العدد 5274 - الإثنين 13 فبراير 2017م الموافق 16 جمادى الأولى 1438هـ

حيلة الضعيف التشكيك فيك!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ما حيلة الضعيف إلا التشكيك فيك؟! ما حيلته إلَّا الضرب في شخصك؟! ماذا كتبنا غير اسمه (ضعيف)! لأنّه ليس حرّاً طليقاً مثلك، بل هو عبد من العبيد، يضرب في عرضك وفي أصلك وفي عملك وفي فكرك وفي معتقدك، فهو بصراحة لا يستطيع الوصول إلى ما وصلت إليه.

يا جماعة الخير... أوتعلمون بأنَّ الضعيف هو ذلك الشخص الفارغ الذي يقتات من التشكيك في النّاس، إمّا إشباعاً لمرض، أو رغبة في إشعال الفتنة، أو هو الحقد الدفين والعياذ بالله منه! ولا يمكن أن يقنعنا أحد بأنّ من يشكّك في أصول النّاس ودينهم ومذهبهم وعاداتهم وتقاليدهم وعملهم وشكلهم هو إنسان لديه أي جزئية من الإنسانية!

من يشكّك فيك تعيس لا سعادة في قلبه، لأنّك أنت مرتاح مقتنع بما تقوم به، وهو في شقاء يبحث في صغائر الأمور؛ لكي يجد طريقه في التشكيك والترديد كالببغاء! وهكذا لا تتطوّر الأمم ولا تتقدّم.

من يشكّك فيك يفتقد العلم الذي تُقدّمه له، ويفتقد الخير الذي تهيله عليه، ويمنع نفسه من التطوّر والتقدّم، فهو يظن في قرارة نفسه بأنّه ناقص أقل منك، ولكن في الخارج يحاول الأمرّين لكي يُري الآخرين بأنّه عظيم، وهو ليس عظيما أبداً!

رحم الله العراق العظيم الذي أفرز 5000 طالب عالم من حملة الدكتوراه في الطاقة الذريَّة، ورحم الله العراق العظيم الذي قرّر في 1980 الاكتفاء من الطاقة الشمسية لأغراض الطاقة الكهربائية.

هل تدرون لماذا العراق كان لديه كل هذا الخير؟! لأنّ الشعب كان منشغلاً بالتطوير والتنمية، ولم يكن يهتم إلى صغائر الأمور، ولم يكن هناك وقت أصلاً للتشكيك والتصغير، بل كان وقتهم مُستفاداً إلى أقصى درجة الفائدة. كان ذلك في وطن اسمه العراق العظيم!

إذا كنّا نريد أن نصل إلى ما وصل إليه العراق ونحن شعب صغير مقارنة به، فإنّنا يجب أن نبث العلم وننشغل به، لا أن نستمر في دوّامة التشكيك والتخوين، فلقد قتلنا 6 سنوات من عمر الوطن، ومازلنا نقتل ونقتل من العمر، ولا نستفيد من أخطائنا، بل نتمسّك بها ونشكّك في بعضنا الآخر، ولا ندري إلى متّى هذا التشكيك!

لندخل غرفة من غرف وسائل التواصل الاجتماعي، ولننشغل بالتخوين والتشكيك في بعضنا بعضاً، وصدّقونا لن نفرز إلَّا زيادة الكراهية والبغضاء، أمّا إذا انشغلنا بالكتاب وبالتقدّم، فنحن على يقين بأنّ هذا ما يُثمر ولا يُدمّر. ولنا في حياة الشعوب عبرة يا أولي الألباب.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5274 - الإثنين 13 فبراير 2017م الموافق 16 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 11:18 م

      مقال ذهبي ????
      من أجمل وأروع ما قرأتُ لكِ
      شكراً لكِ أيتها السيده الفاضله ????????

    • زائر 27 | 12:46 م

      من أجمل مقالاتكِ أخت مريم .. يسلم قلمك

    • زائر 25 | 11:16 ص

      الكلام الصح يوجغ والظاهر الكلام وجعك

    • زائر 22 | 4:49 ص

      من اجمل المقالات التي قراتها ولكن كيف للأم أن تهدأ وهي تعاني المخاض؟ وكيف للإنسان أن يسبل طاقاته والزلزال تحته

    • زائر 21 | 4:21 ص

      عراق تدمر بسبب تدخل رجال الدين في السياسة لذلك تفرق الشعب و انا هنا لا استثني اي رجل دين سني كلن او شيعي كلهم يجب ان يبتعدوا عن السياسة لأنهم سبب تفرق الشعب

    • زائر 23 زائر 21 | 5:02 ص

      العراق تدمر من شن صدام حربه المجنونة على إيران وزاد جنونه وغزى الكويت وشرد شعبها وكملت عليه أمريكا والدول العربية وجوسياسين مصلحجية تحكمه.

    • زائر 24 زائر 21 | 5:07 ص

      هراء. أهم الأسباب هي الإقصاء و التهميش و الأحقاد التى تمزق الأوطان
      رجال الدين لايمنعون الناس من التطور و لايمنعون من البحث عن إختراعات جديدة و لا من أن تصل إلي مراكز علمية مرموقة بل هي من أشخاص يحقدون على التطور و أن تكون حرا وإلى مابال السجون العربية تمتليء بالمفكرين و الأطباء و العلماء.

    • زائر 20 | 2:58 ص

      باختصار
      إعطِني عيشاً راغِداً ... فخُذ بهِ أحلا وطن

    • زائر 17 | 2:26 ص

      انت تتكلم بالمقلوب حجّي

    • زائر 16 | 2:25 ص

      هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها

    • زائر 14 | 1:50 ص

      تحية لك..

    • زائر 12 | 1:35 ص

      مقال فعلا رائع! احسنتي واجدتي!

    • زائر 11 | 1:21 ص

      كلام روعة استاذة..

    • زائر 7 | 12:05 ص

      عزيزتي العراق لم ي...
      العراق لم يفظل الاجنبي على المواطن
      في العراق كانت المناصب تعطى للاكفا وليس لذو المذهب الفلاني او العلاني
      في ثمانينات القرن الماضي لم يكن العراق يفرق بين سني وشيعي ومسيحي وغيره
      لهذه الاسباق تقدم العراق

    • زائر 6 | 12:04 ص

      تصوي أستاذة أن ما نمر به من أزمة وتضحياتها المؤلمة منذ 6 سنوات، كله نتيجة مواجهة المطالب الشعبية العادلة بشكوك وأوهام وعدم ثقة ومخاوف غير مبررة بدلاً من حسن الظن والفطرة الإنسانية والصدق والمحبة من أجل الوطن.

    • زائر 5 | 11:27 م

      و إذا اشتغلت و تعبت نفسي و البلد انكرني و همشني؟ تبين أولادي يشتغلون؟ البلد لازم تعطيني و اعطيها مو تأخذ مني و ترميني أو تتخلص مني في اقرب فرصة

    • زائر 4 | 11:04 م

      رحم الله والديك.....
      قلتيها..... يا أولي الألباب و اين هم أولي الألباب
      آه ضاع الوطن .

    • زائر 26 زائر 4 | 12:17 م

      كلهم في اليمن

اقرأ ايضاً