العدد 67 - الإثنين 11 نوفمبر 2002م الموافق 06 رمضان 1423هـ

مؤشرات انتشار استخدام تكنولوجيا المعلومات

بعد الحديث عن بعض المقومات الاساسية لابد من التطرق لموضوع مهم ومكمل لما سبق وعرضناه في المقالات السابقة من مقومات النهوض في بيئة عمل تكنولوجيا المعلومات. نقصد بذلك مؤشرات انتشار استخدام ادوات تكنولوجيا المعلومات.

المؤشرات في هذا المجال متنوعة ومتعددة. المؤشر الاول عدد اجهزة الكمبيوتر المباعة ونوعها هل هي اجهزة كمبيوتر مكتبية PC ام كمبيوتر محمول Laptop ام اجهزة كفية PDA. طبعا لابد من معرفة عدد المبيعات السنوية لاجهزة الكمبيوتر بمختلف انواعها. المؤشر الثانى عدد المشتركين في الانترنت والمستخدمين، هذا بالنسبة إلى الافراد والحكومة والمؤسسات. فاستخدام الانترنت يعطي مؤشرا على تطور الاستخدام بعض الشيء.

المؤشر الثالث طبيعة استخدام الكمبيوتر والانترنت، فهناك من يمتلك كمبيوتر ولكن للتلسية وهناك من يتصل بالانترنت فقط للدردشة مثلا. والمؤشر الرابع ماهية موازنات التدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات للمؤسسات والجهات الحكومية وحتى الافراد، لان الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار البشري ولكن لابد من التعرف على مدى اهتمام الجهات الحكومية والخاصة بالتدريب على استخدامات الكمبيوتر الحديثة.

المؤشر الخامس عدد معاهد تدريب الكمبيوتر ولغات البرمجة والانترنت بمختلف تطبيقاتها، مثلا في الكويت هناك 90 معهد تدريب متخصص في الكمبيوتر كم منها يعمل بكامل طاقته وما هو نوع التخصصات والمواد الكمبيوترية التي تدرس والتي تعطي شهادات معترف بها؟

والمؤشر السادس كم حجم مبيعات اقراص البرامج Software CD بمختلف انواعها تعليمية او للتسلية او انظمة تشغيل للكمبيوتر وغيرها لانها في الاخير تدل على مدى انتشار وتغلغل اجهزة الكمبيوتر.

والمؤشر السابع كم عدد مقاهي الانترنت في البلد وعدد الكمبيوترات في كل مقهى والاسعار، فانتشار مقاهي الانترنت يعني أن هناك سوقا رائجة وواعدة ايضا وبالتالي مربحة مما يعني استيعاب السوق لعدد كبير من مقاهي الانترنت. وقد لا نتسغرب ان تتحول في المستقبل القريب معظم المقاهي العادية الى مقاهي انترنت بالاضافة الى خدمات المقاهي المتعارف عليها.

المؤشر الثامن مدى انتشار مواقع الانترنت التي تم تصميمها محليا للافراد والمؤسسات والجهات الحكومية وطبيعة تلك المواقع ومدى ثرائها المعلوماتي وتفاعلها مع الزائر.

المؤشر التاسع، هل هناك مجلات متخصصة ومدى انتشارها؟ لان سعة انتشارها وتنوعها يعني وجود عدد كبير من القراء المهتمين بتكنولوجيا المعلومات وهل يتم نشرها محليا ام مستوردة وان كانت مستوردة هل هي مترجمة؟

وعاشر تلك المؤشرات وآخرها، هل تتوافر مصانع متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات في أي مجال من المجالات في صناعة برامج الكمبيوتر وبرامج التسلية وغيرها او في جانب الاجهزة والمكونات الكمبيوترية.

وطبعا لابد من التنويه الى ان اهمية كل مؤشر قد تتفاوت حسب الزمان والمكان وقد تضاف مؤشرات اخرى ولكن تلك المؤشرات تعتبر اساسية.

ومما سبق يتضح ان هناك مؤشرات كثيرة ومتنوعة، ولكن يبقى السؤال الملح والذي يفرض نفسه، وبعد ان تعرفنا على المؤشرات ما هي الخطوة التالية؟ أي بمعنى من سيزودنا بتلك المعلومات والمهم في كل هذا هل هناك ارقام شاملة وكافية وإحصاءات موثقة ومعتمدة ومحدثة يمكن الاعتماد عليها والاطمئنان إليها؟ بحيث يمكن ان تبني التصورات والتوجهات والدراسات المستقبلية بخصوص قطاع تكنولوجيا المعلومات على مختلف المستويات وفي جميع الجهات.

وان وجدت تلك الارقام هل هناك جهة مركزية تصب فيها كل تلك المعلومات للاستفادة منها بدلا من اضاعة الوقت والجهد في جمع البيانات، هذا على فرض وجودها اصلا وحيث ان هذا هو الاحتمال الاقرب الى الواقع نقترح ان تتولى جهة ما، حكومية او شبه حكومية او حتى جمعية نفع عام، النظر في تلك المؤشرات وحصرها والتعامل معها مركزيا مع تقديمها بشكل دوري، سنوي او نصف سنوي لمن يطلبها.

ولا مانع من تكليف حتى القطاع الخاص كمركز دراسات وبحوث لضمان صحة البيانات وحداثتها وتنوعها وشموليتها وتوفرها في الوقت المناسب.

وحتى يتم ذلك تبقى الخطة الوطنية للنهوض بمجتمعاتنا فرضيات شخصية وتصورات عامة لا تسمن ولا تغني من جوع ولكن يبقى الأمل بأن يبادر شخص او جهة لحمل لواء نشر تكنولوجيا المعلومات ونشرها وتأصيلها في المجتمع بالشكل الذي يخدم على المدى البعيد الجميع

العدد 67 - الإثنين 11 نوفمبر 2002م الموافق 06 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً