العدد 5268 - الثلثاء 07 فبراير 2017م الموافق 10 جمادى الأولى 1438هـ

الابتزاز الإعلامي للمسئولين

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يبدو واضحاً من خلال جولة متأنية ومطالعة دقيقة لمحتويات صحف محلية اكتشاف حجم «الفساد» وممارسة «الابتزاز» العلني لمسئولين في الدولة، وذلك لتحقيق مصالح شخصية.

ما فجَّره وكيل الزراعة والثروة البحرية بوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني في مقابلة مع صحيفة محلية (29 يناير/ كانون الثاني 2017) أنه يتعرض لـ «ضغط إعلامي» كما «الوكالة تتعرض للضغط والتشهير بها؛ لإجبارها على مخالفة القانون واستصدار استثناء لشركة لسحب الرمال»، مؤكداً أن «الشركة موضوع الخلاف غير مسجلة لدى الجهات الرسمية الأخرى في البحرين لممارسة نشاط استخراج الرمال البحرية، وهذا شرط حتمي مقرر بموجب قانون السجل التجاري».

المسألة برمتها ليست دفاعاً عن القانون أو مصالح الدولة، وليست محاربة فساد كما يشاع أو يقرأ منها، وخوفاً على مصلحة البلاد والعباد، بل هي قضية تضارب مصالح، وفساد إعلامي، وابتزاز غير أخلاقي ولا مهني.

المسئول الحكومي، وهو وكيل الزراعة والثروة البحرية بوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني أبدى استعداده التام للخضوع لأيّ نوع من التحقيق بشأن هذا الموضوع، فالرجل أكد أنه يعمل «تحت الشمس ووفقاً للقانون الذي لا يخالفه ولن يسمح لمخالفته».

تبقى على الدولة والجهات الرسمية حماية مسئوليها من هذه الأنواع، والضغوط الإعلامية، والذي نسميه نحن «ابتزازاً علنيّاً»، وذلك تطبيقاً للقانون، ولصيانة هيبتها، ولحفظ مكتسباتها، وللحد من التجاوزات والخروقات، ولوقف تلك الوسائل عن ممارسة هذا النوع غير الأخلاقي ولا المهني من العمل، والذي يكشف عن تضارب المصالح في التعامل وممارسة المهنة، فضلاً عن تشويه سمعة البلد.

على الجهات الرسمية، أخذ أقوال وكيل الزراعة والثروة البحرية بوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط على محمل الجد وفتح باب التحقيق فيها، والتأكد من سلامتها، وخصوصاً أننا جميعاً تابعنا القصة من بدايتها عندما نشر عنوان «قضية فساد غريبة بطلها مسئول حكومي...» وكيف كيلت الاتهامات للمسئول بالفساد، فقط لكونه طبق القانون ولم يمنح شركة حق ممارسة نشاط استخراج الرمال البحرية، كونها ليست ذات أحقية وغير مسجلة لدى الجهات المعنية المتعلقة بذلك. أحد الكتاب العرب وضع توصيفاً دقيقاً لحالات الابتزاز الإعلامي، عندما قال إن «قوة الصحافة الرخيصة تكسبها من ضعف ضحاياها».

لا يعني أن تمتلك صحيفة، هو أنك أصبحت ذا نفوذ وتأثير، يعتقد البعض أنه لمجرد أنك تمتلك صحيفة فإنك قادر على فرض النفوذ والسيطرة على المشاهد المتعددة، سياسية، اقتصادية، اجتماعية، وحتى رياضية، ولذلك تجد توجهات الصحف الرخيصة تطغى عليها المصلحة من دون أي رادعٍ قانوني، حتى لو توشحت بثوب المحامي عن البلاد والعباد، والرافض للفساد، والمقاتل من أجل حفظ المكتسبات، وما كل ذلك إلا ستار لخفايا كثيرة ربما كشف جزءاً منها مسئول حكومي حاليّاً.

حتى مجلس النواب، معني بالتحرك أيضاً لكشف ملابسات القضية واكتشاف أنواع الفساد والابتزاز الذي يمارس ضد مسئولي الدولة، وذلك من أجل حمايتهم، وضمان سلامة أعمالهم، ومنع «ابتزازهم»، من خلال استخدام قوى «ناعمة» خفية، تمارس أدواراً غير أخلاقية.

الفساد ليس موجوداً فقط لدى المؤسسات الرسمية في الدولة، فهناك فساد آخر مضاد، قد يمارس ضد مسئولين يسعون بكل قوتهم من أجل تطبيق القانون إن صدقوا في ذلك، إلا أنهم يواجهون هجمات وضربات من تحت الحزام، يقوم بها متنفذون يسعون لتحقيق مكاسب شخصية على حساب تطبيق القانون، وخصوصاً إذا ما عرفنا أنهم ذاتهم من صدعوا رؤوسنا بالمطالبة بتطبيق القانون على الجميع والمحاسبة والضرب بيد من حديد، ومحاربة الفساد!

المسئول الحكومي أكد أن «أساليب الضغط والابتزاز لتمرير الموافقات أمر مرفوض، والشركة موضوع الخلاف اتهمتنا بالفساد دون سند ونحن نرد بالدليل»، الواضح في القضية أن هناك تضارب مصالح بين الشركة والوسيلة الإعلامية، لذلك وقع المسئول الحكومي ضحية لذلك النوع من «الابتزاز الإعلامي».

على الحكومة حماية مسئوليها، حتى لا يكونوا عرضة لتلك الأفعال «المشينة»، وحتى لا يضعف البعض أمام تلك الضغوط ومحاولات الابتزاز، وحتى لا يصبحوا لقمة سائغة لممارسات إعلامية مخجلة ومعيبة في حق مهنة صاحبة الجلالة.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 5268 - الثلثاء 07 فبراير 2017م الموافق 10 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 7:05 ص

      وحود مخالفات قانونية في الرقابة المالية، لا يبرر استغلال وسيلة إعلامية ابتزاز مسئول لحصول (...) على ترخيص خلاف للقانون

    • زائر 27 | 2:54 ص

      نصيحة للجميع دون تمييز : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا . فالله يمهل ولا يهمل جل جلالة سبحانة .

    • زائر 25 | 2:32 ص

      نحن نعيش في زمن الابتزاز والتهديد والكل معرض ومتهم في حالة عدم الانصياع والتطبيل

    • زائر 22 | 2:09 ص

      من تقرير ديوان الرقابة المالية ٢٠١٥-٢٠١٦:
      تصدير 11.6 مليون كيلوغرام من الأسماك خلال عامين... والدفان استغل 259 مليون متر مكعب من الرمال دون مقابل
      «البلديات» منحت تراخيص لاستخراج الرمال البحرية دون رقابة وإشراف

    • زائر 21 | 2:08 ص

      ديوان الرقابة المالية و الادارية ٢٠١٦:
      12.6 مليون دينار قيمة تعرفة المياه الجوفية غير المحصلة منذ 2006
      .
      وينها هالملايين؟

    • زائر 20 | 2:06 ص

      مخالفات بالملايين
      عن اي ابتزاز يتكلم هذا الوزير؟
      ؟
      ديوان الرقابة المالية ٢٠١٥-٢٠١٦:
      تراجع كميات 70 نوعاً من الأسماك...
      و«الرقابة» يسأل عن مصير 7.1 ملايين لمشروع «الأرياف الصناعية»
      ؟
      !!

    • زائر 18 | 1:59 ص

      و اذا الوزارة مليانه مخالفات؟
      هل يعتبر ابتزاز؟
      ديوان الرقابة المالية:
      «الأشغال» دفعت 409 آلاف دينار على تصاميم ثم ألغتها
      .
      ضمن العقد المتعلق بتطوير شارع الملك فيصل
      ؟؟؟
      هل يعتبر ما قام به ديوان الرقابة المالية ابتزاز؟؟!!

    • زائر 17 | 1:33 ص

      وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ

    • زائر 16 | 1:18 ص

      سيأتي اليوم الذي يحاسبون فيه جميعهم ان عاجلا او آجلا وان ابقاهم الله واخذهم من دون ان يحاسبوا دنيويا فذلك اسوأ لحالهم لأنهم سيقفون امام الله بكامل جرمهم غير منقوص منه شيء وتلك تكون ارادة الله للبعض فإنّ لم يوفقه الله لتوبة ولم يحاسب على جريرته في الدنيا فإن ذلك يعني ان الله يريد اخذه مع سبق الاصرار والترصّد وذلك اشدّ للعقوبة فكما في الدنيا عقوبة الاصرار والترصّد اشد من غيرها

    • زائر 15 | 12:48 ص

      استغفروا الله بعض اولئك ( الكتبة ) تشعر وانت تقرا اول اسطره وكأنه يريد الخروج من عموده من الكره للأخر المختلف معه والشرر يتطاير من جوانبه وكأنه ( جلاد ) وليس كاتب من المفترض تنوير الناس ومعالجة القضايا بحكمة المثقف ، ولكن بدلا عن ذلك يمسك هو بمكرفون ( التحريض ) ويلطم ويشجع الناس وتأليبهم على ما لا يشتهي من مواضيع ، يا هاني قليل هم الذين يحسنون الكتابة في الأزمات ، البعض ميوله الشخصية هي التي تحركه ولذلك لا تجد لما يكتب صدى ( سوى التحريض ).

    • زائر 13 | 12:26 ص

      في صراع الكبار تظهر جزء من الحقائق والفساد المخفي للعامّة....

    • زائر 11 | 12:07 ص

      حين تتضارب مصالح الكبار يطفو على السطح غيض من فيض من خفايا الفساد ....

    • زائر 10 | 11:58 م

      احدى الصحف المحلية تؤجر جزاً من مبناها لاحدى الوزارات فبربكم هل سيكتب في هذه الصحيفة نقد لاداء الحكومة؟!!

    • زائر 9 | 11:50 م

      يقولون في ميثاق شرف
      بس على ناس وناس

    • زائر 8 | 11:49 م

      قضية مهمة طرحها نحن نتلمسها في مواقعنا

    • زائر 7 | 11:20 م

      لهذا الكل يحاف من هذا الابتزاز , خصوصا التجار , اما المسئولين مبتزين في حال الانصياع الى اوامرهم

    • زائر 6 | 10:43 م

      حماية المكتسبات هو ظل ساحل وإلافرضة في اليلد كلها راحت البرمة مخرومة من القمة إلى القاع.

    • زائر 5 | 10:30 م

      استادى الفاضل: دول الهوامير عارفين البلد (البير وغطااه ) فيقول لك خلنى اخد الى ابى ترى البلد منتهيه واحنا خافقين خافقين . فأسرق واكذب ونافق واقتل وكل هذا ماشى ها الايام . بس لا تقول الحكومه...... انت فى السيف (فى الامان )لا اعتقال ولا تحقيق ولا سحب جنسيتك وحتى لو حققوا وياك ... تأجيل الى يوم القيامه.

    • زائر 4 | 10:09 م

      جننتهم يا إبن الفردان عندك إياهم لو قليلين إحساس وماأريد أقول قليليين ... بليستاهلون أكثر.

    • زائر 3 | 9:46 م

      عظم الله اجوركم لقد اتسع الخرق على الراتق والفساد رائحته تزكم الانوف

    • زائر 2 | 9:38 م

      في كتاب في صحف محلية في أعمدتهم من يكتب شي موجة لوزارة على طول يوم ثاني يستجيبون لية مساكين يخافون من الفضايح وهدة دليل على انهم خايفين من شي من جدي ينفدون عشان ما ينفضحون

اقرأ ايضاً