العدد 5294 - الأحد 05 مارس 2017م الموافق 06 جمادى الآخرة 1438هـ

المخرج الأميركي هاموند: إذا كنتَ فضولياً فأنت مخرج أفلام ناجح

زار البحرين وقدَّم ورشاً في صناعة الأفلام...

غريفين هاموند - تصوير : أحمد آل حيدر
غريفين هاموند - تصوير : أحمد آل حيدر

المنامة - منصورة عبدالأمير 

تحديث: 12 مايو 2017

منذ العام 2009، اعتمد مخرج الأفلام الوثائقية الأميركي غريفين هاموند، على كاميرا شركة باناسونيك لتصوير أفلامه التعليمية والوثائقية. متابعو قناته التعليمية على برنامج اليوتيوب تعرفوا عبر أفلامه التي ينشرها على تلك القناة على طريقة استخدام مختلف أنواع وموديلات هذه الكاميرا بدءاً من GH1 ، ومن ثم GH2 و GH3 وصولا إلى GH4. هذا العام، ونظراً لجهوده التعليمية، قامت شركة باناسونيك باختيار هاموند سفيراً لآخر موديلات الكاميرا التي يحبها، وهي كاميرا Panasonic GH5.

غريفين هاموند، مخرج الأفلام الوثائقية، والمعروف بإنتاج سلسلة أفلام تعليمية تحت عنوان DIY filmmaking tutorials يوجهها لمخرجي الأفلام المستقلين، وهو أيضاً مخرج الفيلم الوثائقي Sriracha الحائز على عدة جوائز، زار البحرين مؤخراً لتقديم عدد من الورش التعليمية للمهتمين بمجال عمل هاموند. «الوسط» التقت به على هامش زيارته، وحاورته حول أفلامه التعليمية، فيلمه الوثائقي، وعالم السينما المستقلة.

سألت هاموند بداية عن واحد من الأفلام التعليمية المثيرة الموجودة على قناته التعليمية، الذي يتحدث فيه سفير باناسونيك عن الوظائف التي شغلها ليصل إلى عمله الحالي في تصوير الأفلام The 11 Jobs I took to get to a video career ، فأجاب ضاحكاً: «لاحظت بأنه على رغم أنني كنت أريد أن أصبح مخرج أفلام منذ أن كنت في المدرسة الثانوية إلا أنني عملت في وظائف كثيرة في مراهقتي وأيام دراستي الجامعية قبل أن أصل إلى مهنتي الحالية كمخرج أفلام، ولذا فإنني أريد أن أؤكد للشباب بأنهم لا يجب أن يحددوا كل شيء وهم ما زالوا صغاراً، لستم مضطرين لذلك فلديكم الكثير من الوقت، يمكنكم فعل الكثير من الأشياء حتى تصلوا لما تريدون».

وأضاف «هذه الوظائف المختلفة حتى لو بدت وكأنها لا تساعدك في مجال الإخراج إلا أنها تعطيك شيئاً مختلفاً، ففي كل عمل ستلتقي بأشخاص مثيرين للاهتمام وستكتسب المهارات التي يمكن أن تنفعك مستقبلاً. أعتقد أنه يجب ألَّا نقلل من قيمة أي مهارات نكتسبها من أي عمل نفعله، فنحن لا يمكننا حتى أن نتوقع كيف يمكن لهذه المهارات أن تنفعنا يوماً».

سألته إن كان ذلك يعني أن هناك متطلبات سابقة لدخول مجال صناعة الأفلام، فرد قائلاً: «أعتقد أن المتطلب الأساسي الأول هو الفضول فإذا كنت تريد أن تعرف إجابات بعض الأسئلة أو تريد أن تعرف أكثر عن الأشخاص فأنت جيد جداً في سرد القصص، وحينها فأنت بحاجة لتعلّم المهارات التقنية اللازمة لعمل الأفلام، وهكذا ستصبح ناجحاً في هذا المجال».

أفلام تعليمية... وأخرى ملهمة

قبل أن يتوجّه هاموند لمجال الأفلام الوثائقية، عمل منتجاً منفذاً لقناة Indy Mogul وهي إحدى قنوات برنامج اليوتيوب، وتتبع شركة Next Lab، إحدى الشركات التابعة إلى «غوغل». من هنا جاء توجه هاموند لأن يشارك الآخرين فيما يتعلمه دائماً، ومن هنا جاءت فكرة الأفلام التعليمية والقناة الخاصة به على يوتيوب.

ويوضح ذلك قائلاً: «إندي موغل هي قناة مخصصة لتعليم صناعة الافلام المستقلة، عملت فيها لمدة عامين؛ إذ كان يتوجّب عليّ أن أقوم بإنزال فيلم تعليمي جديد بشكل أسبوعي. أفادني ذلك كثيراً وعلمني الكثير عن مجال صناعة الأفلام».

من هناك، توجه هاموند لإخراج الأفلام، كان ذلك في إحدى شركات التأمين التي عمل فيها كمنتج أفلام ومسئول عن الاستراتيجيات الإعلامية في الشركة.

هنا جاءت فكرة القناة التعليمية، التي يقول إنها «تضم الكثير من الأفلام التي تعلم المخرجين الشباب كيف يصنعوا أفلامهم بأنفسهم»، مؤكداً «بدا لي أمرا ضرورياً أن أشارك الشباب معلوماتي حول إخراج الأفلام بكلفة قليلة».

ويضيف «لا أعرف إذا كان مصطلح DIY (اصنعه بنفسك) يحمل الشعبية نفسها التي يحملها في أميركا، لكن الأميركان مهووسون بفكرة الاكتفاء الذاتي وبمفهوم الأشياء التي يمكن أن ينفذها الشخص بنفسه وبكلفة زهيدة. وفي مجال صناعة الأفلام هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن يفعلها المخرجون بأنفسهم، وخصوصاً حين تكون موازنتهم محدودة».

تقدم قناة هاموند التعليمية أفلاماً للمخرجين المبتدئين كما لأصحاب الخبرة السابقة في مجال الإخراج، كما تتنوع المعلومات التي يقدمها عبر تلك الأفلام بين المعلومات المتعلقة بأمور تقنية، أو حتى بأمور عامة، قد يكون لها طابع ظريف وخفيف أو ربما ملهم، مثل ذلك الفيلم الذي يتحدث عن الوظائف الأحد عشر التي شغلها هاموند قبل أن يصل إلى الإخراج.

ويعلق قائلاً: «يدهشني كيف يحب متابعي قناتي الأفلام الملهمة، أعتقد لأن بعضهم يريدون أن يتأكدوا فيما إذا كانوا على الطريق الصحيح، أو إذا كانت هناك طريقة تمكنهم من أن يكونوا كذلك».

من فيلم «الصلصة» لانتخابات الرئاسة

يخصص هاموند كثيراً من أفلامه لتدريب متابعيه على استخدام كاميرات شركة باناسونيك، وهي الكاميرات التي يفضل استخدامها منذ بداياته في مجال اخراج الأفلام. أسأله عما يميز تلك الكاميرا ويجعلها المفضلة لديه، فيقول: «حدث أنني اشتريت كاميرا باناسونيك العام 2010 وكانت كاميرا GH1. أعجبتني وأحببتها ومن ثم بدأت في شراء الموديلات اللاحقة من الكاميرا نفسها».

واصل هاموند العمل على كاميرات باناسونيك، ومع نسخةGH3 من هذه الكاميرا، جاءت فكرة تصوير فيلم سيراشا Sriracha الفيلم الذي يتحدث فيه هاموند عن تاريخ صلصلة سيراشا ذات الشعبية الكبيرة بين اليافعين في أميركا. ويوضح «صورت الفيلم بكاميرا باناسونيك موديل GH3وبعدها اشتريت النسخة اللاحقة وهي كاميرا GH4»

ويضيف «هنا لاحظت شركة باناسونيك أنني أعمل على الكاميرات التي تصنعها وأنني أصبحت خبيراً نوعاً ما في استخدام كاميراتهم، وأنني أدرب الناس على استخدام هذه الكاميرات، فعرضوا عليّ النسخة الجديدة من كاميراتهم وهيGH5 التي ستطرح في الأسواق الشهر المقبل، كما سمحوا لي بالسفر حول العالم لأدرب الناس على استخدامها».

جامعة جنوب كاليفورنيا ووزارة الخارجية الأميركية أعطت هاموند لقب «مبعوث سينمائي» في العام 2017، وذلك ضمن أحد برامجها الثقافية التي ترسل بحسبها صناع السينما المستقلة لتقديم ورش تعليمية في جميع أنحاء العالم.

المخرج الفريق

الولع بكاميرات باناسونيك، لم يكن دافع هاموند الوحيد لإنتاج الأفلام التي تملأ قناته التعليمية، لكنه الاهتمام بمجال الأفلام المستقلة الذي بدأ منه هاموند، ويحمل اهتماماً خاصاً به، والذي يقول عنه: «أعتقد أن أي شخص يقوم بصناعة فيلمه بنفسه وبكلفة محدودة هو بشكل تلقائي مخرج أفلام مستقل، ويستخدم مصطلح المخرج المستقل لوصف أي شخص يخرج أفلامه خارج هوليوود ولا يملك دعماً كبيراً ولا موارد ضخمة لفيلمه، ولكنه لا يزال قادراً على أن يقدم فيلماً ممتعاً».

الأفلام المستقلة كما يشير هاموند «تجبر صانعها على تعلم مهارات أكثر وأوسع لكي يعمل بكفاءة فريق وليصبح (المخرج الفريق) One man band وهذا مصطلح نستخدمه في مجال إخراج الأفلام بشكل كبير، فهو المصور والمنتج وربما الكاتب، وقد يستخدم صوته أو يظهر أمام الكاميرا. باختصار مخرج الأفلام المستقلة هو المخرج الذي يحمل استعداداً للقيام بأدوار كثيرة ومتعددة».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً