العدد 5280 - الأحد 19 فبراير 2017م الموافق 22 جمادى الأولى 1438هـ

أنواع الموظفين... الموظف الجاد (1)

صالح حسين comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في خمسة مقالات سابقة أرهقنا القراء الكرام بإعطائهم فكرة عن أنواع المديرين، وممارساتهم الإدارية، وتأثير تلك الممارسات على أجواء العمل. بعض المتابعين للمقالات أبدوا رغبتهم بسماع ومعرفة رأيي الشخصي بما يخص مساعدة الأنواع التي وردت في المقالات، على تجاوز القصور في تصرفاتهم، ومساعدة الخط الإداري الذي ينضوي تحت إمرة المديرين، بالاستفادة وتجاوز الممارسات الخاطئة، وخصوصأ أن المدير الذي يتصرف بطريقة معينة، ولمدة طويلة قد لا يكون مستعداً لتغيير نمط تصرفات بات يعتقد بأنها الأفضل ولا يمكن تطويرها. ولذلك الأمل قد يكون معقوداً على الموظفين ونواب المديرين الذين سيأتي عليهم الدور ليكونوا مديرين. ولذلك فإن أية مقترحات أو أفكار قد تساعدهم على ممارسات أفضل لمتطلبات العمل الإداري.

جوابي على ذلك هو أنني أعطيت بعض الآراء في بعض النوعيات من المديرين، ولكنني ارتأيت أنه من الأفضل أن يفهم القارئ الكريم حجم الضرر الذي تسببه تلك النوعيات من المديرين، والعمل على تفادي ممارساتهم المدمرة لبيئة العمل. ومع ذلك فإنني أعتزم نشر مجموعة من المقالات عن أنواع الموظفين، وخصوصاً أولئك الذين يعملون تحت إمرة المديرين الذين تحدثنا عنهم في المقالات السابقة.

ونبدأ معاً في هذه السلسلة من المقالات التي ستتعرض لأنواع الموظفين، والذين قد يكون لهم دور إيجابي أو سلبي على أداء أي مدير، تبعاً للممارسات التي يقومون بها لتسهيل العمل الإداري أو عرقلته. ولنبدأ بالموظف المجد في عمله.

الموظف الجاد

ينظر هذا الموظف إلى عمله - أيّاً كان - بطريقة جادة أو قد تكون طريقة مقدسة. فهو يحافظ على الالتزام بمتطلبات العمل وأوامر مسئوليه، ويطبقها بحذافيرها. يلتزم بمواعيد بدء العمل ومواعيد انتهاء الدوام اليومي. لا يضيع الوقت خلال الدوام في الحديث في أمر خارج نطاق العمل، واستخدامه للتلفون محسوب وفي نطاق العمل. همه الأكبر القيام بمتطلبات العمل بحرفية متناهية، وهو لا يقبل أن يتم العمل بأية طريقة غير ما هو منصوص عليه في سياسات وإجراءات العمل، حتى لو كانت الطريقة أفضل. من جديته، يشعرك بأنه مبرمج كآلة لا تمل ولا تكل من عمل الشيء نفسه باستمرار.

قد يتعرض إلى مضايقات من زملائه؛ ولكنه شديد الثبات، ولا يقبل التغيير ولا يقبل النقد. حيث يعتقد أن ما يقوم به هو الأفضل ولا يمكن إجراء أي تغيير إلا إذا جاءت الأوامر من فوق. عند هذا النوع الجاد من الموظفين فهمٌ محدد لما يقوم به من عمل، ويمكن أن يقضي سنوات في العمل يقوم بالمهام نفسها من غير تذمر أو شكوى، مثله مثل العامل الذي يقضي عمره في ضرب المسامير في الخشب فقط لا غير.

هذه الجدية قد تنعكس سلباً على من يعمل معه في القسم نفسه، فلا هو يستطيع ابتكار أية فكرة جديدة، ولا هو على استعداد لإضافة الجديد لمن حوله من الموظفين. في الواقع وجوده قد يكون عقبة للآخرين، لعدم استعداده لمناقشة أي تغييرات في العمل. وبذلك يصاب من يتعامل معه بالإحباط. كما أنه في الغالب لا يقبل آراء الآخرين؛ لأن قبولها يعني بعض التغيير وهو قد يكون عدواً للتغيير.

هذا النوع من الموظفين قد يبقي في الوظيفة نفسها، وحتى يجلس على الكرسي والطاولة نفسيهما لسنوات كثيرة، وفي الغالب قد يكون أول من يطلب التقاعد المبكر، إذا أحس بأن موقعه في العمل بما فيه طاولته وكرسيه قد تتغير أو تنقل إلى مكان آخر. قد يظن البعض أن في هذا مبالغة، ولكن طول عملنا الذي امتد لما يقارب 40 عاماً، يشفع لنا، بأننا رأينا بعض نماذج هذه النوعية من الموظفين.

عزيزي الموظف، إذا كنت من هذه النوعية، حاول أن تتخلى عن الجدية قليلاً، وحاول التفكير في الابتكار في العمل، وحاول التحدث والانفتاح على الآخرين، فقد تسمع أفكاراً ممتازة تساعدك على أداء العمل بطريقة أفضل، وتساعدك على اقتراح تغيير بعض السياسات وإجراءات العمل للأحسن. وتذكر بأن السياسات والإجراءات وضعها أناس مثلك، ويمكن تغييرها للأفضل إذا جئت بأفكار أفضل.

الالتزام بمواعيد الدوام من حضور وإنصراف جيد؛ ولكن المهم ما تقوم بتأديته أثناء الدوام. ثم إن تقييم الأداء يعطى له وزن قليل في استمارة تقييم الأداء السنوية، مقارنة بما يعطى من وزن لما تقوم به من مهمات، وما تنجزه من أعمال والتي هي تؤثر إيجاباً في نتيجة تقييم الأداء.

كما أن من يعمل معك لهم الحق في الترقي ومعرفة الجديد، والإصرار على التمسك بالقديم قتل لطموحك أنت وطموح الآخرين.

الجدية في أداء العمل مطلوبة في العمل، ولكن يجب أن تكون مصحوبة بالمرونة والانفتاح على أداء العمل بطريقة أفضل، وإشراك العاملين في تقديم الأفكار الجديدة للتطوير.

إقرأ أيضا لـ "صالح حسين"

العدد 5280 - الأحد 19 فبراير 2017م الموافق 22 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 4:29 م

      لو كان لدينا اداريين غربيين في الوزارات لكان أفضل من البحرينين
      لأننا متضررين منهم ومن تصرفاتهم حيث يعطون الرتب لمن يجاملهم أو لمن يودونهم من الموظفين على حساب موظفين اخرين مشهود لهم بالكفاءة ونرجو من ديوان الخدمة المدنية زيارة وتفقد كافة المرافق الحكومية خاصة الخدمية منها حيث الفساد الإداري المستشري ليس من قبل الموظفين بقدر ما هو من الإداريبن أنفسهم الذي وصل البعض فيهم الى مستوى منحط للدرجة التي أصبحت تتحكم فيه الغريزة الجنسية من بين بعض موظفية وكأنه يعوض شئ فاقده من أهله وعذرا لهذا التعبير

    • زائر 5 | 1:31 م

      في وزارة الصحة وخاصة وحدة المراكز الصحية معظم الترقيات لجهة بعض الموظفات الشابات وليس الأمر عائد الى تفانيهن وإبداعهن في العمل لكن لجهة جمالهن وكلما زاد جمال الموظفة زادت ترقياتها وحوافزها وكانت لها الأولوية عند بعض
      الإداريين والمراقبين الصحيين للمناطق للأسف حتى إننا ندهش حينما تنقل موظفة من مكان لآخر
      لسبب تغير هذا الإداري الى منطقة صحية أخرى حيث ينقلها معه وكأنها من مقتنياته الشخصية ، في الواقع وصل بنا الحال الى هذة المستوى أما المخلصين في العمل فهم هم المهمشين .

    • زائر 4 | 3:11 ص

      نتمنى يا أستاذ صالح أن لا تغفل عن ذكر الموظف المتسلق ألذي ينسب جهود الأخرين لنفسه و يجير نجاحاتهم لصالحه،كما نتمنى أيضا ان تتحفنا بما تحويه جعبتك عن الموظف( الجاسوس)ألذي يعمل كالسوسة ألتي تنخر في جسد فريق العمل،فهو بلا منازع أسوأ انواع الموظفين و أرذلهم.. ولد النبيه صالح

    • زائر 1 | 1:07 ص

      انواع الرواتب ايضا هي من يجعل بعض الموظفين يتقاعسون: اذا جئت بموظف اجنبي واعطيته اضعاف البحريني وحصرت الموظف البحريني في مجال ضيق بينما سمحت للأجنبي في الترقي لأرفع المستويات فهنا انت تقتل الطموح في الموظف والعامل الوطني اليس كذلك.
      الحوافز ايضا لها دور كبير في تحفيز الموظفين وتشجيعهم وتغيير نمط عملها وتعطيهم الطموح في التطوّر.
      قل لي هل هناك مؤسسة تبحث في موظفيها من لديه طموح في التطوّر .
      وضع حوافز مغرية تجعل من اصحاب المواهب يبدعوا كثيرا اسألني فقد احبط كثيرا

اقرأ ايضاً