العدد 5250 - الجمعة 20 يناير 2017م الموافق 22 ربيع الثاني 1438هـ

في تعبير الإنسان عن نفسه موسيقياً... الناي نموذجاً

ضمن محتوى «الثقافة الشعبية» العدد 36...

يعود اكتشاف الناي إلى ما قبل 4000 سنة
يعود اكتشاف الناي إلى ما قبل 4000 سنة

على رغم أن مساهمة الكاتبة العراقية بريهان فارس عيسى «عندما يعبّر الإنسان عن نفسه موسيقياً... آلة الناي نموذجاً»، لم تحتل مساحة كبرى في العدد 36 من مجلة «الثقافة الشعبية» التي تصدر عن المنظمة الدولية للفن الشعبي، ومقرها مملكة البحرين، إلا أنها استطاعت أن تقدم خلاصة مهمة لهذه الآلة الساحرة، بدءاً من اكتشافها، واقترانها بحياة الوحدة والعزلة، فيما نراه لدى البشر من ميل إلى العزلة، واقتران تلك العزلة بآلة الناي، باعتبارها عصب ومركز تسلية ورفقة، وليس انتهاء بتناولها أشكال العزف عليها.

تتناول الباحثة بريهان فارس عيسى خصوصية آلة الناي، باعتبارها من الآلات الموسيقية القديمة. ولا أدري من أين أرجعت تاريخ وجودها إلى القرن التاسع عشر؟!! وكيف تكون قديمة بذلك التاريخ، فيما جميع المصادر تشير إلى أن تاريخها يعود إلى البابليين وقدماء المصريين؛ ما يُرجعنا إلى مئات القرون. في الورقة نفسها يبدو التناول مربكاً في فقرة تناول خصوصية آلة الناي، ففي الوقت الذي تقول فيها «يعود وجودها إلى القرن التاسع عشر»، تكمل «وهي جزء من التراث الثقافي للشعب الروماني»! لتكتب في الفقرة نفسها ما يؤكد التناقض مع وجود الناي في «القرن التاسع عشر»، باتكائها هذه المرة على ما يقوله المؤرخون، من دون أن تحدد لنا أي مؤرخ فيهم بإشارتها إلى أن المؤرخين يقولون «إن آلة الناي الطويل استخدمت منذ عهد الداك، وهم السكّان الأصليون لأراضي رومانيا الحالية في العصر القديم لإطلاق الإشارات والعزف»!!

24 ناياً... طبقة صوتية

وفي الفصل نفسه، المتعلق بخصوصية آلة الناي، توضح الباحثة أن عدد النايات المستعملة عند عازفي هذه الآلة في الأجواق العربية، أربعة وعشرون ناياً لاستخراج أربعة وعشرين طبقة صوتية «والأساس في هذه النايات هما نايان: الشاه، والمنصور. مبيِّنة الباحثة أن الأول يعتبر أساساً أو قراراً لنغمة البياتي من الحسيني، والثاني يستخرج منه قرار نغمة الراست، وهنا يكمن الاعتماد على ستة نايات لدراسة خصائصها:

الأول، وتستخرج منه نغمة البياتي من الراست ودرجتها (دو) وقرار هذه الدرجة المنصور. الدرجة الثانية: بياتي الدوكاه، وطبقتها (ره). الدرجة الثالثة: نغمة البوسليك، ودرجتها (سي). الدرجة الرابعة: بياتي من الجهاركاه، وطبقتها (فا). الدرجة الخامسة: نغمة بياتي نوا، وطبقتها (صول). الدرجة السادسة: نغمة بياتي الحسيني، وطبقتها (لا).

«كما أن هناك ستة نايات أخرى ترتفع طبقتها الصوتية ثلاث كومات تقريباً، وستة نايات أخرى تنخفض ثلاث كومات، وكذلك هناك ستة أخرى تنخفض بين الأربع والخمس كومات تقريباً».

وسلَّطت ورقة عيسى الضوء على أشكال العزف على آلة الناي، من حيث مباشرتها والبدء في عملية العزف بوضع الناي على جانب الفم، ويحبس الهواء من الجانب الأيمن، ومن ثم يوضع الناي مستقيماً. وفي حال رغبة العازف التصرف بالنغمات «استعمال علامات التحويل الرافع والخافض»، تشير عيسى إلى ميل الناي إلى الجهة اليمنى ثم إلى الجهة اليسرى من الفم «وللنافخ بالناي أن يحتفظ بكمية من الهواء في فمه يصرفه عند الحاجة إليه لكي تصدر النغمة الموسيقية سليمة من الشوائب».

هنالك 3 تقنيات لآلة الناي، تتحدد التقنية الأولى في: طريقة النفخ، حيث إن إخراج الصوت الطبيعي منها هي أول صعوبة يجب التغلب عليها بالنسبة إلى طالب علوم العزف عليها. «للك ينصح عادة بأن يتمرن من يريد التعلم بالتدرب على إخراج الصوت، ومن ثم عندما يتمكن من ذلك يبدأ بالتعلم على إخراج الدرجات الصوتية». مشيرة عيسى إلى أن العازف الخبير يستطيع بتغيير طريقة النفخ التلاعب بهذه الآلة المستجيبة لخبرته العزفية. موضحة بأن العازف المتمكن يستطيع أن يخرج أكثر من سبع علامات صحيحة، وهنا يكون بإمكان العازف المتمتع بتمرين جيد أن ينتج 7 أصوات أخفض، و7 أصوات أعلى.

أما التقنية الثانية فهي إمالة الشبابة بأكثر من زاوية لإخراج أصوات معينة أو ربع التون.

وفي التقنية الثالثة، والتي تتحدد في سد الثقوب، بحيث ينتج الأصوات المطلوبة أو سد الثقوب بطريقة معينة لإنتاج ربع التون.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً