العدد 5323 - الإثنين 03 أبريل 2017م الموافق 06 رجب 1438هـ

سلبية سنغافورة تعكس واقعنا

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

التعادل السلبي الذي خرج به منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في مباراته ضد منتخب سنغافورة المتواضع في بداية مشوار التصفيات الآسيوية هي نتيجة واقعية تعكس قيمة كرتنا المحلية وتبين بشكل واضح مكامن الخلل التي كان من المفترض على الجهاز الفني للمنتخب بقيادة التشيكي سكوب أن يعمل على تصحيحها منذ مدة طويلة.

نحن نفتقد على صعيد المنتخبات والأندية الوطنية لثقافة اللعب الهجومي وللتكتيكات الحديثة في اللعب الهجومي وجل اعتمادنا على الاندفاع البدني والكرات الطويلة واستغلال عامل السرعة لتسجيل الأهداف.

أي أننا نلعب كرة هجومية بدنية أكثر منها فنية وهو ما يمكن أن يلاحظه أي متابع بسيط لأداء منتخبنا وكذلك لدورياتنا المحلية على صعيد الرجال أو فرق الفئات العمرية.

سبق أن تطرقت في مقال قبل 5 أشهر وتحديداً في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي إلى مشكلة العقم الهجومي في أداء المنتخب وذلك بعد أن لعب منتخبنا بقيادة التشيكي سكوب مباراتين وديتين ضد الإمارات وخسرها 0/ 2 في دبي وبعدها ضد قرغيزستان وتعادل فيها صفر/ صفر على استاد البحرين الوطني.

ذكرت حينها أننا إذا لم نسجل هدفاً واحداً في 180 دقيقة لعب في مباراتين وديتين مختلفتين فهل سنسجل في المباريات الرسمية؟

الأداء الهجومي العقيم كان واضحاً تماماً وكان من المفترض أن يعمل الجهاز الفني للمنتخب في ذلك الوقت على علاج المشكلة بدل أن يخرج علينا سكوب بتصريحات بعد مباراة سنغافورة يؤكد فيها أن المشكلة الهجومية التي يعاني منها المنتخب هي مشكلة قديمة في تأكيد للمؤكد من دون أن يمتلك حلول واقعية للتغلب عليها.

كرتنا المحلية بحاجة إلى إعادة هيكلة حقيقية إذا ما أردنا أن نبقى على خريطة كرة القدم الخليجية والآسيوية عطفاً عن العالمية لأن العالم يتغير من حولنا ونحن في مكانك سر.

يتحجج الكثيرون بغياب المواهب واللاعبين القادرين على صناعة الفارق وهو أمر لا خلاف عليه، ولكن من صلب عمل اتحاد الكرة هو إيجاد الرؤية الفنية القادرة على انتشال كرتنا من واقعها المرير.

بمعنى أن مكامن الخلل الفني واضحة ومن مسئوليات الاتحاد إيجاد الخطط الفنية الكفيلة بالتغلب عليها بعد تشخيصها تشخيصاً واقعياً وعلمياً.

عندما نتابع مباريات منتخبات بالفئات العمرية نجد الأمور متشابهة ومكررة وهو ما حدث في مباراة منتخبنا الأولمبي الثانية الودية ضد المنتخب الفلبيني التي فزنا فيها بهدف من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع.

فمنتخباتنا الصغيرة تعاني هي الأخرى من اللعب الهجومي السلبي وإيجاد الحلول الهجومية واعتمادنا دائماً على الأداء المهاري الفردي للاعبين والاندفاع البدني أكثر من المنظومة الهجومية الواقعية.

على صعيد الأندية الأمر نفسه، فجل أنديتنا تعتمد الاندفاع البدني واللعب الطويل وهو ما يلحظ بشكل كبير على صعيد مسابقات الفئات العمرية حيث الجري وراء النتائج الوقتية والجري خلف الكرة أكثر منه بناء جيل من اللاعبين القادرين على خوض المنافسات الخارجية.

عالمياً مفاهيم كرة القدم الهجومية تغيرت تماماً عن السابق وبات إسهام حارس المرمى والمدافعين في اللعب الهجومي أكثر من إسهام المهاجمين أنفسهم من خلال ثقافة الاستحواذ وبناء الهجمة من الخلف والكرات القصيرة والاستفادة من طرق عدة للوصول للمرمى وتحقيق الكثافة الهجومية أمام مرمى الخصم وغير ذلك من الأمور الملاحظة بشكل دقيق في الفرق والمنتخبات العالمية.

أن نستمر بالعقلية نفسها وبالمشاكل نفسها وبمكامن الخلل نفسها من دون تشخيص علمي وواقعي ومن دون حلول حقيقية، فإن نتيجة سنغافورة ليست سوى تعبير عن فلسفتنا الكروية.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 5323 - الإثنين 03 أبريل 2017م الموافق 06 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:36 ص

      اذا يبغون كرة القدم تتطور يفسحو للقرى تمارس كرة القدم في درجه ثالثه ورابعه ويكون عندهم فآت ومدربين ولو على قد الحال في هالحاله ممكن نكتشف نجوم مثل ايام الستينات والسبعينات والثمانينات ونلعب بنضام الهواة لان مافيه فريق عنددنا يستطيع يلعب بنظام الاحتراف وهذا مايحتاج عبقريه واذا انت مسؤل في الاتحاد لازم تتقبل الراي الاخر لان الموضوع يخص الجميع (يمثل وطن)

    • زائر 1 | 5:38 ص

      انت عندك مشكلة مع اتحاد القدم بصراحة انت تحاول تسد عمودك باي شي ... كل يوم تطلع لنا بشي غريب عجيب كانك ما تعرف ظروف الاندية أو الاتحادات ... انت تعال اشتغل في الاتحاد و طور الاتحاد و فوز بكأس العالم كلامك لا يدخل على واحد يفهم في الرياضة

    • زائر 2 زائر 1 | 6:56 ص

      الواضح إنك إنت إللي عندك مشكلة مع المحرر صاحب المقال كل ما ذكره الكاتب صحيح تبقّى أن يُضيف أيضاً أن الإتحاد الفاشل يتدخل أيضاً في إختيارات اللاعبين للمنتخبات الوطنية بجميع فئاتها فلا يُمثّل منتخباتنا أفضل اللاعبين الموجودين لدينا مما يُسهم في سوء النتائج أيضاً لاحظت ذلك و منذ سنوات ليست بقصيرة تتفاجأ بلاعبين جيدين لم يمروا على منتخبات الفئات العمرية رغم أنهم أفضل من غيرهم أو لاعبين جيدين في منتخبات الفئات العمرية و لكنهم يختفون بمعنى لم نعد نشاهدهم يمارسون كرة القدم أو متواجدين لا يتم إختيارهم

اقرأ ايضاً