العدد 5323 - الإثنين 03 أبريل 2017م الموافق 06 رجب 1438هـ

إلغاء نظام الكفيل

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حسب التصريحات الرسمية، فإن البحرين ستبدأ في إلغاء نظام الكفيل مطلع شهر أبريل/ نيسان الجاري وتطبيق نظام عمل جديد على جميع العاملين الأجانب بشكل تدريجي، من خلال منح 48 ألف عامل رخصةً تخولهم العمل بصورة نظامية، بعدها سيتم إعطاء كل شهر 2000 عامل مثل هذه الرخصة. وحسب نظام العمل الجديد، فإن العامل سيكون مسئولاً أمام القانون عن وضعه، إذ سيدفع تكاليف التأمين الصحي والاجتماعي وتصريح العمل والإقامة وتذكرة العودة، وسيكون بإمكان المهاجرين في البحرين العمل بدون كفيل، والتنقل بين مؤسسة أو شركة أو فرد بنظام التعاقد المباشر. وعلى رغم ما يشوب القانون الجديد من نقص وثغرات، إلا أنه يسير في الاتجاه الصحيح لإصلاح سوق العمل وتكافؤ الفرص بين المواطنين والمهاجرين .

بالطبع مثل هذا القرار سيكون مؤلماً خصوصاً لأصحاب العمل بجميع مستوياتهم من التجار الكبار أو أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومع ذلك لابد من البدء بشكل أو بآخر بإصلاح الوضع الخاطئ الذي أصبح مع مرور السنين عرفاً يحكم علاقات العمل في دولنا الخليجية التي انفردت دون بقية دول العالم، باستحداث مثل هذا النظام مع بداية الطفرة النفطية في سبعينات القرن الماضي. فلا توجد دول أخرى غير الدول الخليجية تعمل بمثل هذا النظام الذي تعتريه الكثير من المشاكل سواءً بالنسبة للعمالة المهاجرة أو صاحب العمل أو حتى المواطنين من الشباب الذين يطمحون في الحصول على وظائف مجزية.

أغلب التشوّهات الحاصلة الآن في سوق العمل كانت نتيجةً مباشرةً لنظام الكفيل، فبخلاف «تجار الفري فيزا» الذين استغلوا هذا النظام أسوأ استغلال وأثرَوا ثراءً فاحشاً من تحصيل بيع «الفيز» وتجديدها من عمال فقراء يكدحون ليل نهار لتحصيل لقمة عيشهم، فهناك ظاهرة التوظيف الوهمي للبحرينيين من أجل استقدام المزيد من العمالة المهاجرة. وهناك العمالة السائبة أو غير النظامية التي تضيف المزيد من التشوهات لسوق العمل وتنافس المقاولين الصغار في أعمالهم. وهناك التأجير من الباطن لأغلب الأنشطة التجارية والحرفية الصغيرة للعمالة المهاجرة، وهنالك البطالة المتفشية بين أبناء الشعب البحريني، وهنالك شح الوظائف المعروضة في سوق العمل. وحقيقة أن أكثر من 95 في المئة من الوظائف التي يخلقها سوق العمل في البحرين سواءً متدنية الرواتب أو الوظائف ذات الرواتب العالية تذهب إلى الأجانب، والأهم من ذلك كله تغيير التركيبة السكانية في جميع الدول الخليجية حيث أصبح المواطنون هم الأقلية في أوطانهم.

إن إلغاء نظام الكفيل لابد أن تتبعه خطوات لاحقة في مقدمتها تحديد سقف أعلى لعدد العمالة المهاجرة بناءً على ما تحتاجه الدولة منها، وأن تكون الدولة هي المسئولة عن استقدام أي عامل أجنبي وليس صاحب الشركة أو المؤسسة، والقضاء على ظاهرة العمالة السائبة... عندها يمكن أن يكون البحريني هو المفضل لدى صاحب العمل.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 5323 - الإثنين 03 أبريل 2017م الموافق 06 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 5:12 ص

      كل القوانين التي استحدثت في السنوات الأخيرة من سوق العمل إلى التأمين إلى غير ذلك جائت بعناوين إنسانية و بأحلام وردية في البداية و ما إن طبقت حتى رآها المواطن في غير صالحه كما جرت العادة .

    • زائر 8 | 3:50 ص

      باختصار.. 48 ألف عامل ضرب 344 دينار (قمة الفيزا) يطلع الناتج (....) لاتعليق!!

    • زائر 7 | 1:46 ص

      نظام الكفيل هو نوع من انواع العبودية المقننه و الحمد لله ان البحرين سوف تلغي هذا القانون الجائر

    • زائر 6 | 1:07 ص

      باختصار تسليم البلد للاجنبي ليتحكم بالاقتصاد وبعدها الكل بيهرب من هالديره بعد ماتتحول لجيفة ويبقى الفقراء

    • زائر 5 | 12:47 ص

      حتى تصير البلد سايبة اكثر
      القوانين دائما في صالح الاجانب وضد المواطنين

    • زائر 4 | 12:19 ص

      بصراحة اني اخاف على زوجي بعد هو يترزق وعنده عمال

    • زائر 3 | 12:10 ص

      هل هناك من ناقش رجال الاعمال والمقاولين الصغار واخذ برأيهم ومحاذيرهم وما هي الاضرار التي ستلحق بهم ومن سيحمي حقوقهم؟

    • زائر 1 | 11:43 م

      لا ادري هل تمّت دراسة القانون جيدا لكي لا نقع في مطبّات وعثرات ومشاكل لا تعدّ ولا تحصى ثم نكتشف هذه الثغرات في القانون بعد ان يتكبّد الناس معاناة ومصاريف لا داعي لها ؟

    • زائر 2 زائر 1 | 12:04 ص

      ما نقول الاعلى الدنيا السلام!!!!!!

اقرأ ايضاً