العدد 5325 - الأربعاء 05 أبريل 2017م الموافق 08 رجب 1438هـ

علينا أن نسعى لتحويل مفهوم «الرياضة للجميع» لحقيقة واقعة

إيرينا بوكوفا comments [at] alwasatnews.com

المديرة العامة لليونسكو

(كلمة بمناسبة اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام الموافق 6 أبريل/ نيسان العام 2017)

يُعدّ اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام الفرصة المناسبة لرفع راية الدعوة إلى الاستعانة بالرياضة من أجل تحقيق التنمية ونشر السلام.

وتندرج الرياضة في عِداد عوامل الوحدة بين البشر كافة، إذ يهواها الناس، رجالاً ونساءً، في جميع أرجاء العالم. وهي عامل من عوامل السلامة البدنية والتمكين الاجتماعي، وعامل من عوامل المساواة، ولاسيّما المساواة بين الجنسين. وهي وسيلة من وسائل الإدماج الاجتماعي، ولاسيّما للفئات الأشد حرماناً. وتُعدّ الرياضة أكثر الوسائل قوة وفعالية في مجال العمل على تعزيز ونشر القيم الإنسانية المشتركة المتمثلة، على سبيل المثال لا الحصر، في التضامن والمسئولية والاحترام والأمانة والعمل الجماعي والمساواة والهمة والعزة والأنفة.

وتتيح الرياضة إدماج الجميع في المجتمع، ومنهم اللاجئون والمهاجرون، وكذلك مكافحة الصور النمطية، وإرساء أسس السلام وتوطيدها من أجل بناء مجتمعات سليمة.

ويجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا من أجل دعم الرياضة وإتاحتها للجميع، لكيلا يتخلف أحد عن ركب الرياضة في ظل المساعي العالمية الرامية إلى المضي قدماً في تنفيذ خطة التنمية المستدامة للعام 2030. وهذا هو الحافز الذي حفز اليونسكو إلى وضع الميثاق الدولي المنقح للتربية البدنية والنشاط البدني والرياضة، سعياً إلى ضمان تمتع الناس كافة، رجالاً ونساءً، بحقهم الأساسي في ممارسة الرياضة من دون أي تمييز بينهم. ويلهم هذا الحافز أيضاً المتطوعين المتفانين في الدعوة إلى الاستعانة بالرياضة من أجل تحقيق التنمية ونشر السلام في جميع أرجاء العالم، وهم الذين نثني على عملهم ونشير إليه بالبنان في هذا اليوم.

ويتسبب الخمول البدني في 3.2 ملايين وفاة سنوياً وفقاً للتقديرات. وهذا ما دفع اليونسكو إلى توحيد القوى مع منظمة الصحة العالمية من أجل مكافحة أنماط الحياة الخاملة عن طريق العمل أولاً على توفير التربية البدنية الجيدة والشاملة للجميع في المؤسسات التعليمية. ويتطلب هذا الأمر من الأطراف الفاعلة كافة تأكيد الالتزام بالعمل من أجل ذلك وزيادة الموارد المخصصة لهذا الغرض؛ لضمان تعاون السلطات المختصة بوضع السياسات العامة، ولاسيّما في ميادين الصحة والتعليم والتخطيط العمراني والبنية التحتية والمواصلات، مع القطاع الخاص بشأن إعداد التشريعات والنُظم والخطط الوطنية الخاصة بالرياضة. وهذا هو هدف المؤتمر الدولي السادس للوزراء وكبار الموظفين المسئولين عن التربية

البدنية والرياضة، الذي تتولى اليونسكو، بالشراكة مع الاتحاد الروسي، الإعداد لعقده في مدينة قازان في الفترة الممتدة من 13 إلى 15 يوليو/ تموز 2017. فلابدّ لنا من الحث على اتخاذ التدابير الفعلية اللازمة في كل الميادين التي تتطلب ذلك. ويجب علينا جميعاً أن نسعى إلى تحويل مفهوم «الرياضة للجميع» إلى حقيقة واقعة، إذ بات هذا الأمر الآن أكثر أهمية ممّا كان عليه في أي وقت مضى.

إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"

العدد 5325 - الأربعاء 05 أبريل 2017م الموافق 08 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً