أكد عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، أنهم أطلقوا مشروعاً للاهتمام بأطفال الإمارة وهم في الأيام الستة الأولى في حياتهم، وذلك في نحو 66 حضانة، مشيراً إلى أنهم يمنعون في هذه الحضانات الحليب الصناعي، وأمهات الأطفال لا يغبن أكثر من ساعة، إذ يبقين مع أطفالهن، داعياً إلى الاهتمام بالإنسان منذ صغره وحتى يكبر ويحصل على عمل.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها حاكم الشارقة في افتتاح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي انطلق يوم أمس الأربعاء (22 مارس/ آذار 2017)، في مركز إكسبو الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يقام للعام السادس على التوالي، تحت عنوان «شراكة مجتمعية... تنمية مستدامة».

وقال صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي إنهم وعلى مدى نحو 32 عاماً الماضية لم يملوا أو يكلوا من العمل على الاهتمام بالأطفال، وذلك من خلال «مراكز علمية، وثقافية حيوية روحية، بها كل حاجة تسعد الأطفال وتثقفهم وترتقي بهم، وبعد ذلك، تطورت المسألة أن هذا الجيل الذي تخرج من فترة الأطفال، كبر ووصل إلى السنة الثانية عشرة، وهنا فتحت مراكز الناشئة، وهو النهج نفسه، ولكن على نطاق أكبر، فيه البحث والتثقيف والبحث العلمي، وهؤلاء كبروا ووصلوا إلى الجامعة، فكانت المدينة الجامعية تفتح أبوابها، الجامعة الأميركية وجامعة الشارقة، وغيرها من الكليات، وكان ذلك قبل 20 عاماً».

وتحدث عن برامج ومشاريع الإمارة للاهتمام بالشباب في إمارة الشارقة، مبيناً أنهم يقدمون نحو 1200 منحة للطلبة للدراسة في المدينة الجامعية، و350 منحة لدراسة الماجستير، إلى جانب 120 منحة دكتوراه، مؤكداً أن ذلك يشكل كلفة على الحكومة في سبيل التنمية المستدامة.

وكشف عن المبالغ التي تخصصها الإمارة للبحث العلمي، والتي تصل إلى نحو 120 مليون دولار سنوياً، أي ما يعادل 400 مليون درهم إماراتي.

ووجه عتباً على القطاع الخاص في عدم الاهتمام بالتنمية المستدامة، إذ لا تقدم الشركات التي تمتلك أربحاً سوى منحة أو منحتين، معتبراً أن الشراكة المجتمعية غير موجودة، والمجتمع غائب عن التنمية المستدامة.

وقال أيضاً: «نتمنى من الجميع، الذين يتحملون المسئولية، أن ينتبهوا للمجتمع، وأن يبنوا حول الأسرة والفرد، ونحن في الشارقة كل عملنا منصب على الفرد، من بداية طفولته إلى أن يصل إلى آخر عمره».

وذكر أنه دشّن أخيراً صندوقاً وقفياً في أحد البنوك، وهناك بعض المؤسسات الربحية التي لديها المال، تنبّهت، وقالت قبل أن يطلبنا الشيخ نحن سنبادر».

وقال: «في العام 1997، وضعنا برنامج برلمان الأطفال، يبدأ من سن الخامسة، إلى سن الثانية عشر وكان برلمان الأطفال فيه الانتخاب الحر والترشيح والإعلان وكأنهم في العملية اليومية للكبار»، متسائلاً: «هل هذه الصورة موجودة في برلماناتنا اليوم؟».

ودعا حاكم الشارقة الآخرين إلى عدم ترديد الكلام الذي لا يفهمه الكثيرون من الناس، ولا يعرفونه، قائلاً: «لو سألت أحداً ما هي التنمية المستدامة، لقال لا أعرف»، مؤكداً أنه وضع تنمية الإنسان باستمرار العمر كله.

وأشار إلى أنهم يقدمون في إمارة الشارقة خدمات لكبار السن، من خلال زيارتهم في منازلهم من قبل فرق الخدمات الاجتماعية، موضحاً أن من بين الخدمات تأمين صحي لكل شخص تجاوز عمره 60 عاماً.

وأفاد بأن بعض شركات التأمين تعذرت عن تأمين هؤلاء الأشخاص بحجة أنهم كبروا في السن وزادت أمراضهم، ولذلك أصبح التأمين الصحي مضموناً لدى الحكومة، بدلاً من أن يركض «الشايب» وراء شركات التأمين. وأضاف «الشاب يشكي الويل منهم، فما بالك بكبير السن؟».

وخلص حاكم الشارقة في كلمته إلى نصيحة بقوله: «من أراد أن يطور مجتمعه فليؤسس على الإنسان، والإنسان هذا يكون منذ الطفولة وحتى يكبر، ونبني كل حركتنا حوله».

يذكر أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي يركز في دورته السادسة على قضية أهداف التنمية المستدامة، التي اعتمدها قادة العالم في قمة أممية تاريخية في شهر سبتمبر/ أيلول من عام 2015، لتحقيق أهداف التنمية السبعة عشر والتي تتضمنها أجندة التنمية المستدامة للعام 2030. وتشمل تلك الأهداف مكافحة الفقر والأمراض والأمية، وتمكين المرأة، وحماية البيئة وغيرها من الأهداف المهمة لكل دول العالم.

ويشارك في الدورة السادسة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، أكثر من 2500 شخصية، من رؤساء الدول والحكومات، وقادة الفكر، والمسئولين الحكوميين، وشخصيات اعتبارية ذات خبرة واختصاص في مجال الاتصال والتواصل مع الجماهير، إضافة إلى قادة ومسئولي المنظمات الإقليمية والدولية، ومنظمات المجتمع المدني، ومراكز الدراسات والبحوث، والإعلاميين، وطلبة كليات الاتصال والإعلام، من مختلف الجامعات والمعاهد في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.