قبل أكثر من تسعين عاما وتحديدا في سنة 1910م بدأ دخول الدراجات الهوائية (السياكل) للبحرين بشكل تجاري وذلك لاستغلالها في تنقلات الناس اليومية، وصار بإمكان الراغبين في الحصول عليها والقادرين على شرائها أن يجدوها في بعض المحلات التجارية في أسواق المنامة، وكان قبل ذلك توجد منها أعداد بسيطة كانت تجلب من خارج البحرين عن طريق القادمين من الهند، وكانت قليلة العدد بسبب صعوبة جلبها من خارج البحرين ولارتفاع ثمنها كذلك.

كان القس والمبشر المسيحي صاموئيل أدريان زويمر عضو الارسالية الأميركية بالبحرين هو أول من أحضر دراجة هوائية وقد دخل البحرين لأول مرة في 7 ديسمبر 1892م والمرة الثانية في 1894م، وكان يستخدمها في تنقلاته في المنامة أو بين المدن والقرى التي يزورها لتقديم خدماته الطبية والتبشيرية، ونظرا لمقاومة أهل البحرين له ولمحاولاته التبشيرية كان يدافع عن نفسه ويقول لهم إنه (ضيف الله) غير أن عامة الناس ترد على قوله وتناديه باسم (ضيف إبليس)، وبما أنه (ضيف إبليس) فإن ذلك المركوب الغريب والآلة العجيبة غير المعروفة لدى الأهالي والتي كانت تلازمه دائما ولا يرونه إلا معها أو عليها، راحوا يطلقون عليها اسم (خيل إبليس).

ومع ازدياد أعداد الدراجات الهوائية في البحرين، صدرت من قبل الحكومة الاعلانات والتنبيهات المنظمة لسيرها، ففي سنة 1934م صدر إعلان بوجوب اتباع قواعد السير والمرور المطبقة على السيارات من قبل أصحاب الدراجات (السياكل)، وفي سنة 1942م صار على كل من يمتلك (سيكلا) أن يسجله لدى آمر المرور، وبسبب ازدياد أعدادها أيضا نشأت مهن جديدة مثل (بائع الدراجات) أو(مصلح الدراجات) أو (مؤجر الدراجات) حيث صار بالإمكان استئجار دراجة من قبل أحد المحلات أو الاشخاص المالكين لها.

الهاتف العجيب

عندما يرغب أحد الوجهاء في دعوة وجيه آخر أو أكثر عن طريق الاتصال به عبر الجهاز الجديد الذي تم تركيبه في منزله أو مكتبه فإن عليه مخاطبة شركة الاتصالات والتحدث مع المخابر ليوصله بالشخص الآخر ومن ثم يتكلم معه ويوجه إليه الدعوة، لكنه لم يدر في باله أن طرفا ثالثا علم بموعد الدعوة ومكانها بل وعلم بكل ما قيل.

كان ذلك هو حال الحديث عبر جهاز التلفون الذي دخل الخدمة في البحرين قبل حوالي سبعين سنة، ففي سنة 1931م بدأت شركة الاتصالات الامبراطورية والدولية المحدودة IMPERIAL&INTERNATIONAL COMMUNICATIONS LIMITED (I&IC) (البريطانية) خدماتها الرسمية في البحرين وتولت مهمات الاتصالات في البحرين، وفي العام التالي 1923م تم تركيب نظام الهاتف في البحرين بعد 12 خطا وهاتف عمومي واحد، واستطاعت هذه الشركة إنشاء وسائل اتصالات تلغرافية لاسلكية مع الشارقة في 1933م ومع عدن في 1936م والسعودية والكويت قبل 1938م وقد تغير اسم الشركة في 1934م إلى (شركة البرق واللاسلكي المحدودة Cable&Wireless Ltd)، وقد عرفت البحرين دخول التلغراف قبل ذلك بسنوات فقد أنشئت أول محطة راديو (تيلغراف) في البحرين في 1916م بمنطقة التيل (اختصار التيلغراف).

وبعد أكثر من 15 سنة على دخول خدمة الهاتف في البحرين وبعد إدخال خدمة البدالة الأوتوماتيكية في نهاية الأربعينات من القرن العشرين، أدى ذلك إلى إفساد مخططات أولئك العاملين الذين يصلون المتصل بالمتصل به والذين يجدون متعة في التعرف على كل ما يدور بين الطرفين من حديث