العدد 5289 - الثلثاء 28 فبراير 2017م الموافق 01 جمادى الآخرة 1438هـ

مخيمات اللاجئين تساعد في تغيير وجه السياحة بالضفة الغربية

الوسط - المحرر الدولي 

تحديث: 12 مايو 2017

إذا كنت ذهبت إلى الضفة الغربية، فربما تعلم أن اللاجئين لم يعودوا يعيشون في الخيام. بل يمكنك حتى السير عبر مخيم للاجئين دون أي تلاحظ ذلك، باستثناء كثير من الملصقات عمن فُقد في الصراع. وفي مخيمين اثنين للاجئين في بيت لحم، وهما عايدة والدهيشة، لا يوجد فارق مادي بين المدينة والمخيم، لكن يظل الفارق غير مرئي ، وفق ما قال الموقع الالكتروني للبنك الدولي اليوم الأربعاء (1 مارس/آذار2017).

"أريد أناسا من بلدي يحضرون هنا ليروا كيف أعيش"، كما يقول باسل، 19 عاما، وهو من مخيم عايدة للاجئين. وتابع قائلا "أريد أن يروا الجدار وأماكن احتجاجاتنا. ولكني أريد أيضا أن يروا أننا لا نختلف عنهم. فلمجرد أننا نعيش في مخيم للاجئين يعتقد الناس تلقائيا أننا مشاغبون."

باسل من المشاركين العشرة في المشروع الفائز بمسابقة صندوق ابتكارات الشباب: تغيير وجه السياحة. والهدف من المشروع هو المساعدة على إزالة وصمة العار المرتبطة باللاجئين بتزويدهم بالتدريب الذي يمكن أن يؤدي إلى تحسين فرص العمل والسماح لهم بمستوى أفضل من الاندماج في مجتمعهم.

وبحث فريقنا الجولات السياحية على مسار النبي إبراهيم، والذي تم تطويره ضمن أحد المشاريع القائمة التي يدعمها البنك الدولي من خلال صندوق بناء الدولة والسلام. ورغم قرب المسار من مخيمات اللاجئين الكبيرة، لم يتم إشراك مجتمعاتهم المحلية سواء في التدريب على العمل كمرشدي جولات أو في الزيارات المنزلية التي تشكل جزءا من هذا المشروع.

وبعد أشهر من العمل مع أحد الشركاء المحليين، مسار إبراهيم الخليل، وهي منظمة غير حكومية، جاء أكثر الأجزاء إثارة، وتعليما، في المسار عندما حان الوقت لسفري، أنا رنين، إلى الضفة الغربية والانضمام إلى 10 من شباب اللاجئين على أحد مسارات التدريب من المخرور إلى بتير غربي بيت لحم.

وفي منتصف الجولة، بدأ محمود، 27 عاما وهو أحد المشاركين، غناء أغنية فلسطينية شعبية. وبعد بضع دقائق انضم إليه كل أفراد الفريق. وهناك كنا - في منتصف مشاهد طبيعية جميلة- لا نبعد سوى بضعة كيلومترات من المخيم المزدحم والنقاط التفتيش المحيطة به.

وخلال إحدى فترات الراحة، تشاركت لامار، 22 عاما التي تواصل دراستها في التعليم الخاص، معنا جميعا طعامها الذي جلبته معها من منزلها. كنا جميعا جالسين نأكل ونتحدث، وإذا كان أحد يشهدنا، ما كان يعتقد أبدا أن معظمنا يتقابل للمرة الأولى.

وخلال هذه المسيرات استطعت (رنين) بناء رابطة مع المشاركين. فلم أعد أشعر أني جزء من مجتمع المانحين الدوليين لمراقبة المستفيدين. أصبحت جزءا من تلك المجموعة، أتحدث لغتهم وارتبط بمشاكلهم، وأفهم إحباطاتهم. وتحوّل هذه الرابطة إلى حوار مفتوح حيث وثقت فينا وقدمت لنا بشكل صريح ملاحظات على التدريب وكيفية تحسينه. وإذا لم يحدث ذلك بهذه الرابطة، ربما لم نكن لنستطيع بلوغ هذا المستوى من الصراحة والشفافية، وهو ما أتاح لنا في نهاية المطاف استخلاص الدروس الهامة بشأن مشاركة الإناث واستغلال الأسواق المحلية وتحسين التماسك الاجتماعي. إن تجربة دمج المجتمعات اللاجئين على نطاق ضيق أتاح لنا اختبار أفكار جديدة يمكن تكييفها الآن لمسار لمشروع إبراهيم الخليل على نطاق أوسع وما هو أبعد منه.

وبعد الجولة، دعتنا لامار إلى منزلها مع باقي أعضاء الفريق. وانضم والدها إلينا حيث قصّ علينا كيف أن ابنه البالغ من العمر 13 عاما قُتل بطلق ناري قبل ستة أشهر خلال الاحتجاجات. لم يكن أحد يتخيل مطلقا أن هذه الفتاة النشيطة التي تجلب لنا وجبات خفيفة أثناء الجولة قد فقدت شقيقها قبل فترة قصيرة. وأثناء الغداء الذي أصر والداها على أن نتناوله قال أبوها "طلبتم مني أن أقول رأيي في هذا المشروع: كل ما يهمني أنها سعيدة. أرى ذلك في عينيها، إنها تعود متعبة لكنها سعيدة. "

إن التجول في كل مكان يتيح الوسيلة لاستكشاف الطبيعة والتخلص من بعض الإجهاد. بيد أنه في السياق الفلسطيني يمكن أن يعني ذلك ما هو أكثر: الفرصة الوحيدة للتحرك بحرية بعيدا عن نقاط التفتيش الموجودة دائما ومن الاحتجاجات ومن الصراع.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً