العدد 5258 - السبت 28 يناير 2017م الموافق 29 ربيع الثاني 1438هـ

الرميحي: الإعلام الرسمي لن يهبط بمستواه لمواجهة القنوات المسيسة ذات الطرح الايديولوجي

 

قال وزير شئون الإعلام علي محمد الرميحي إن العلاقات البحرينية - الإماراتية تمر بأبهى صورها، مؤكداً أن البحرين والإمارات بلد واحد، تجمعهما رؤية واحدة، ومصير واحد، موضحاً أن التواصل مباشر ودائم ومستمر.

وبين الرميحي في لقاء مع صحيفة "البيان" الإماراتية بالعاصمة البحرينية (المنامة) أن الإعلام الخليجي بكل مستوياته مدعو اليوم لأن ينصهر بمنظومة واحدة للتواصل مع كل المؤسسات والمنظمات الدولية الفاعلة كونها كتلة واحدة، لأن ما يواجه دوله في الخليج هو يواجه بواقع الأمر المنظومة الخليجية كلها، مؤكداً أن مواجهة الإرهاب الأسود تحتاج للكثير من التنسيق والتنظيم والترتيب، من أجل أن نجعل منطقتنا سداً منيعاً لمواجهة المد الإرهابي بكل ألوانه وايدولوجياته.

وفيما يخص قنوات الفتنة ذات الطابع المذهبي، أكد أن الإعلام الرسمي لن يهبط بمستواه لمواجهة القنوات المسيسة ذات الطرح الايديولوجي، لكن تتم مواجهته بممارسة الدور المسئول، من خلال نقل الخبر الصحيح من مصدره.

وفيما يلي نص اللقاء:

أين وصلت العلاقات البحرينية الإماراتية بمجالي الصحافة والإعلام؟

البحرين والإمارات بلد واحد، تجمعهم رؤية واحدة، ومصير واحد، والتواصل مع الإخوة الإماراتيين مباشر ودائم ومستمر، والعلاقة تمر اليوم بأزهى صورها، من حيث التعاون والتنسيق، ليس على المستوى الرسمي فقط، بل حتى على مستوى مديري الإدارات داخل الأجهزة الإعلامية، والمؤسسات الصحفية نفسها، وهنالك فرصة واعدة وخصبة لتبادل الخبرات والكفاءات بين البلدين الشقيقين، وخصوصاً على مستوى المذيعين، وفي مجال التدريب، نحن على تواصل مستمر مع العديد من المؤسسات الإعلامية الإماراتية لتدريب عدد من الكفاءات الوطنية البحرينية.

كيف نستطيع ترجمة الجهود الخليجية على مستوى الإعلام إلى واقع ملموس ذي نتائج، مقابل التحديات المتنامية في الإقليم؟

الدور المنوط بالاتحاد الخليجي للصحافة كبير، وخصوصاً بالمؤسسات العاملة بقطاع الصحافة الخليجي، وهي فرصة لهذا القطاع غير الحكومي ولديه المصداقية والمهنية المطلوبة بأن يخاطب الإعلام الخارجي بلغة الدولة الواحدة، أضف أن الظروف السياسية التي مرت على دول مجلس التعاون الخليجي زادت من تكاتفها وتعاضدها ووعيها لمواجهة التحديات المتنامية، وبطليعتها التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية، فهي اليوم ومن خلال رؤيتها الواحدة وعملها الشمولي أضحت كالدولة الواحدة فعلاً، والدور المنوط بالإعلام أن يكون عاكساً لهذا التعاون ولهذا التنسيق وبشكل يلبي التطلعات، وخصوصاً أن الإعلام الغربي بات يتعامل مع دول الخليج من خلال هذا المنظور.

كيف تقيّم تعاطي الإعلام الرسمي البحريني مع الإرهاب الداخلي، الذي تقوده بعض الجماعات المحسوبة على إيران وجماعاتها بالمنطقة؟

مواجهة آفة الإرهاب تحتاج إلى التنسيق مع العديد من الجهات الأمنية، وخصوصاً فيما يتعلق بموضوع التوعية، والإرهاب لا يستهدف فئة أو جانب جغرافي معين، بل يمس أوطاننا ومجتمعاتنا واقتصادنا، وكل مسئول في أي موقع كان له دور بذلك. ونحن في وزار الإعلام البحرينية نحاول جاهدين التنسيق مع جميع الجهات المختصة داخل البلاد لكي نمارس دورنا المسئول في التوعية وبشكل شمولي ومؤثر وعميق، ونسعى أيضاً إلى أن نوفر المادة الخصبة والآنية والدقيقة، لكي نكسب المشاهد، الذي يبحث عن المعلومة الصحيحة، ومن مصدرها الصحيح.

هل نجح الإعلام الخليجي اليوم في تأدية هذا الدور؟

الإرهاب يتشكل بأشكال وألوان كثيرة، ويتماهى مع الظروف والمتغيرات ووفق أجندات معينة وتمويلات وافرة، مكنته من استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال بشكل احترافي، ما هيأ له الأرضية بأن يكون عمله منظماً ودقيقاً، ولذلك، فمواجهة الإرهاب الأسود تحتاج للكثير من التنسيق والتنظيم والترتيب، ونحن نعمل جاهدين مع كل الجهات بالداخل وعلى مستوى الخليج، لأن نجعل منطقتنا سداً منيعاً لمواجهة المد الإرهابي بكل ألوانه وايدولوجياته، والإعلام الخليجي بكل مستوياته مدعو اليوم لأن ينصهر بمنظومة واحدة، للتواصل مع كل المؤسسات والمنظمات الدولية الفاعلة ككتلة واحدة، لأن ما تواجه دوله في الخليج هو يواجه بواقع الأمر المنظومة الخليجية كلها.

هل هنالك خطة جديدة لتلفزيون البحرين خلال المرحلة المقبلة؟ هل هنالك توجه لإطلاق قناة جديدة؟

أطلقنا أخيراً الرؤية الجديدة لتلفزيون البحرين، وهي كما تابع الجميع مختلفة وجديدة وبتكنولوجيا متطورة وبسواعد بحرينية قادرة على أن تؤدي الدور الوطني المناط بها، وبرأيي فإن الشباب يجب أن يأخذوا فرصتهم بهذا الجانب، وثقتنا بهم عالية.

سبق للبحرين أن تقدمت بمقترح لدى جامعة الدول العربية فيما يخص وقف ومراقبة القنوات الفضائية التي تثير الفتنة، ما الدور المنوط بالإعلام الرسمي أن يقوم به قبالة ذلك؟

من الصعوبة بمكان أن يهبط الإعلام الرسمي بمستواه ولمواجهة القنوات المسيسة ذات الطرح الايديولوجي الرامي لإحداث الفتنة والقلاقل والتحريض على العنف وإحداث الشقاق المجتمعي، لكننا نمارس بالسياق ذاته دورنا المسئول، ومن خلال نقل الخبر الصحيح والشفاف من مصدره، وتدعيم التواصل مع المؤسسات الإعلامية الخليجية والعربية لتحقيق الرؤية الجامعة المطلوبة.

اتحاد الصحافة الخليجية

ترسيخاً للانتماء وحماية لوحدة المجتمعات يتجه اتحاد الصحافة الخليجية بحلته الجديدة إلى تحقيق الارتقاء بالأداء المهني للمؤسسات الصحافية الخليجية بشكل جديد وموحد ومغاير، يرسخ بمخرجات عمله منهجية التشريعات الوطنية والثوابت الأخوية الخليجية والأسس الإعلامية الحقوقية العربية والدولية، مواكبة لتطلعات قادة المجلس بإعلام خليجي قوي، قادر على مخاطبة العالم بالحقائق، وبالمكتسبات القائمة.

وتخلل الاتحاد منذ تأسيسه العام 2005 ويتخذ من العاصمة البحرينية المنامة مقراً دائماً له، مراحل وصفت بالمتطورة والناجحة، حيث أعلن رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حينها أن إنشاء الاتحاد في البحرين يأتي استجابة لثورة وسائل الإعلام التي تشهد تقدماً تكنولوجياً وتقنياً، متسارعاً. وعبر عن ثقته بأن يكون للاتحاد دور في احتضان هموم وطموحات وآمال الصحافيين بدول الخليج ويعزز من ترابطهم وتآخيهم لما فيه من خير لشعوب ودول المنطقة، معبراً عن ثقته بقدرات الصحافة الخليجية على الثبات في خضم التطور الهائل في عصر المعلوماتية.

ويطمح الاتحاد بعد انتخاب مجلس إدارته الجديد قبل عدة أسابيع - الذي عين من خلاله رئيس تحرير "الجزيرة" السعودية خالد المالك لمنصب الرئيس، ورئيس تحرير "الأيام" البحرينية عيسى الشايجي لمنصب الأمين العام - إلى العمل على مسارين أساسيين؛ يتمثل الأول في إيجاد آليات عملية وعصرية للتعاون والتنسيق المشترك بين المؤسسات الصحفية الخليجية في مجالات التدريب ورفع الكفاءة المهنية وتبادل الخبرات الفنية والتقنية ونقل الأخبار ونشرها وتداولها بدقة وسرعة ومصداقية، وإنشاء مرصد خليجي لرصد أي تجاوزات أو مخالفات مهنية والرد عليها بوسائل فاعلة.

جسور التواصل

ويتركز المسار الثاني بمد جسور التواصل مع المنظمات والاتحادات الإقليمية والدولية المتخصصة في المجال الصحفي والإعلامي عبر استحداث لجان فاعلة في مجالات السياسة وحقوق الإنسان والعلاقات الدولية، والتحرك بشكل مواز مع القنوات الإعلامية الرسمية، انطلاقاً من الشراكة في إبراز المنجزات التنموية والحضارية في دول المجلس وشعوبها، وتوضيح الحقائق والتصدي لأية حملات إعلامية مضادة تستهدف أياً من دول المجلس.

وكان وزير الإعلام البحريني علي الرميحي قد صرح بأن ما تواجهه دولنا الخليجية وأمتنا العربية والإسلامية من تحديات يفرض علينا النهوض بدور المؤسسات الصحافية والإعلامية الخليجية، وأداء رسالتها السامية على أسس من المسئولية والشفافية والأمانة والموضوعية.

الانتماء والولاء

ودعا الرميحي الاتحاد والمؤسسات الإعلامية إلى تحمل مسئولياتها المهنية والأخلاقية والقومية في ترسيخ الانتماء والولاء الوطني وحماية المجتمعات الخليجية وصيانة وحدتها وتماسكها وأمنها القومي وهويتها الوطنية والدينية، ونشر قيم التسامح والتعايش بين جميع الأديان والحضارات والثقافات، ومكافحة التطرف والإرهاب ونبذ أية دعوات للفرقة أو التحريض على الكراهية أو المساس بكرامة الأشخاص الخاصة أو سمعتهم.

عضوية

تنضوي تحت عضوية الاتحاد الخليجي للصحافة العشرات من المؤسسات الصحافية الخليجية، وله اجتماع دوري، ومقر دائم، وجمعية عمومية تعنى بتحديد الاجتماعات ومسارات العمل من خلال استراتيجيات عمل منظمة يزود بها أعضاءه.

بلورة رؤية إعلامية مشتركة

شهد العام الماضي العديد من الفعاليات الإعلامية الهادفة إلى بلورة خطاب إعلامي خليجي يؤكد على وحدة الموقف والهوية وصياغة رؤية مشتركة تجاه التحديات بمختلف مستوياتها.

ومن الفعاليات المهمة في هذا الإطار المنتدى الخليجي للإعلام السياسي الذي عقد في دورته الرابعة تحت شعار الإعلام والهوية الخليجية في المنامة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ويكتسب هذا الموضوع أهميته في ظل الأجواء والمظاهر الحالية التي جعلت من العمل على تحصين الجبهة الداخلية ضد محاولات اختراق المجتمعات الخليجية، وبثّ الفرقة والتعصّب والاقتتال فيها، مهمّة وطنية ومسئولية مشتركة، لا بديل عن القيام بها؛ بُغية ترسيخ دعائم الهوية الخليجية بمفاهيم واضحة، تعزّز التماسك الاجتماعي والتعاون السياسي والوحدة الثقافية.

نجاحات تعتمد المهنية والإقناع

حقق الإعلام الخليجي نجاحات ملموسة في توحيد الخطاب تجاه التدخلات الإيرانية في المنطقة عبر اتباع أساليب مهنية وعلمية تعتمد على الكشف والإقناع بما يمكن الجمهور من اتخاذ موقف حاسم وواضح تجاه قضية لا تحتمل التأويلات.

وفي هذا الإطار، شن موالون لإيران هجمة حادة على الإعلام الخليجي في حملة افتراءات امتدت من الميليشيات الطائفية في العراق إلى نظيرتها في لبنان وأذرع إيران الإعلامية في الدول الأوروبية.

واستطاع الإعلام الخليجي الوصول بصوته إلى الخارج، حيث تلعب الأقسام الإنجليزية للمواقع الإخبارية والقنوات التلفزيونية الخليجية دوراً إيجابياً بارزاً في توفير مرجعية إعلامية للمتلقي الغربي بعيداً عن البروباغندا الإيرانية التي تستهدف تبرير تدخلاتها في دول المنطقة.

منبر لترسيخ الوحدة والتضامن

يعد مركز العلاقات الخليجية الدولية (كوغر)، ومقره لندن، من المنابر المهمة في دعم الوحدة الخليجية على المستوى الشعبي وترسيخ قيم التضامن والأخوة.

كما يعمل كوغر على إبراز التطور والتقدم والإصلاح الذي تقوم به المؤسسات الخليجية. بالإضافة إلى إبراز إنجازات الإنسان والمرأة الخليجية في المحافل الدولية، من أجل إظهار الصورة الحقيقية لشعب ودول الخليج العربية ومدى تحضرهم.

ويهدف "كوغر" أيضاً إلى تنمية العلاقات بين شعب ومؤسسات الخليج ونظرائها من الشعوب الصديقة. ويعمل على المساهمة في خدمة قضايا حقوق الإنسان، السلام، الديمقراطية وأهداف مؤسسات المجتمع المدني التي تنادي بتحقيق المبادئ الإنسانية. ويؤمن المركز بثقافة السلام والحوار ونبذ الإرهاب والتطرف.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:01 ص

      مقاطع اليوتيوب
      العمل الفني البحريني
      تميزه أفضل من القناة

اقرأ ايضاً