قال باحثون إن شركات التبغ كان بإمكانها إنتاج سجائر ذاتية الانطفاء قبل سنوات طويلة ما كان يعني الحيلولة دون حدوث حرائق وإنقاذ آلاف الأرواح لكنها أبت أن تفعل.
وأضاف الباحثون أمس الأول الخميس أن هذه الشركات بدلا من ذلك عارضت خطوات مرتبطة بالموضوع وحاولت عرقلة صدور تشريع كان سيجعل السجائر أكثر أمانا ومانعة للحرائق.
وقال جيفري فريس وين من برنامج ماساتشوستس لمكافحة التبغ في بوسطن: «ابتكرت سيجارة لا تسبب الحرائق وذات قبول عند المستهلكين قبل سنوات لكن صناعة التبغ لم تطرحها في الأسواق».
وقبل أكثر من عشرين عاما حددت شركات إنتاج السجائر عدة عوامل لتحسين عنصر الأمان في السجائر لكن معهد التبغ التابع لصناعة السجائر الأميركية عارض تشريعا بشأن منع الحرائق العام 1992 على أساس عدم توافر التكنولوجيا اللازمة.
وقال وين في دراسة نشرتها دورية مكافحة التبغ: «يمكن إنقاذ آلاف الأرواح بتبني إنتاج السجائر التي لا تسبب حرائق».
وكشف وين وزملاؤه النقاب عن تفاصيل دور صناعة التبغ من خلال التنقيب في مئتي وثيقة خاصة بهذه الصناعة أعلنت العام 1998 في أعقاب دعاوى قضائية أقامها مدخنون في الولايات المتحدة ضد شركات التبغ.
ووفقا للنتائج التي توصلوا إليها قالت شركات التبغ إنها أحجمت عن إنتاج سجائر أكثر أمانا لأن المستهلكين لن يقبلوا عليها ولأنها ستكون أكثر ضررا من السجائر العادية.
كما شعرت الشركات بالقلق بشأن كلفة استخدام تكنولوجيا جديدة لإنتاج هذه السجائر ولمخاوف تتعلق بالمسئولية القانونية.
وتظهر الدراسة أن الحرائق الناجمة عن السجائر تودي بحياة ألف شخص سنويا في الولايات المتحدة وحدها وتسبب خسائر في الممتلكات وكلفة رعاية صحية تقدر بمليارات الدولارات.
وتحدث معظم الحرائق عند اشتعال حاشية أو قطعة أثاث بسبب سيجارة مشتعلة. ووجود سيجارة لا تسبب حرائق يعني أن السيجارة ستنطفئ وأنها لن تحرق الأثاث إذا تركت مشتعلة.
وأضاف وين: «صناعة التبغ لم تتحرك طواعية في هذا الأمر، ومع الافتقار إلى تشريع اتحادي يمكن لضحايا الحرائق رفع دعاوى قضائية ومن ثم يجبرون هذه الصناعة على وضع معايير صارمة للأمان ضد الحرائق»
العدد 71 - الجمعة 15 نوفمبر 2002م الموافق 10 رمضان 1423هـ
