العدد 5293 - السبت 04 مارس 2017م الموافق 05 جمادى الآخرة 1438هـ

الطلبة البحرينيون في بيروت العام 1962

عدد من طلبة البحرين في بيروت
عدد من طلبة البحرين في بيروت

مهدي عبدالله - قاص ومترجم بحريني 

تحديث: 12 مايو 2017

نشرت «النجمة الأسبوعية» في عددها الصادر بتاريخ 8 أغسطس/ آب 1962 مقالاً بعنوان «طلاب البحرين في بيروت» كتبه الطالب الجامعي آنذاك محمد جابر الأنصاري الذي كان يدرس في الجامعة الأميركية في بيروت، ويسرنا أن نقتبس من المقال المذكور بعض الفقرات ثم نقدم لمحة مختصرة عن تاريخ البعثات الطلابية إلى هذه الجامعة.

يدرس في بيروت في الوقت الحاضر (1962) نحو أربعين طالباً وطالبة من أبناء البحرين المبعوثين من قبل دائرة التربية والتعليم، وهم موزعون على الجامعة الأميركية في بيروت والكلية الثانوية العامة التي تعد الطالب لدخول الجامعة، وكلية بيروت للبنات وهي مؤسسة للتعليم النسوي العالي تعمل على إعداد الفتاة ثقافياً واجتماعياً ومنزلياً.

وطلبة البحرين يساهمون في مختلف أنشطة الجامعة المتنوعة، كلٌ بحسب ميله واستعداده. فعلى الصعيد الرياضي برز اسم الزميل راشد صليبيخ كلاعب دفاع ممتاز في فريق كرة القدم التابع إلى كلية الآداب والعلوم، كما برز اسم الزميل محمد خليفات كحارس مرمى للفريق المذكور. وقد كوّن طلاب البحرين رابطة خاصة بهم بقصد جمع شملهم وتوحيد كلمتهم ومساعدتهم في شئونهم الدراسية والتثقيفية والمحافظة على شخصيتهم القومية وتراثهم الاجتماعي ومكوناتهم النفسية والفكرية وهم يواجهون بيئة جديدة وثقافة ذات طابع حديث. وقد نص دستور الرابطة صراحة على الطابع العربي الخالص للرابطة وعلى ضرورة التعاون مع الروابط العربية الأخرى ذات الاتجاه السليم، كما شدد الدستور على الاهتمام بشئون الوطن الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وعلى أهمية الانسجام النفسي والفكري بين الأعضاء.

وللرابطة هيئة إدارية مكونة من خمسة أشخاص، تقوم بتسيير دفة الأمور تساعدها في ذلك لجان ثلاث، والواقع أن نشاط الرابطة الاجتماعي والثقافي يقوم على عاتق هذه اللجان. فهناك لجنة اجتماعية تنظم حفلات السمر وحفلات الأعياد والعطل كما تقوم بالرحلات إلى الأماكن الأثرية والطبيعية، وقد أبدى الزميل عبدالعزيز فخرو مقدرة فائقة في إدارة هذه اللجنة في العام الدراسي الفائت، بفضل تعاون أعضاء اللجنة وجميع الطلاب معه وبفضل جهوده المتواصلة في إنجاح نشاط اللجنة.

أما اللجنة الثقافية فقد قامت بإصدار نشرة ثقافية تضم مختلف المواضيع العلمية والأدبية والتربوية، كما أنها تزمع إصدار كتيب في القريب العاجل عن البحرين، بقصد تعريف الوطن في البلدان العربية الأخرى. كما نظمت اللجنة مسابقة ثقافية بين الطلاب تتناول كتابة مقالات علمية وأدبية وفكرية وقدمت للفائزين جوائز قيمة. وهناك ايضا لجنة شئون الطلبة المستجدين هدفها مساعدة الطلبية الجدد في شؤونهم الدراسية وما ينشأ عن ذلك من أمور ومسائل، كما أنها تحاول أن تعاونهم في عملية التأقلم مع البيئة الجديدة بصورة سليمة.

هذا وقد تولى رئاسة الرابطة هذا العام الزميل محمد خليفات الذي عمل جهده في سبيل تنسيق جهود اللجان وتحقيق أهداف الرابطة. ونود أن نذكر إن الزميل خليفات سيتخرج في نهاية هذا الصيف حاصلاً على البكالوريوس في التربية والتعليم.

يذكر، أن أول بعثة طلابية أرسلتها حكومة البحرين في تاريخ البعثات الطلابية كانت إلى الجامعة الأميركية في بيروت في العام 1928 وضمت سبعة طلاب من بينهم عبدالعزيز الشملان وراشد الزياني. لكن البعثة لم تمكث في بيروت سوى سنتين حيث أعادها المستشار بلجريف إلى البحرين في العام 1930 لأسباب سياسية.

وفي منتصف الأربعينات استأنفت الحكومة البعثات الطلابية إلى الجامعة الأميركية وكان يوسف الشيراوي وقاسم أحمد فخرو هما أول خريجين جامعيين بحرينيين حيث تخرجا في هذه الجامعة في العام 1950. واستمرت البعثات في الخمسينات والستينات، فتخرج رسول الجشي كأول صيدلي بحريني في العام 1958 وعلي فخرو كأول طبيب في العام نفسه. وكان عبدالرحمن النعيمي وصفية دويغر وعبدالنبي العكري ضمن خريجي حقبة الستينيات.

وكان كاتب هذه السطور ضمن إحدى البعثات الطلابية التي أرسلت إلى الجامعة الأميركية في بيروت في مطلع السبعينات وضمت طلاباً كثيرين أصبح العديد منهم الآن أعلاماً بارزين في بلادنا ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر: عصام خلف، رشيد المعراج، عادل المسقطي، خالد المسقطي، عادل المؤيد، خالد جناحي، محمد أمين العوضي، صباح المؤيد، محمد خليل السيد، إبراهيم شريف، غسان شيخو، اسماعيل المدني، عبدالله الصادق وفوزية الصالح، وغيرهم مما لا يتسع المجال الآن لذكرهم.

وفي منتصف السبعينات تم نقل جميع أفراد البعثات الطلابية في بيروت إلى الجامعات الأميركية في تكساس بسبب الحرب الأهلية في لبنان.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 12:04 ص

      وين يوسف الشيراوي و د. علي فخرو و الاستاذ حسين المنديل و يعقوب المعتز و غيرهم!؟!؟!
      كلت تاريخهم "الحوته" يا جريدة الوسط!؟!؟! معقول من العشرينيات الى السبعينيات ننط فوق الخمسينيات. ذكرتونا بقص الافلام من قبل وزارة الاعلام سابقا.
      ولا الكاتب له اجندات اخرى بذكر بعض الاسماء. الله اعلم

    • زائر 3 | 11:59 م

      هل من المعقول ان يتم سرد تاريخي من 1928 الى السبعينات من دون التطرق الى حقبة الخمسينيات والتي تخرج منها في حدود ثلاثون او اكثر من كبار رجالات الدولة ممن اسسو و بنو هذا البلد المعمار. شخصيات وزارية و تجارية و غيرهم. عيب عليكم

    • زائر 2 | 11:28 م

      لماذا التغافل عن الجيل المؤسس وهم طلبة الخمسينيات وذكر كل من تلاهم

    • زائر 1 | 10:25 م

      االموضوع يتنقل بين الخمسينات والسبعينات
      من رواد الخريجين الشيراوي وقاسم فخرو ود ابراهيم يعقوب ود علي فخرو والأستاذ حسين المنديل وهؤلاء كانوا يمثلون الوجبة الاولى اما ما تلاهم فهم يعتبرون تلامذتهم وجيل السبعينات المذكور لم يكملوا في الجامعة الامريكية ونقلوا الي الولايات المتحدة في تكساس
      يجب ان يكون النقل دقيق

اقرأ ايضاً