العدد 5305 - الخميس 16 مارس 2017م الموافق 17 جمادى الآخرة 1438هـ

من الرحباني إلى إمام ولحام... أشهر "أفيهات" مسرح السبعينات والثمانينات

الوسط - محرر المنوعات 

تحديث: 12 مايو 2017

استطاعت مسرحيات عربية عدة أن تتحدى بعض الحدود الموضوعة في العالم العربي، وترفع سقف التعبير لتطرح أموراً ومواضيع شائكة، تُفضل الحكومات في العادة السكوت عنها ، بحسب ما نقل موقع "رصيف 22 " في (27 فبراير / شباط 2017).

لم يزل قائماً الجدل بين كون خشبة المسرح اكتسبت هذا الحيز من الحرية لجرأة روادها وبين كون الحكومات هي التي اختارتها لتكون المتنفس أو المساحة التي تعطي الشعب شعوراً بأن ثمة من يعبر عنه.

فرواد مسرح السبعينات الناقد، كمسرح عادل إمام أو محمد صبحي في مصر ودريد لحام في سوريا، كان لهم موقف ناقد من ثورات الربيع العربي، اعتبره البعض مخيباً وبعيداً عن أدوارهم في الماضي.

حتى زياد الرحباني، الذي بقي ثائراً على السلطة بشتى أشكالها الدينية والسياسية، أظهر دعماً لحزب الله لبعض الوقت، ليعود وينتقده فيما بعد وينتقل للعيش في روسيا.

لكن مما لا شك فيه هو أن هذه المساحة جعلت بعض المسرحيات العربية، خاصة تلك التي أُنتجت في السبعينات والثمانينات، غنية بالجمل والعبارات التي حُفرت في ذاكرة المشاهد، أو ما يُسمى بالإفيهات أو القفشات، التي حمل معظمها طابعاً كوميدياً قادراً على أن يعكس ببساطة أموراً معقدة وعميقة. فكانت المضحك المبكي.

والثابت هنا هو أن "أفيهات" مسرحيات السبعينات والثمانينات دخلت لغة الحوارات اليومية، وباتت مُستخدمة دون الحاجة إلى شرحها أو إحالتها إلى الفيلم أو العمل الدرامي الذي ذُكرت به.

فما أبرز ما قيل على خشبة المسرح العربي؟

 

متعودة... دايماً

من أشهر إفيهات المسرح المصري على الإطلاق تلك التي قالها عادل إمام في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة"، والتي تحكي قصة المواطن سرحان عبد البصير، الذي يعيش محاذياً لجدار الحياة ويعمل ممثلاً في برنامج للأطفال يلعب دور أرنب.

تنقلب حياته حينما تحدث جريمة في العمارة التي يقتنها، وتُقل جارته التي تعمل راقصة. فيُطلب ليشهد في المحكمة، وهو الشاهد الذي لم يرَ شيئاً.

من فرط خوفه وسذاجته، يرتبك عبد البصير في المحكمة ويكرر كل ما يقوله النائب العام. فحينما يقول إن الراقصة معتادة على السهر، يكرر وراءه عبد البصير "متعووودة… دايماً".

وقد أشارت المسرحية إلى ازدياد الفقر والغلاء وصعوبة المعيشة التي باتت تطحن المواطن "الغلبان" الذي يمثله إمام في دوره، في الوقت الذي صعدت طبقة من حديثي المال إلى القمة، كجارته الراقصة.
ابنك حمار يا ثريا ..ما تزعلي مني ..ذكي الصبي هو..بس حمار

كعادته في مسرحياته التي اشتهرت بواقعيتها وصراحتها، يقول زياد الرحباني هذه الجملة البسيطة والعفوية والمليئة بتناقضات تشبه المجتمع الذي يحكي عنه.
عُرضت مسرحية "بالنسبة لبكرا شو؟" عام 1978، ويمثل فيها الرحباني دور زكريا الذي ينتقل مع زوجته ثريا وابنهما من القرية للسكن في بيروت.
وتضطرهما تكاليف الحياة للعمل في حانة، يرتادها الكثير من الرجال. يطلب زكريا من زوجته تقديم بعض التنازلات، فتعارض في البدء، ثم تعتاد متطلبات عملها فيجد زكريا نفسه غريباً عن زوجته وبعيداً عنها.
يدور حوار بين الزوجة ثريا وزكريا تطالبه من خلاله بنقل إبنهما إلى مدرسة خاصة، مصاريفها مرتفعة ليحسن تحصيله العلمي. فيكون رده بأن إبنهما "حمار". يعود ويصفه بالذكي، ويضيف أنه في الوقت ذاته "حمار"، أي غبي.
فشر.. احنا مساكين يا روحي!

تقع لينا، الفتاة المدللة إبنة العائلة الثرية، والتي تلعب دورها شيرين، في حب الشاب الفقير الذي يعمل في الصرف الصحي، مسعود، ويلعب دوره سمير غانم. فيتزوجان ويعيشان في شقته الصغيرة بمرتبه القليل.
تعرض المسرحية الفجوة المجتمعية الهائلة بين الطبقتين، والتي تعبر عنها لينا التي تدخل عالم مسعود الفقير وكأنها في رحلة إلى الفضاء لشدة ابتعادها عن الواقع. فتُعجب بكل ما تراه من علامات الفقر.
وتسأل زوجها: "إحنا غلابة يا مسعودي؟"، فيرد عليها ساخراً من شدة الفقر قائلاً: "فشر إحنا مساكين يا روحي!".
فأصبحت هذه الجمل ملاذ من يريد أن يعبر عن فقر الحال وصعوبته، مع الحفاظ على كرامته.
أبداً مو ناقصنا شي، أبداً. الله وكيلك يا أبي مو ناقصنا إلا شوية كرامي بس

عُرضت مسرحية "كاسك يا وطن" في أواخر السبعينيات في سوريا، وفاجأت الجمهور بجرأتها وانتقادها لأوضاع العالم العربي، والأوضاع المحلية من رشوة وتزوير انتخابات والقهر الذي يعيشه المواطن.
ولعل هذه المسرحية هي تجسيد للجدل حول حقيقة حرية المسرح، فيرى البعض أن ما هذه المساحات إلا المتنفس الذي أتاحته الدولة، لتظهر وكأنها تسمح بحرية التعبير.
العمل من تأليف الكاتب السوري محمد الماغوط، الذي أمضى بعض السنوات في المعتقل، ومن تمثيل دريد لحام الذي لعب دور غوار، المواطن المطحون.
في نهاية المسرحية، يتصل والد غوار، وهو شهيد، من الجنة. يسأله عن أوضاعه وأحوال البلد والعالم العربي، فيشكو له الإبن مرارة الحال ويختم قائلاً: "لا ينقصنا سوى القليل من الكرامة".
قال ايه بيعديييني

إنها "التلكيكة" أو الحجة الأشهر في كل قصص الحب. يسير الحبيبان في بداية علاقتهما متقاربين ثم يحاولان عبور الشارع وسط السيارات، وهنا تأتي المناسبة، أو الحجة الأفضل ليمسك الشاب بيد حبيبته، متذرعاً برغبتها في أن يساعدها في عبور الشارع.
كان ذلك في زمنٍ يحتاج به الرجل لسبب لإمساك بيد الفتاة. وقد استخدم هذه الحيلة معظم العشاق، ما عدا فوزية، إبنة فؤاد المهندس الكبرى في مسرحية "سك على بناتك"، والتي لعبت دورها سناء يونس.
لم يحاول خطيبها حنفي الإمساك بيدها طوال 7 سنوات من الخطوبة. ولسوء حظه قرر أن يفعل شيئاً ينم عن الشهامة الصادقة والرجولة ليلة زفافه على فوزية، فمسك يدها ليعبر بها الشارع. فلم تسمح له فوزية، بل صرخت وجمعت حولهما القاصي والداني، حتى رماه الرجال في الشارع بالحجار.
إذ ذاك صرخ بها والدها الصارم حينما روت له القصة، قائلاً: "خليه يمسكها يا فوزية!".
والغريب أن حنفي لم يغضب ولم يحرك ساكنًا إنما اعترف أنه أُعجب بموقفها.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً