العدد 76 - الأربعاء 20 نوفمبر 2002م الموافق 15 رمضان 1423هـ

القضاء يفتح الباب لعمليات دمج خطوط الطيران في اوروبا

أدى حكم المحكمة الاوروبية المهم إلى ظهور توقعات بحدوث موجة من عمليات دمج خطوط الطيران مما قد يخفض إلى النصف عدد الناقلات الوطنية في دول الاتحاد الاوربي ويمهد الطريق لاسعار ارخص لخدمات الطيران عبر الاطلنطي.

وقد أصدرت محكمة العدل الاوروبية حكما بأن دول الاتحاد الاوروبي الثماني بما فيها المملكة المتحدة قد خرقت القانون الاوروبي بتوقيعها اتفاقات مع الولايات المتحدة بخصوص حقوق الهبوط. وجاء في حكم المحكمة ايضا بأن البنود التي تحدد ملكية وتنظيم الخوط الجوية الوطنية لا تتماشى مع قوانين المجموعة الاوروبية. وسيؤدي هذا إلى امكانية السماح للناقلات البريطانية بالاستيلاء على الناقلات الاخرى في دول الاتحاد الاوروبي والبدء في تشغيل رحلات إلى مناطق في الولايات المتحدة من مطارات اوروبية وبالعكس.

إن الحكم يعد بمثابة انتصار للمفوضية الاوروبية، التي كانت تحاول جاهدة منذ زمن طويل على ان تتم مناقشة جميع الصفقات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على اساس متعدد الاطراف. وقد أشيد بهذه الخطوة واعتبرت بأنها خطوة تاريخية نحو صفقة «الاجواء المفتوحة» على نطاق أوروبا.

ولكن الحكم يترك الحكومات عرضه لاجراءات قانونية جديدة من قبل الشركات التي تم رفض اعطائها امكان للهبوط والاقلاع كذلك والناقلات الوطنية في الفترة التي سبقت قرار المحكمة. ومع ان المحكمة الاوروبية لم تصدر حكما بإعطاء بروكسل سلطات للتفاوض مع واشنطون، إلا أنها ذكرت الصفقات الثنائية الحالية التي تم ابرامها بين الدول الاعضاء والولايات المتحدة غير قانونية لانها تحصر أماكن الاقلاع والهبوط لخطوط طيران الدولة المضيفة. وبموجب القانون الاوروبي لا يجوز للدول الاعضاء التمييز ضد شركات من دول خارج الاتحاد الاوروبي.

وفي الوقت الراهن تمنع بريطانيا الناقلات الفرنسية والالمانية من الطيران إلى الولايات المتحدة من مطارات بريطانية وبالعكس. وقد وصفت مفوضة المواصلات في الاتحاد الاوروبي دي بالاسيو الحكم بأنه تاريخي ستكون له نتائج ايجابية على قطاع الطيران الاوروبي إذ انه ساعد على ايجاد صفقة كاملة لما يسمى «الاجواء المفتوحة». نستطيع ان نرى بأن هناك اثنا عشر ناقلة وطنية في اوروبا تقوم بهذه المهمة الدولية العالمية. لربما لا نستطيع الابقاء على كل هذا العدد من الناقلات الوطنية، تقول دي بالاسيو.

ان الاتجاه المنطقي للسوق يشير إلى انه لابد من تقليل عدد الناقلات التي تقوم برحلات دولية. لا اعرف إذا ماسيكون العدد ستة أوسبعة أو خمسة. إن السوق هو الذي سيحدد ذلك، اضافت دي بالاسيو قائلة. ويقول رئيس مجلس إدارة فيرجن اتلانتك ريتشارد برانسون، بأن الحكم يمثل فرصة تاريخية للتفاوض على صفقة حقيقية للأجواء المفتوحة مع الولايات المتحدة.

ان القرار سيغير بشكل دائم شكل صناعة الطيران في اوروبا والولايات المتحدة، كما قال برانسون.

وقد رحبت الخطوط الجوية البريطانية بالحكم ايضا إذ قال مدير الشئون الحكومية في الشركة اندور كاهن بأن القرار هو نبأ سار لأنه سيعطي الاتحاد الاوروبي القوة للتفاوض على ترتيبات اكثر ليبرالية مع الولايات المتحدة. وأرى انه سيؤدي إلى مزيد من التماسك عبر اوروبا. ويبدو ان الحكم قد بدد امال شركة برتش ميدلاند لعقد صفقة مصغرة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة تسمح للشركة البريطانية بتسيير رحلات من مطار هيثرو إلى الولايات المتحدة - وهو السوق الذي تسيطر عليه حاليا اربع ناقلات. ولكن المستشار القانوني العام لبرتش ميدلاند ومدير الشئون الحكومية تم بآي اصر على ان ذلك مجرد «تفكير رغبي» من قبل اولئك الذين يريدون الابقاء على الوضع الراهن.

ويقول بآي انه يتوقع ان تستمر الحكومة في الضغط لتحرير الاتفاق البرطياني الاميركي التقيدي (برموده).

وقد طالبت دي بالاسيو الدول الاعضاء لإعطائها تفويضا لعقد اتفاق تجاري احادي للطيران مع الولايات المتحدة تسمح لاحد الخطوط الجوية للاتحاد الاوروبي بتسيير رحلات من اي بلد اوروبي إلى عدد من المطارات الاميركية. ولكن المحللين يقولون بأن الحكومات تفضل بدلا من ذلك اجراء تعديلات على صفقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة بطريقة توقف التمييز ضد الناقلات الاخرى من دول الاتحاد الاوروبي.

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 76 - الأربعاء 20 نوفمبر 2002م الموافق 15 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً