العدد 5292 - الجمعة 03 مارس 2017م الموافق 04 جمادى الآخرة 1438هـ

عراقية مسنة تم إنقاذها من الموصل: «ما شفنا مثل هالحرب»

عنصر من القوات العراقية يحمل التسعينية خاتلة علي - REUTERS
عنصر من القوات العراقية يحمل التسعينية خاتلة علي - REUTERS

عاشت خاتلة علي عبدالله ذات التسعين عاماً عقوداً من الاضطرابات في شمال العراق، لكن الجدة الواهنة التي فرت من معركة الموصل هذا الأسبوع تقول إن المعارك هناك هي أسوأ ما رأته في حياتها على الإطلاق.

وحمل أحفاد خاتلة جدتهم عبر الصحراء تحت نيران القناصة والمورتر، لتكون بذلك واحدة من بين الآلاف الذين تشجعوا وقطعوا الرحلة الخطرة للخروج من معقل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في غرب المدينة.

وقالت خاتلة في مخيم للنازحين جنوبي الموصل نقلتها إليه القوات العراقية: «ما شفنا مثل هالحرب هذه... الحرب هذا ما شفته في كل السنين ما شفته في كل السنين».

وعاشت خاتلة في عهد حكم صدام حسين الممتد لربع قرن وشهدت عندما خاض العراق حربين مع إيران والكويت وعاصرت عقداً من العقوبات المضنية. وتلا ذلك غزو قادته الولايات المتحدة أطاح بصدام وأدى لأعوام من الاشتباكات الطائفية في أنحاء البلاد.

وقالت: «صار صدام ما خفنا مثل هيك... وصار حربين ما صار» مثل تلك الحرب.

ومنذ بدء الحملة العسكرية في أكتوبر/ تشرين الأول لاستعادة الموصل من يد تنظيم «داعش» ظلت خاتلة في منزلها في حي المأمون بجنوب غرب الموصل الذي يسيطر عليه الآن جهاز مكافحة الإرهاب المدعوم من الولايات المتحدة.

وفي بعض الأوقات كانت تختبئ في قبو منزلها مع 20 دجاجة كانت تربيها لتذكرتها كما تقول بشبابها الذي كانت ترعى فيه الأغنام والماشية.

وقالت: «ها الحيوانات... لما يضربون تختل (تفزع)... ما راحت مني ولا واحدة... والله نسمع الطج (الرصاص) بالتنك (سطح القبو)... (نقول) يارب سترك يا رب سترك».

وحملها أحفادها لأميال في الصحراء حتى الوصول إلى مواقع جهاز مكافحة الإرهاب ثم نقلت إلى حافلة لمخيم للنازحين.

وقالت خاتلة «تعبتهم... تعبتهم... شالوني... خراب وموت... وتطج (تدوي) فوقنا الهاونات (قذائف المورتر) الله سترها».

وأضافت «أريد الله يسترها علينا... إن شا الله برد على الموصل»، مشيرة إلى أن تلك الحرب صنعت قصصاً ستحكى لأجيال مقبلة.

العدد 5292 - الجمعة 03 مارس 2017م الموافق 04 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً