العدد 5260 - الإثنين 30 يناير 2017م الموافق 02 جمادى الأولى 1438هـ

بالصور... "وجود" تنظم أمسية نقدية بعنوان" النوع الأدبي: القصة القصيرة جداً

تصف علاقة القصة القصيرة جدا بالأجناس الأدبية...

نظمت وجود للثقافة والإبداع  أمسية نقدية تحت عنوان" النوع الأدبي: القصة القصيرة جدا "ضمن ملتقى القصة القصيرة جدا, قدمها  الناقد "جعفر حسن" مساء  أمس الاثنين (30 يناير/ كانون الثاني 2017) بمقر دار فراديس للنشر بمنطقة  السهلة. وتحدث فيها عن علاقة القصة القصيرة جدا بنوعين مجاورين لها من الأنواع الأدبية هما القصة القصيرة من مجال السرد وقصيدة النثر من مجال الشعر.

وأوضح حسن أنه يقوم في الظن أن الأدب مجال عام تتحرك فيه الأجناس الأدبية باتجاهين داخل النظام العام للأجناسية الأدبية بينما ينبثق الجديد من تشاكله مع أكثر من جنس أدبي وتناقضه معهما في نفس الوقت، فيتحرك الشكل تدريجيا لينقطع عن الأجناس المجاورة ويكون جنسا أدبيا جديدا يتمايز عما يجاوره برغم تداخل المجالات والتشارك في التقنيات.

وأكد أن القصة القصيرة جدا حدث لها ما حدث بالضبط لقصيدة النثر من معارضة، تمثلت في مواقف أخلاقية وصمتها بنوع من الاستهجان بـ (الهجينة ، والاستسهال ، والمجانية) بينما ظلت الممارسات الفعلية لكتاب القصة القصيرة جدا تتحرك على منحنى الابداع صعودا إلى القمة وانحدارا في بعض الأحيان إلى القاع، وهي بذلك تشترك مع كل المجال الأدبي والفني أيضا، ويظل ما يعتد به في الأدب هي تلك القمم التي نعتبرها من الأدب الراقي بينما يظل الانتاج موزعا على منحنى الجودة حتى الضعف.

وأكد على وجود قواسم مشتركة بين القصة القصيرة جدا و قصيدة النثر والقصة القصيرة بالقول: "عند مقارنة القصة القصيرة جدا مع جاراتها من أجناس الأدب سنجد أنها تشترك مع قصيدة النثر في الايجاز والتكثيف والتوهج واستخدام العنوان، كما أنها تلتقي مع القصة القصيرة  في الراوي وإن بشكل محدود، إذ لا يظهر فيها ذلك التنوع والتعدد الممكن لاستخدامات الراوي، وهي تتصل بكل مجال الأدب بتلك العلاقة مع المجتمع واحتوائها على الرسالة والقصدية، وإن اختلفت في طريقة البث، ولكنها نتيجة للاختزال الشديد يختفي فيها الوصف الدقيق المطول نسبياً".

ويواصل: "يشير بعض الدارسين إلى وجود ظاهرة المتواليات في القصة القصيرة جداً، بينما يتضاءل الاحساس بالزمن ورحابة المكان في القصة القصيرة جداً، وتظل متشابة مع القصة القصيرة في مسألة الحدث والتوتر، بينما تظل القصة القصيرة جدا محكومة بتقلص بنيتها وبساطة تركيب جملها كما في قصيدة النثر، كما تقع على تلك الحدود المشتركة في استخدام الرمز بينها وبين جارتيها القصة القصيرة وقصيدة النثر، وهي أيضا تلتقي مع القصة القصيرة في مسألة كونها من فنون السرد ولكنها تغاير قصيدة النثر في ذلك، ولكنها أيضا تقترب من الجمل الشاعرية التي توظفها في بنية سياقاتها ، كما تظهر فيها النهايات المفتوحة والنص المدور".

وأشار الى أن ثمة تقاطع يحدث بين القصة القصيرة والرواية من حيث استخدام بعض التقنيات التي تقوم على راوي يتشكل باعتباره أداة يستخدمها الكاتب من أجل وضع مسافة بينه وبين المتخيل في عالم القص وهو متنوع، وقد يكون الراوي العليم الذي يعرف المآلات التي سينتهي عندها تطور الحدث، أو الراوي الذي يقف في جهة يصف فقط، وقد يكون الراوي مشاركا في الحدث.

وتابع :ترتكز القصة القصيرة على حدث مركزي واحد (انفجار الغضب) كما عند أحمد الحجيري في متوالية (الهامات)، ذلك الحدث الذي لا بد أن يحدث في زمان ما ومكان ما وبالتالي سيكون هناك امكانيتين لنظام الاحداث في القصة القصيرة أحدهما سببي زماني أو تجميعي مكاني ضمن بعد رؤيوي ينبعث منه صلتها بالحالة الاجتماعية والثقافية، إذ تصر القصة القصيرة على تقديم ما يقيم الايهام بالتشابه بين القصة القصيرة والواقع الاجتماعي، ورغم ذلك نجد القصة القصيرة قد تخلت بشكل عام عن كونها بوليسية ترفيهية أو وعظية، بينما يشير كثير من الباحثين على أنها ظلت تعبيرا عن المهمشين في المجتمع.

وأضح أن ثمة هاجس "يجعل الكتاب يتحولون من كتابة القصة القصيرة والشعر نحو الرواية (=كتابة الرواية) والأمثلة متعددة حتى عندنا في البحرين،  والسؤال الذي يطرح هنا هل سوف يمتص انتاج الرواية كتاب فن القصة القصيرة ليخبو هذا الفن؟ كما نلاحظ أن هناك نزوعا لعدد لا بأس به من كتاب الشعر للتحول نحو كتابة الرواية أيضا، فلماذا يحدث هذا التحول؟ و أجعل هنا هذا السؤال معلقا حتى يحاول الاجابة عليه نقاد آخرون".

وأشار الى أن  القصة القصيرة توظف  تقنية الزمن الخطي المتصاعد في معظمها ، ولكنها قد تلجأ إلى تكسير ذلك التصاعد بتقنية الفلاش باك أو قطع الزمن نحو المستقبل ، ولكنها عادة ما لا توغل في الوصف باعتباره تمديدا لزمن القراءة وتجميدا لزمن القص وقلة عدد الشخصيات، والحدث المركزي، "نقول هذا ونحن نتفهم مسألة الدلالة الغير مطلقة لمسألة الوصف أو خطية الزمن وتصاعد الحدث وعدد الشخصيات والحدث المركزي، ونحن نذكر ذلك باعتباره سمة سائدة في القصة القصيرة ويمكن أن نجد في نصوصها ما يكسر ذلك عبر تنوع أنساقها ولكنها صفات تبقى ذات دلالة نقدية".

وذكر تقنيات مستخدمة أيضا في القصة القصيرة جداً، كالحدث، والوحدة، التكثيف في الايحاء، والمفارقة التي تكسر أفق المتوقع عند المتلقي، وتفرغ ذروة القصة من خلال مآلاتها لدى القارئ الذي يندفع للتأمل فيما أوصلت اليه القصة القصيرة جداً. وفعلية الجملة أوما يؤدي دورها في التركيب، التناص، التلون الاسلوبي عبر النفي والإثبات والاستدراك والتشخيص، غرضية العنونة، استخدام الألوان، السخرية، الأنسنة والرمز، والايماء والتلميح والإيهام، الخاتمة المتوهجة المحيرة، طرافة اللقطة، الرؤيا.

ولفت الى أنه  بالرغم من حداثة القصة القصيرة جداً، إلا اننا يمكن ان نجد لها ما يقاربها من مدونات السردية العربية مثل الحديث، الخبر والملحة أوالفكاهة، والنادرة والأحجية، وبعض الخرافات والأساطير والأمثال، و"يمكن تلمس الكثير من تلك الحكايات المختصرة في كتاب المستظرف في كل فن مستظرف على سبيل المثال، وقد يشير البعض إلى تلك النصوص على اعتبار  أنها الأصول الغابرة للقصة القصيرة جداً".

وقدم الحضور العديد من المداخلات تركزت معظمها في تعريف القصة القصيرة جداً كجنس أدبي حديث بغض النظر عن الاشكاليات التي تترتب على تصنيفها بذلك,الى جانب بيان أهمية الأركان المعتمدة كالقصصية والتكثيف والمفارقة و وحدة الموضوع والجملة الفعلية وتم الإشارة لبعض العناصر كالترميز والعنوان كتقنيتين لهما دور في فتح أبواب التأويل، وإيصال المعنى المراد في النص القصير جداً.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً