صوّت مجلس الأمن أخيرا على قرار شديد اللهجة يعطي العراق فرصة أخيرة للتخلص من أسلحة الدمار الشامل أو مواجهة الحرب، وبذلك دعم قرار واشنطن ولندن في محاولتهما الدؤوبة لإنهاء التحدي العراقي الذي دام أكثر من عقد.

وجاء الإجماع بعد ثمانية أسابيع من المفاوضات المضنية ليمهد الطريق لفصل جديد من المواجهة المتفجرة بين العراق والقوة الغربية. ويتيح القرار لمفتشي الأسلحة سلطة مطلقة في الكشف عن الأسلحة المحظورة وفرض التعاون الكامل على العراق. ولكي يتجنب العراق الحرب، عليه أن يعلن عن رغبته بالامتثال خلال أسبوع، وإلا فإن أي مراوغة من جانب صدام ستستدعي شن الحرب.

ورحب بوش وبلير بالقرار بمجرد الإعلان عنه، إذ قال بوش بعدلحظات من صدوره: «سيتم نزع شامل لأسلحة الدمار الشامل، والسؤال الوحيد للنظام العراقي هو أن يقرر كيف يريده. ويجب ان يكون تعاونه عاجلا وغير مشروط، وإلا سيواجه عواقب وخيمة»، وحث مجلس الأمن على الإبقاء على تشدده في حال عدم وفاء العراق بالتزاماته.

من جانبه تحدث بلير في لهجة تحمل التهديد للرئيس العراقي: «إذا تحديت إرادة الأمم المتحدة فسنقوم بنزع أسلحتك بالقوة، كن على ثقة من ذلك عند تجاوزك القرار».

وقد اثنى السفير الروسي لدى الأمم المتحدة سيرجي لافروف على القرار بقوله: «ان القرار مهد الطريق لتسوية سياسية دبلوماسية» وكانت روسيا هي الحليف الرئيسي للعراق في المجلس لمدة طويلة.

أما السفير الفرنسي جين ليفيتي فقد ذكر أن التصويت بالإجماع - الذي تحقق بعد أن انضمت سورية إليه في اللحظة الأخيرة - يعتبر انتصارا للأمم المتحدة نفسها التي انقسمت على نفسها بسبب العراق، واعتبر القرار نجاحا للسلام. وأضاف محاكيا الموقف الأميركي: «يجب أن يفهم العراق أنها الفرصة الأخيرة». وفي باريس ناشد الرئيس الفرنسي جاك شيراك صدام حسين الإذعان لرسالة المجتمع الدولي الواضحة «ليؤكد للعراق أنه حان الوقت للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة».

وفيما كان المجلس يتهيأ للتصويت ظل البعض يترقب الموقف السوري، ففي أي جانب ستقف سورية، وهو مارد عليه السفير السوري في الأمم المتحدة بالتصويت معه بعدأن تلقت بلاده تأكيدات بعدم استخدام القرار كذريعة لضرب العراق. وكان ذلك ضربة موجعة للرئيس العراقي الذي سعى إلى الوحدة العربية في مواجهة واشنطن