العدد 5305 - الخميس 16 مارس 2017م الموافق 17 جمادى الآخرة 1438هـ

للمرأة...

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

بداية أهنأ للمرأة يومها الدولي وما أكثرها من أيام، وكثيرة هي التهاني لها ولهذا فإن هذا المقال موجهة له ولكن بطريقتي الخاصة، فعلى رغم كل الشعارات الرنانة التي تخرج لنا في مناسبات المرأة إلا أننا مازلنا كنساء بمختلف طبقاتنا الاجتماعية والثقافة والتعليمية نصاب بنوع من المشكلات والاضطرابات النفسية وفي الأغلب تكون انعكاساً لما نعانيه من تغيرات فسيولوجية وبيئية واجتماعية، وليكن هذا المقال لندرك أن هناك أمراضاً معينة تصاب بها المرأة بها أكثر من الرجل، لهذا فعندما أشتكي في بعض الأحيان من الإرهاق «اتحلطم» لأخواني وبعض الزملاء من الإرهاق أو تضارب المشاعر، فدائماً ما تتم المقارنة «احنا بعد صادنا نفس الشيء» لكن لم نتعامل بالأسلوب نفسه ويكون ردي لهم، «لا تقارن نفسك بي».

إن دراسة حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة في العام 2014، أكدت أن الاكتئاب هو الأكثر شيوعاً عند النساء يليه القلق، ثم الأمراض النفسية التي تحدث بعد الولادة، بينما كان القلق هو الأكثر انتشاراً بين الرجال، وصنفت الدراسة مرض الخوف الاجتماعي كأبرز مرض نفسي ينتشر في أوساط الشباب.

إن معدل الاكتئاب لدى المرأة ضعف الرجل، وهناك أسباب عده تزيد من احتمالات إصابة المرأة، منها التأثيرات الهرمونية على المرأة والتي تظهر واضحة في فترة المراهقة وبعد الولادة وبعد انقطاع الدورة الشهرية، إلى جانب الضغوط الأسرية التي قد تؤدي بها إلى الاكتئاب، كما تتعرض للنوع نفسه الذي يتعرض له الرجل مثل مزاج اكتئابي وانخفاض في الاهتمامات والإحساس بالمتعة وانخفاض واضح في الوزن وأرق وزيادة في النوم وهياج حركي وخمول وسرعة التعب ولوم النفس والإحساس بالذنب وضعف التركيز، موضحة أن العلاج يشتمل على عدة طرق منها مضادات الاكتئاب والجلسات الكهربائية والعلاج الضوئي والعلاج النفسي.

كذلك فإن اضطرابات ما بعد الولادة تعد من الاضطرابات الأكثر انتشاراً في الفترة الأخيرة والتي من الممكن أن تمتد ستة أسابيع، وتشمل عدة أشكال تتراوح في شدتها، وأهمها: تعسر المزاج والشعور بالحزن والرغبة في البكاء والضيق والعصبية واضطراب النوم، حيث تصل إلى أكثر من 80 في المئة وتخف تدريجيا ًكما أن اكتئاب النفاس تعاني منه نحو 12 إلى 16 في المئة من النساء، ويتميز بأعراض اكتئابية شديدة لأكثر من أسبوعين وهي من الحالات الشديدة التي قد تصل إلى محاولة الانتحار، وتتسم فيه المرأة بأعراض ذهنية مثل الهلوسة واضطراب السلوك، إلى جانب اضطراب المشاعر تجاه المولود والتي قد تصل إلى قتله.

كما علينا التأكيد أن الأمراض النفسية التي تتعرض لها المرأة أنواع، بعضها يتعلق بأسباب وراثية وأخرى ذهنية تتعلق بالعلاقات الأسرية وغيرها من ظروف الحياة.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 5305 - الخميس 16 مارس 2017م الموافق 17 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:26 ص

      الذهنيه والجسديه والنفس الامارة بالسوء!
      فيقال نفس لوامه واخري قلقة وأخرى مطمئنة. فزيلوجي جسد الناس تتشابه كما تختلف. للبيئة كما للمحيط كما للمراحل التي تنغرس فيها اطباع ليست من صنف الطبايع. فلذا يقال الطبع غالب التطبع. فهذا الثالوث ما بين ذهنية المجتمع وفيزيلوجية الناس فنفسية البشر أنثى كانت او ذكر تتقلب ويقال لحالاتها متغيرة المزاج بحسب الظروف البيئة والمناخية وكذالك المحيط.
      فهل التاثيرات على الناس تغير المزاج او المزاج يتحكم في السوان اكثر من الرجال?

    • زائر 2 | 4:02 ص

      أهنئكم جميعا (رجالا و نساء) بمناسبة اليوم العالمي للمرأة... أمراضنا نفسية أكثر منها جسدية، و نحن بحاجة لمثل هذه المقالات التي تلامس الجرح، و تضع القطار على السكة... شكرا جزيلا أختي فاطمة... نحتاج إلى مقال ساخر ع...

    • زائر 1 | 1:36 ص

      هلا بهالطلة اي والله ما في أجمل ولا احلى ولا أروع من نصف المجتمع وهي المرأة .

اقرأ ايضاً