العدد 67 - الإثنين 11 نوفمبر 2002م الموافق 06 رمضان 1423هـ

شارون وسط حكومة متطرفة قد يفاجئ العالم فيعتدل... لإرضاء بوش

فيما تجري المفاوضات الائتلافية والصراعات الحزبية في إسرائيل، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو بطرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من الأراضي الفلسطينية وإصدار إعلان صريح ضد قيام دولة فلسطينية في مقابل انضمامه إلى حكومة شارون، حسبما أكدت «يديعوت احرونوت»، التي قالت انه طالب أيضا في «بازار الشروط» والشروط المضادة بينه وبين شارون تحديد موعد لانتخابات مبكرة يعتقد ان حظه في الفوز فيها أكبر من المراهنة على فتات يرميه رئيس الوزراء لإنقاذ حكومته. ومن هنا أجمعت الصحف العبرية على ان الموافقة المشروطة التي أعطاها نتنياهو على عرض شارون تعيينه وزيرا للخارجية، هي موافقة ملغومة من شأنها فعلا القضاء على فرص قيام حكومة يمينية ضيقة برئاسة شارون. وان ما يجري لن يؤدي إلاّ إلى «فرط حكومة شارون» وقيام انتخابات مبكرة في إسرائيل... لكن الملاحظة الأهم التي وردت في أكثر من مقال، هي ان الشروط التي وضعها نتنياهو ليقبل الخارجية من شأنها القضاء على التفاهمات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وإثارة غضب واشنطن التي تريد تهدئة الساحة الفلسطينية استعدادا لضرب العراق. ورأى يوئيل ماركوس في «هآرتس»، ان شارون خسر موقعه كرئيس لحكومة إجماع وطني وبات في أعين العالم بأسره رئيسا لحكومة متطرفة يمينية. لكن ماركوس، رأى انه بما ان حزب العمل، قد ترك الحكومة، قد يفاجئ شارون العالم فيظهر بعض الاعتدال والمزيد من ضبط النفس، فيتقبل «خريطة الطريق» حتى انه قد يفكك بعض المستوطنات. وأوضح ماركوس، ان شارون، قد يقوم بهذه الأمور، للحفاظ على آخر رصيد له وهو الإدارة الأميركية. كما انتقدت الصحف الإسرائيلية تعيين موفاز وزيرا للدفاع، واعتبرت «هآرتس» هذا التعيين سابقة للخلط بين موقع عسكري وموقع مدني، فماذا يمنع موفاز من تصعيد الموقف مع عرفات والسلطة الفلسطينية. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى ان ثمة مخاوف أميركية حقيقية من أن تبادر الحكومة اليمينية الضيقة إلى عدوان عسكري واسع على السلطة أو حزب الله، يشوش على العملية العسكرية الأميركية المخططة ضد العراق. ولفتت «جيروزاليم بوست»، إلى ان مستشاري شارون، يصفون شرط نتنياهو، بتقديم موعد الانتخابات «خداعا» لا بل «طريقة لائقة لقول لا». واستدركت قائلة انه في هذه المسألة، ما من أبرياء. فالطرفان، أي نتنياهو وشارون، يسعيان لأكبر قدر من المكاسب السياسية بغض النظر عن المصلحة الوطنية. ورأت كارولين غليك في «جيروزاليم بوست»، ان شارون ونتنياهو مضطران الآن للتوفيق بين رغباتهما وخدعهما السياسية... إذا رفض نتنياهو، عرض شارون، سيكون عرضة للانتقادات باعتباره شخصا ساهم في إفشال حكومة يمينية. أما إذا وافق فسيكون أمام شارون، سنة لتغيير صورة نتنياهو، من مناضل شرعي يصلح لرئاسة تكتل الليكود، إلى مجرد شخص يتجرأ على تحدي رئيسه...

في أي حال، توقع شارون في حديث إلى تايمز (البريطانية) أن يبقى في السلطة خلال السنوات المقبلة... ورأى جاكسون ديهل في «واشنطن بوست»، ان شارون الرجل التكتيكي المتمرس عرف كيف يستميل الرئيس الأميركي بوش، فزيارة إثر زيارة بدأت تتقلص التباينات بينهما بخصوص النزاع الفلسطيني الإسرائيلي... ولفت كريس ماك غريل في الغارديان (البريطانية) إلى ان شارون عرض الخارجية على نتنياهو للقضاء على زكبر مهدد لفرض بقائه في الحكومة.

ورأى يوئيل ماركوس في «هآرتس» أنه قد يفاجئ شارون، العالم فيظهر بعض الاعتدال والمزيد من ضبط النفس، فيتقبل «خريطة الطريق» حتى انه قد يفكك بعض المستوطنات. وأوضح ماركوس، ان شارون، قد يقوم بهذه الأمور، للحفاظ على آخر رصيد له وهو الإدارة الأميركية. ولفت ماركوس، إلى ان رئيس الوزراء شغل 5 مناصب وزارية. وهذا ليس بالأمر الجيد. لكنه استدرك قائلا ان هذا الأمر قد يكون فرصة ذهبية يقوّي من خلالها شارون، هذه الوزارات ويقضي على الوزارات الاصطناعية التي لا تخدم أي هدف كان. ورأى ماركوس، ان نقل موفاز مباشرة من رئاسة الأركان إلى وزارة الدفاع لا يتماشى مع المعايير المناسبة. فالاعتبارات القائمة وراء هذا التعيين ليست بريئة ونظيفة. فقد اختطف شارون، موفاز، لكي يحول دون أن يخيط له موفاز، مع نتنياهو فخا ما. وأوضح ماركوس، ان وسائل الإعلام، والسياسيين خائفون الآن من أن يتصرّف موفاز، كما لو انه رئيس أركان، فيعطي أوامره بطرد ياسر عرفات، وتدمير السلطة الفلسطينية وإعادة احتلال الأراضي الفلسطينية. لكن ماركوس، رأى انه لا يمكن أن تتحقق هذه التنبؤات تقنيا. فلا يملك موفاز، قاعدة سياسية كما ان مدة توليه هذا المنصب قد تنتهي بعد عدة أشهر.

لا بد من ان شارون يحن الآن إلى بنيامين بن اليعازر، واعتبر فيرتر، انه يمكن فهم كلام نتنياهو، كما يأتي «سأنضم للحكومة شرط ألا تكون الحكومة موجودة». وكشف فيرتر، ان ردّ نتنياهو، ترك شارون، ومؤيديه غير قادرين على الكلام لما يزيد عن ساعة. فكيف يعقل أن يتعاملوا مع مناورة من هذا النوع؟ وأوضح فيرتر، ساخرا، ان شارون، ربما يحنّ لبن اليعازر، لأن كل شيء كان أسهل وأكثر مرحا معه. واستنتج بأن شارون ونتنياهو وجدا نفسيهما أسيري مناورات متبادلة بحيث ليس من الواضح من انتصر على الآخر، فقد انتظر شارون أن يؤدي انضمام نتنياهو إلى كبح ليبرمان الذي سيجد صعوبة في إسقاط حكومة فيها نتنياهو، وهكذا سيكون في استطاعة الحكومة الاستمرار حتى نهاية ولايتها. وفي حال رفض نتنياهو - فشارون سيحصد لقاء ذلك نقاطا داخل ليكود. وهكذا، قرر نتنياهو أن يلعب وفقا لقواعده الخاصة. فقد فرض على شارون المدة الزمنية التي ينبغي عليه خلالها إجراء الانتخابات: بين 90 و180 يوما، والانتخابات الداخلية لتكتل ليكود ستجري خلال شهر أو ثلاثة. وهكذا لن يكون باستطاعة شارون المناورة على وزير خارجيته. وقال فيرتر: شارون الآن في ورطة. فالمناورة انقلبت عليه.

وقد يكون زئيف شيف في «هآرتس»، الأبرز في وصف انعكاسات قيام حكومة يمينية في إسرائيل على الأراضي الفلسطينية والمنطقة، فقد رأى انه في حال تم تشكيل حكومة مصغرة تضم الجناح اليميني، ستغيب التوازنات الداخلية والأمنية التي كانت موجودة في حكومة الوحدة، حيث كان يتشارك في اتخاذ معظم القرارات الأمنية شارون واليعازر وبيريز. وتوقع شيف، أن يكون أعضاء الحكومة المحلية الجديدة مثل أولئك الذين كانوا عشية الحرب على لبنان في العام 1982 عندما تواجد فريق لا يتقيد بالتوازنات الداخلية والمحاسبات فقاد الحكومة وإسرائيل نحو الحرب... لكن «جيروزاليم بوست» كان لها رأي آخر، فقد رأت ان الحكومات المصغرة ليست جديدة في إسرائيل. فقد قاد إسحق رابين، في منتصف السبعينات، ومناحيم بيغن، في بداية الثمانينات، وإسحق شامير، في أوائل التسعينات، ائتلافات مصغرة مماثلة. وقد عملت بشكل جيّد!! لا بل عملت بشكل أفضل من الحكومات الكبيرة التي أثر حجمها على قدرتها على الاتفاق على فكرة ما وعلى التركيز على برنامج معين. وأوضحت انه إذا توصل شارون، إلى اتفاق مع أفيغدور ليبرمان، وبيني إيلون، سيتمكن من تشكيل ائتلاف حكومي يضم 62 عضوا. ويذكر ان استطلاعا أكاديميا يسمى «مقياس السلام» نشر في «هآرتس» أظهر ان غالبية الجمهور الإسرائيلي باتت تصنف نفسها في الوسط والى اليمين، وان أقلية فقط هي التي تصنف نفسها كيسار

العدد 67 - الإثنين 11 نوفمبر 2002م الموافق 06 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً