العدد 5320 - الجمعة 31 مارس 2017م الموافق 03 رجب 1438هـ

القطان داعياً لكفالة الأيتام: المجتمع البحريني عطوف رحيم... و«الخيرية الملكية» ترعى 13 ألف يتيم

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

الجفير - محرر الشئون المحلية 

31 مارس 2017

أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن المجتمع البحريني يسوده العطف والرحمة والإحسان، ورعاية الأيتام لها النصيب الوافر على مستويي القيادة والشعب.

ودعا القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (31 مارس/ آذار 2017)، إلى رعاية الأيتام وإسعادهم، وإدخال السرور على قلبهم. وبيّن أن المؤسسة الخيرية الملكية ترعى منذ العام (2011)، أكثر من 13354 يتيماً و10160 أرملة و11173 أسرة.

القطان في خطبته التي حملت عنوان «فضل كفالة الأيتام»، والتي ربطها بالاحتفاء بيوم اليتيم العربي، الذي يصادف الأول من شهر أبريل/ نيسان، وصف المجتمع البحريني بأنه «متراحم مترابط متماسك، يسوده العطف والرحمة والإحسان».

وأضاف «ندرك أن من واجبنا أن نقوم على هذه الحقوق، اتجاه هذه الفئة الضعيفة من المجتمع، وهذا هو عزنا ونصرنا ورفعتنا. لقد انتشرت في بلادنا مؤسسات الرعاية الاجتماعية، والمؤسسات والجمعيات الخيرية، وانطلقت بمنهج خاص، يستمد نهجه وسيره من تعاليم الإسلام. وعلينا - نحن المسلمون - أمانة عظمى ومسئولية كبرى في دعم هذه المؤسسات والجمعيات الخيرية ومساندتها، فهي تقوم بواجب عظيم نحو الأيتام ومن في حكمهم، فإذا فعلنا ذلك لقيت الانتشار الواسع والعطاء الممتد».

وقال: «إن واجبنا أن نتعاون جميعاً في الدعم والمساعدة لقضاء حوائج الأيتام، وإدخال السرور على أنفسهم، وكشف كربهم».

وأفاد بأن «العالم العربي يعتبر في أوائل شهر أبريل من كل عام باليتيم، ليذكّر بهذه الفئة الهامة من المجتمع، لإدراكه بأهمية اليتيم في بناء المجتمعات والنهوض بها، وليذكر الناس بهذه الفئة، التي كادت أن تنسى عند بعضهم. وقد سبق الإسلام المجتمع الدولي، كما قد سمعنا، منذ فجر الإسلام، بالاهتمام باليتيم، والأمر برعايته وكفالته، وحفظ حقوقه، والحث على تربيته والقيام بشأنه، والتحذير من ظلمه، وأكل أمواله، وقد قام المسلمون بذلك خير قيام فكفلوا الأيتام، وأنشأوا المبرات، وأوقفوا الأوقاف على كفالة الأيتام ورعايتهم. ونشأ من الأيتام من كان مفخرة وعزاً للمسلمين. وكان شمساً تستضئ به الدنيا، ويسترشد به الناس على مر الدهور».

وأكد أنه «لا عجب إذا رأينا استمرار هذه الرعاية والعناية بالأيتام من قبل المسلمين، وتسارعهم في كفالة اليتيم، والمسح على رأسه، وكفكفة دموعه، فهذا عاهل البلاد الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، يضرب لنا خير قدوة وأسوة، في كفالة الأيتام والقيام على أمرهم، والعناية بشئونهم، وتلمس احتياجاتهم، فيصدر أمره السامي بتأسيس المؤسسة الخيرية الملكية التي تعنى برعاية وكفالة جميع الأيتام البحرينيين وأمهاتهم من الأسر المحتاجة».

وذكر أن هذه المؤسسة التي أسسها جلالة الملك حفظه الله ورعاه، وكلف نجله سمو الشيخ ناصر بن حمد حفظه الله برئاستها، والذي حرص منذ توليه على تطويرها وتحقيق رؤى وتطلعات جلالة الملك حفظه الله، حيث تقوم هذه المؤسسة بتقديم الكفالة المادية لهؤلاء الأيتام والأرامل بصورة ميسرة ومستمرة للوفاء باحتياجاتهم اليومية، وتوفير المعيشة الكريمة لهم. كما توفر لهم الرعاية التعليمية والصحية والنفسية والاجتماعية، وما هذه الأعمال وغيرها الكثير مما يقوم به جلالته حفظه الله ورعاه لأبناء شعبه الوفي، إلا إيماناً منه بأهمية هذه الفئة من المجتمع وعظم تأثيرها عليه، فكان بحق نعم الأب الراعي لهم الساهر على مصالحهم وشئونهم.

وأشار إلى أن ديننا الإسلامي الحنيف، حث على كفالة اليتيم، بالرعاية التامة، والتربية القويمة، والمحبة الكاملة، وجعل ذلك من أهم الأسباب التي ترفع منزلة المؤمن، ليكون قرين النبي (ص) في الجنة ، يقول رسول الله (ص)، (أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِى الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهُ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلاً).

ونبّه إلى أن «الإسلام أوجب على أتباعه رعاية اليتيم، وحرم إهماله وإذلاله وقهره، لما يؤدي إليه ذلك من تأثير على سلوكه مستقبلاً، وإشعاره بالضعف،ولهذا أمر الله تعالى الأوصياء على اليتامى، بإحسان المعاملة، والقيام بأمرهم، وكفالتهم، وتأديبهم، وتعليمهم وتوجيههم، حتى يتربوا على الخير، وينشئوا على مكارم الأخلاق وجميل العادات، ويجدوا في ظل من يرعونهم كل عطف ومحبة ومودة وحنو وإخلاص».

وأضاف «تعظم تعاليم هذا الدين، عندما ينهى عن كل ما يجرح شعور اليتيم، من كلمة جارحة أو عبارة مؤثرة، لأن اليتيم فقد الحنان والرحمة والرعاية والشفقة، فكان الأجدر بالمسلمين أن يراعوا حالته، ويرحموا يتمه، ويعطفوا على ضعفه».

ورأى أنه «غابت تعاليم الإسلام ومبادؤه وقيمه السامية، عن أقوام غلبت عليهم متع الحياة الدنيا وشهوات النفوس، فلم يحفظوا ليتيم حقاً، ولم يرعوا له مالاً، ولاّهمُ الله تعالى أمر اليتامى فبددوا أموالهم، وأكلوها إسرافاً وبداراً، وآخرون لا وصاية لهم على اليتامى، لكنهم لم يسلموا من أذاهم وشرهم، استغلوا ضعف اليتيم، وقلة حيلته، فهضموا حقه، واجترؤوا على أكل ماله، ألا يعتبر هؤلاء بأقوام دار عليهم الزمان، وعدت عليهم العوادي، واجتاحتهم صروف الليالي فاستدار عزهم ذلاً، وغناهم فقراً، ونعيمهم جحيماً، وتلك الأيام يداولها الله بين الناس.

وحذّر القطان من المساس بأموال الأيتام، مؤكداً أنها «لا تقرب إلا بالتي هي أحسن، حتى يبلغوا رشدهم».

وأردف قائلاً: «حذر الإسلام الأولياء من التصرف بمال اليتيم، إلاَّ بما يعود عليه بالمصلحة والمنفعة، فإذا بلغ أشدَّه، فيجب أن يسلم له جميع ماله، ولا يجوز للوصي أن يبخس أو يأخذ منه شيئاً إلا بطيبة نفس من اليتيم، بعد أن يبلغ أشده، ويحصل رشده، فكل تصرف في مال اليتيم لا يقع في دائرة ما هو أحسن، فهو محظور ومنهيٌّ عنه، فأكل ماله طمعاً فيه، واستضعافاً له، محرم ومنهي عنه، وتجميد ماله وعدم استثماره بالتجارة أو الصناعة أو الزراعة، محرم ومنهي عنه، وإهماله وعدم صيانته محرم ومنهي عنه.

وحضّ على إشراك أيتام فلسطين وأيتام سورية وأيتام الصومال وأيتام اليمن وأيتام العراق وغيرهم ممن فقدوا آباءهم وكافليهم، وذلك في الصدقات والكفالات.

العدد 5320 - الجمعة 31 مارس 2017م الموافق 03 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً