ملف البطالة والفساد المالي والإداري وملف التأهيل الاقتصادي للمواطن وملف التجنيس وحرية الصحافة وما إلى ذلك.

6- يجب الحفاظ على المكتسبات - كما قلنا سابقا - التي تحققت والرهان على ترسيخها فهناك مكتسبات وطنية يجب عدم التفريط بها من تنظيف السجون من المعتقلين إلى عودة المبعدين إلى محاولة تأهيل المواطن اقتصاديا - وإن كان التأهيل مازال نسبيا - مع الغاء قانون أمن الدولة وبداية الانفتاح وطرح الشفافية ومازلنا نستطيع في المستقبل اكتساب الكثير من المكتسبات وأهم شيء ان تكون المنتصرة - على رغم الاختلافات - هي البحرين والشعب البحريني الذي يتطلب منا الترافع عنه بكل موضوعية وشفافية وتوازن يدفعنا في ذلك الوعي السياسي والحنكة السياسية.

وختاما نقول: الآن وبعد انتقالنا من مرحلة انتقالية إلى مرحلة سياسية جديدة يجب ان نفكر في مستقبل البحرين ومستقبل أبنائنا ومستقبل شعبنا البحريني الغيور واضعين يدنا في يد المشروع الإصلاحي لكي تبقى البحرين مشرقة بهذا التوافق نحو الحصول على المزيد من المكتسبات الوطنية وحتى يبقى علم البحرين دائما مرفرفا في سمائها متمسكين كما قلت بالطرح العلمي الموضوعي المتوازن.

إن الطريق مازال أمامنا لتأهيل المواطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومسافة ألف ميل تبدأ بخطوة واحدة في الاتجاه الصحيح

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 51 - السبت 26 أكتوبر 2002م الموافق 19 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً