العدد 5253 - الإثنين 23 يناير 2017م الموافق 25 ربيع الثاني 1438هـ

العاهل يؤكد أن البحرين دائماً تتجاوز الأزمات التي تمر بها بسماحة أهلها وترابطهم

جلالته استقبل اللجنة العليا لتجمع الوحدة الوطنية

جلالة الملك مستقبلاً اللجنة العليا لتجمع الوحدة الوطنية
جلالة الملك مستقبلاً اللجنة العليا لتجمع الوحدة الوطنية

أكد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أن مملكة البحرين حققت بفضل تكاتف ابنائها وروح المحبة والأخوة والعيش المشترك الذي يجمعهم إنجازات كثيرة عبر تاريخها وإنها دائماً تتجاوز الأزمات التي تمر بها بسماحة أهلها وترابطهم، وإنها ستظل بلداً لجميع من يعيش على أرضها، ويعمل لخيرها وصلاحها، دون أي تفرقة أو تمييز.

وأعرب عن اعتزازه بالمواقف المشرفة لأهل البحرين الكرام تجاه وطنهم وقيادتهم وإسهاماتهم المتواصلة في مسيرة نهضة الوطن وتعزيز مكانته وإنجازاته الحضارية والتنموية.

جاء ذلك خلال استقبال جلالة الملك، في قصر الصافرية، أمس الاثنين (23 يناير/ كانون الثاني 2017)، اللجنة العليا لتجمع الوحدة الوطنية برئاسة عبداللطيف المحمود، حيث رفعوا إلى جلالة الملك أسمى آيات الشكر والتقدير على الرعاية الكريمة لمؤتمر الاتحاد الخليجي «مستقبل ومصير» الذي عقد في مملكة البحرين مؤخراً.

ورحب عاهل البلاد بالجميع، معرباً عن تقديره لرئيس وأعضاء اللجنة على جهودهم المخلصة في خدمة البحرين من خلال تنظيم هذا المؤتمر الذي حظي بمشاركة وحضور نخبة من المتحدثين من دول مجلس التعاون.

وأشاد بالدور الذي يقوم به تجمع الوحدة الوطنية في ترسيخ مقومات العمل الوطني المخلص والأمين على مصلحة الوطن وأهله وتعزيز قيم الانتماء الوطني.

وخلال اللقاء، أكد العاهل أن شعب البحرين يستمد قوته دوماً من التآخي والتعايش والوسطية، مشدداً على أن وحدتنا الوطنية هي الحصن الحصين لهذا الوطن.

وأكد أن مملكة البحرين ماضية بعون من الله في مسيرة التطوير والتحديث لتحقيق المزيد من الخير والتنمية والتطور وتعميق أسس المواطنة القائمة على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

بعد ذلك، ألقى رئيس اللجنة العليا لتجمع الوحدة الوطنية عبداللطيف المحمود كلمة قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يطيب لي أن أرفع إلى مقامكم السامي تحيات وتقدير المشاركين في مؤتمر «الاتحاد الخليجي... مستقبل ومصير» والذي عقد تحت رعايتكم الكريمة في الفترة من 12 إلى 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، وأتشرف مع الإخوة الذي عملوا زمناً طويلاً ليلاً ونهاراً للإعداد للمؤتمر ونجاحه.

إن مبادرة جلالتكم لوضع هذا المؤتمر تحت رعاية جلالتكم الكريمة ليعبر عن نظرتكم الثاقبة لمستقبل منطقة الخليج العربي التي تعيش في ظروف صعبة غاية في الدقة في ظل تربص المتربصين للنيل من أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية في الماضي والحاضر والمستقبل.

وتأتي هذه المبادرة تقديراً من جلالتكم لأهمية تحقيق دعوة الاتحاد الخليجي التي أطلقها المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي باركتموها وأيدتموها في كلمتكم السامية بمناسبة العيد الوطني المجيد يوم 16 ديسمبر/ كانون الأول 2013 وأعلنتم عن استعداد مملكة البحرين حالاً للاتحاد الخليجي.

وهذا الموقف كان واضحاً في دعواتكم المتكررة للمضي إلى الاتحاد وفي جهودكم المستمرة لإنجاز هذه الأمنية التي تشكل آمال وتطلعات شعب الخليج العربي الواحد وتمثل حجر الزاوية لبناء مستقبل هذه المنطقة وهذه الأمة.

صاحب الجلالة

لقد انعقد المؤتمر بمشاركة نخبة من المفكرين والسياسيين من أبناء دول مجلس التعاون، وناقشت الأوراق المطروحة محورين:

محور التجارب الاتحادية الذي شمل:

تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة

تجربة دولة الاتحاد الماليزي

تجربة الاتحاد الأوروبي

محور ضرورات الاتحاد الخليجي ومردوده على شعب دول الخليج العربي الذي شمل:

ضرورات الاتحاد الخليجي والتحديات التي تواجهه

الهوية الخليجية الواحدة

البعد الأمني والاستراتيجي للاتحاد الخليجي

الاتحاد الخليجي «سياسياً»

الجذور التاريخية الموحدة لشعب ودول الخليج العربي

الاتحاد الخليجي رؤية مستقبلية

وقد أكد الحاضرون أن الاتحاد الخليجي يشكل أمل وتطلع شعب المنطقة الواحد وأنه السد المنيع لصد ومواجهة التدخلات الأجنبية في شئون دولنا الداخلية.

أن ما يطالب به شعبُ الخليج هو التدرج في تحقيق هذا الأمل والانتقال به وفق خطوات مدروسة من خلال توحيد مواقف دول الخليج العربي الدفاعية والأمنية والخارجية والسياسة الاقتصادية والتجارية.

أن يبدأ الاتحاد الخليجي بالدول التي تكون مستعدةً ويبقى الباب مفتوحاً لانضمام باقي الدول إليه حسب جاهزية كل دولة، فهو اتحاد على مراحل وبحسب استعداد كل دولة من دول مجلس تعاون الخليج العربي.

كما اتفق المؤتمرون على تشكيل أمانة عامة للمؤتمر يتولى مسئوليتها تجمّع الوحدة الوطنية بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني في دول الخليج العربي، وقد قمنا بتشكيل أمانة المؤتمر برئاسة الأخ المهندس عبدالله الحويحي حيث تسعى هذه الأمانة إلى إقامة هذا المؤتمر بشكل دوري بين دول مجلس التعاون الخليجي مع تأمين التأييد الشعبي في دول مجلس التعاون، وما الوثيقة التي تم التوقيع عليها من قبل مؤسسات المجتمع المدني ومواطني دول الخليج العربي إلا خطوة في طريق هذا الحراك الشعبي خدمة لمشروع الاتحاد الخليجي، وقد خصصنا ميزانية صغيره لاستمرار هذا الجهد الوطني.

صاحب الجلالة

إننا في تجمّع الوحدة الوطنية نؤكد تأييدنا لجهود جلالتكم لدعم التوجه الاتحادي بين دول مجلس التعاون الخليجي، وفي ذات الوقت ندعم توجهكم لتحقيق أمن واستقرار وتقدم وتنمية مملكة البحرين، وأيضاً تأييدُنا لإنفاذ القانون في حق من أجرم في حق هذا الوطن إقامة للعدل وصوناً للحقوق ووفاء بالعهد وتحقيقاً للحياة الكريمة لأبناء هذه المملكة والمقيمين على أرضها.

صاحب الجلالة

ننتهز هذه الفرصة لنعبر لجلالتكم عن شكرنا وشكر شعب البحرين بجميع قواه وشرائحه على توجيه جلالتكم بالأمس إلى أن «تكون ضوابط وإجراءات ترشيد إنفاق المال العام مبنية على التوافق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية واضعين في الاعتبار تقديم الأهم على الأقل أهمية لما فيه صالح الوطن والمواطنين من أصحاب الدخل المتوسط والمحدود خاصة».

لقد استشعر شعب البحرين أن هذا التوجيه كان استجابة لنداءات المواطنين ونواب الشعب ومؤسسات المجتمع المدني ومن بينها تجمّع الوحدة الوطنية لإعادة النظر في القرار الصادر «بإيقاف صرف العلاوة الدورية السنوية المستحقة في شهر يناير 2017 لجميع الموظفين الخاضعين لقانون الخدمة المدنية والموظفين بجميع الجهات الحكومية التي تنظم شئون موظفيها لوائح خاصة»، كما كان توجيهكم محققاً للتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية الذي نصت عليه الفقرة (أ) من المادة (32) من الدستور التي تقول «يقوم نظام الحكم على أساس فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية مع تعاونها وفقاً لأحكام الدستور».

ولا يفوتنا هنا أن نشيد بجهود صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ونائب القائد الأعلى والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء على جهودهم لتحقيق تطلعات جلالتكم لتنفيذ مشروعكم الإصلاحي وتحقيق التنمية المستدامة لهذا الوطن ومواطنيه والمقيمين على أرضه.

وفي ختام هذه الكلمة نرفع إلى مقام جلالتكم خالص الشكر وعظيم الامتنان لدعمكم ورعايتكم هذه الفعالية معاهدين جلالتكم السير قدماً في ظل قيادتكم الرشيدة ومشروعكم الإصلاحي بما يحقق لهذا الوطن الأمن والاستقرار والتقدم والتنمية المستدامة.

وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم لحفظ البحرين ومواطنيها والمقيمين على أرضها من كل سوء ومكروه.

وقد أُلقيت قصيدتان إحداهما للشاعر عبدالرحمن المضحكي والأُخرى للشاعر مراد عبدالله الجنابي بمناسبة استقبال جلالة الملك اللجنة العليا لتجمع الوحدة الوطنية.

العدد 5253 - الإثنين 23 يناير 2017م الموافق 25 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً