العدد 5265 - السبت 04 فبراير 2017م الموافق 07 جمادى الأولى 1438هـ

عن الكتابة و روايته «فان جوخ» الروائي الشهابي لــ«بنا» : تركت فيها لغزا كبيرا اتحدي من يستطيع ان يكتشفه او يحله       

عاش في فريج بن خاطر بالمحرق في بيت يطل على سينما المحرق لصاحبها عبدالرحمن راشد البستكي، عشق السينما كما البحر فكان من بين أكثر أقرانه شغفاً بمشاهدة الأفلام، كتب القصة مدفوعاً بترجمة واقع المحرق المعاش كسيرة لفكرة التعايش في تلك الجزيرة الصغيرة بحجمها الكبيرة بموروثها الفني و الثقافي، فكتب أكثر من 400 حلقة تلفزيونية و أكثر من خمسة عشر مسرحية و أكثر من ستين قصة قصيرة و رواية وحيدة هي فان جوخ التي طبعت في البحرين باللغة العربية و في الولايات المتحدة الاميركية (ولاية بنسلفانيا) باللغة الانجليزية، حول كل تلك التفاصيل التقته وكالة أنباء البحرين في حديث ثقافي قصير، فكان هذا اللقاء:

- الروائي الشهابي، مروراً بموضوعات كتاباتك السردية على أختلاف آشكالها من حيث الجنس الأدبي، يراك أناس كثر بأنك تجنح لمعالجتها من خلال ثقافة وأسلوب الآخر، و ربما في رواية «فان جوخ» ما يشي بذلك الانحياز لتلك الفكرة ؟ الم تجد في ثقافتنا ما يسعف طموحاتك، لذلك هجرتها، كيف تبرر ذلك ؟

-- عن ...كتاباتي السردية ... او لنقل مؤلفاتي بكافة انواعها  ﻻتتوقف عند حد  او نمط معين

وهي تاخذ  اشكال  التقسيم الموضوعي ....

فانا اكتب ( الرواية والقصة القصيرة  والمسلسل التلفزيوني وكذلك  ﻻاكتب بل اغرق في  بحر المسرح ) وكل هذه اﻻنماط كتبت فيها الكثير ... الكثير وبﻻ توقف ولله الحمد ... وعندما تقول الم تجد في ثقافتنا مايسعد طموحاتي ؟؟؟ أقولها نعم وقد كتبت الكثير عن ثقافتنا في كافة النواحي مثل القصة القصيرة والمسرحية ..وسوف ىعجز لو ذكرتها جميعا  ....اما رواية فان جوخ  فاعتبرها  اﻻلماسة التي انهكتني وانا ابحث عنها في جبال ﻻيصل قمتها اﻻ من دخلها بعد صراع طويل  مع مشتقات ثقافته المحلية ….

رواية فان جوخ هي روايتي اﻻولي ... جنحت الي موضوعها بعد ان خضت مرابع ثقافتنا المحلية تاركا اياها لفترة وجيزة ... فقط ...

ففيها  لست أقدم سردا عن حياة الفنان فان جوخ .... ولكني قدمت  رواية  حديثة مرنه في اﻻسلوب  خيالية المواقف ... تدور احداثها في الوقت الحاضر ... وبالرغم من وفاة الفنان فان جوخ في سنة 1885م ا. أن احداث الرواية  بطلها طفل في التاسعة من عمره ويشاركه البطوله  فانجوخ نفسه !!! نعم تدور احداثها حاليا وهو احد اهم ابطالها ... وفي اعتقادي أن  ...من لم يقرأ  رواية فان جوخ  لم يقرأ الخيال الواسع  في الرواية البحرينية ...وﻻ اريد ان اذكر اية واقعة او حدث منها اﻻن ... ومن يريد ان يكتشف الخيال ليبحث عنها اينما كانت ..... ولتاكيد الرد على السؤال انني فعلا اردت لروايتي  التميز ....

فيكفي مافيها  من  احداث ... ووقائع .....

وحتي اﻻلغاز !نعم تركت فيها لغزا كببرا جدا اتحدي من يستطيع ان يكتشفه او يحله

....وﻻزال موضوعه مغلق امام الجميع ….

ومن اسباب لجوئي الي  هذا النمط  هو مساحة الحرية التي  غرفت منها  لكي اشبع فضولي القصصي ... واﻻهم من هذا كله ان احدي اكبر شركات النشر والتوزيع في الوﻻيات المتحدة قامت بطباعتها باللغة اﻻنجليزية ... وهذا بحد ذاته  فخر ليس لي فقط ولكني اهديه الي جميع اخواني واخواتي اﻻدباء والمثقفين في مملكة البحرين ...

- لماذا أستثمرت أسم «فان جوخ» كعنوان لروايتك، ما الفكرة التي كنت تتكأ عليها في أختيارك له، ولماذا هو تحديداً ؟ هل لهذا الأختيار قيمة فنية مرتبطة بنص الرواية أم أنه أختيار أقرب لشيء آخر، يمكن تبريره من قبل الروائي الشهابي ؟

-- إن استثمار اسم في عمل أدبي مهما كان نوعه له شهرة عالمية مثل فان جوخ يمثل مكسبا أضافيا الى قيمة العمل و القارئ، شريطة أن يكون الاستثمار كما تقول في محله الإبداعي و الثقافي و يضيف الى العمل الأدبي نكهة تختلف عن كل الخيالات والسرديات في الروايات الأخرى التي تنبع من وجدان المؤلف.  و اسم مثل الفنان العالمي فان جوخ غني عن التعريف و لكن الوصول اليه و طرحه من خلال رواية تدور أحداثه اليوم و هو بطلها علما بأنه قد مات في سنة 1890 أي قبل مائة و ثلاثون عاما فهذا شيئ يبعث على التحدي في وقائع الرواية و سردها.  أما بالنسبة عن الفكرة فهي الخيال طبعا.  فالقارئ يقول دائما أعطني خيالا في رواية أعطيك اهتمامي في قرائتها.  أما بالنسبة لماذا هو تحديدا فقط ذكرت سابقا لأنه فان جوخ الرسام العالمي.  و لا أخفي على الجميع أن هذا الاختيار له أكبر القيم الفنية لارتباطه بأحداث الرواية و هنا ينبع موضوع فن كتابة الرواية الخيالية بل و إسهابا في الخيال الروائي السردي.  إذ ليس من المعقول واقعيا أن يوجد المؤلف شخصية عالمية مثل فان جوخ في أحداث رواية نتلمس وقائعها الآن و هو ضمن شخوصها و أحداثها! إلا إن كان هذا المؤلف يمتاز بالتحدي و الخيال الواسع و أنا لا أمدح نفسي و لكن من يقرأ الرواية لا بد و أن يكتشف هذا العنصر و رغبته في معرفة نهاية الأحداث.

- كيف يعيش الشهابي حالة الكتابة، هل هي مشروع بحث واستقصاء ودراسة لموضوع يمكن له أن يتمثل في نص قصصي أو روائي ؟ أم أنه شيء آخر ؟

-- عندما يريد الشهابي أن يعيش حالة الكتابة في أي موضوع يعتبره نقطة تحدي الى أن يجهز العمل.  و الاستقصاء و الدراسة للحالات و الموضوع الرئيسي في الرواية لابد و أن يقع ضمن البحث و الدراسة عنه و الا ستسقط الأقنعة في الكتابة.  لا يستطيع المؤلف اليوم أن يضحك على القارئ، فكما المؤلف مبدع في كتاباته فالقارئ أيضا مبدع في اكتشافه قوة الرواية من أول صفحتين يقرؤهما في الرواية.  فالحذر مهم أيضا بالنسبة للمؤلف.  إيمان الروائي و تأثره بالأزمات و الأوجاع الإنسانية التي يعيشها العالم قد يكون ذا نفع له فيكتب من آيدولوجياته تجاه تأثره به.  و لكن هناك من لا يتقيد بكل ما حوله من أحداث و أمور لا يراها في خطابه الروائي و لكنه قد يصطاد منها حدثا صغيرا يحس به إبداعا يحقق منه نصرا أدبيا و نجاحا ملحوظا في رواية لا تخطر على بال.  لأن الألم لا يقاس بمستوى واحد إنما هو خليط و مزيج من نتائج أفعال مؤذية، فقليله قد يؤذي و كثيره مميت!! و هناك روائيون على استعداد للكتابة عن طلقة من دبابه أصابت معهدا للصم، طلقه واحده فقط و هي موضوع الرواية و ليس الملايين الذين هجروا أو قتلوا في الأحداث هو المزاج المفتوح للروائي و لا يفرض عليه أي موضوع كان إلا ما يريده هو.

- الروائي في العادة يكون أكثر حساسية وأكثر قرباً وتأثراً بالأزمات والأوجاع الأنسانية التي يعيشها العالم، ترى هل على الروائي ان يكتب مخلصاً من أيديولوجياته و مواقفه المتطرفة أتجاه الآخر المختلف أم أن حالة التورط في تلك الفوضى ممكنة بحيث يصبح أحد منتجيها ؟هل يمكن أن تضعنا في سيرة المكان الذي عاش فيه الروائي الشهابي، الثقافة التي تشربها في الصغر من خلال تفاصيل الحياة اليومية بعفويتها الجميلة ؟

-- عاش حمد الشهابي في فريج بن خاطر بالمحرق في بيت يطل على سينما المحرق لصاحبها عبدالرحمن راشد البستكي أطال الله في عمره.  و لا يفوت على أسبوع واحد لا أتابع فيه ثلاثة الى أربعة أفلام.  تشربت ثقافة الأصالة في التعامل مع الغير و الاحترام تجاه الكبير، و لأن البحر قريب منا تعلمت السباحة في عمر صغير.  تعلمت أن أحب كل الناس و البيوت الجميلة المملوءة حب، بيت البطي، بيت شمسان بيت البوسعود، بيت يوسف المناعي- بيت اليعقوب، بيت المؤرخ مبارك الخاطر رحمة الله عليه و بيت ساره البوسليم و بيت السعد، و بيت قماشة أم علي.  حمد الشهابي إنسان بسيط محرقي يحب الخير و محافظ على التقاليد الاجتماعية و من هذا الباب و التعايش كتبت أكثر من 400 حلقة تلفزيونية و أكثر من خمسة عشر مسرحية و أكثر من ستين قصة قصيرة و رواية فان جوخ التي طبعت في البحرين باللغه العربية و في الولايات المتحدة الاميركية ( ولاية بنسلفانيا) باللغة الانجليزية، و نجاحي هذا أهديه الى زوجتي جميلة أم البنات و بناتي الخمس و لكل أديب و مثقف في مملكتنا الغالية مملكة البحرين.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً