العدد 5332 - الأربعاء 12 أبريل 2017م الموافق 15 رجب 1438هـ

إيكليستون الثري المتسلط الذي أُقصي من الفورمولا 1

حوّل البريطاني بيرني إيكليستون الفورمولا 1 إلى إحدى أكثر الرياضات ثراء وشعبية، بعدما أدارها لعقود بأسلوبه المُتسلط، جمع فيها ثروة شخصية طائلة، إلا أن هذه الانجازات لم تحل دون إقصائه من إدارة البطولة.

وأدار إيكليستون (86 عاماً)، القادم من مهنة بيع السيارات المستعملة، رياضة الفئة الأولى بيد من حديد، وتحكم بكل مفاصلها لأكثر من 4 عقود وحولها إلى إمبراطورية تجارية ذات علامة فارقة.

إلا أن الرجل يجد نفسه حالياً على الهامش، بعدما قررت مجموعة «ليبرتي ميديا» الأميركية إقصاءه لمصلحة تشايس كاري، وتسميته رئيساً فخرياً، في منصب شرفي قال عنه إيكليستون «لا أعرف ما هو».

ولم تكن مسيرة ايكليستون خالية من الجدل، إذ اضطر في 2014 إلى دفع مبلغ 100 مليون دولار للسلطات الألمانية كتسوية بعد محاكمته بتهم الفساد والرشوة، في قضية دفع 44 مليون دولار لمسؤول سابق في المصرف البافاري «بايرن ال بي» في 2006 و2007.

وكان المبلغ متعلقاً بشراء حقوق بطولة العالم لسباقات فورمولا 1. وجنبته التسوية احتمال الحكم عليه بالسجن لمدة قد تبلغ 10 أعوام.

وعلى رغم هذه التهم بالفساد، بقي كثيرون في عالم الفورمولا 1، أوفياء لمساهمة إيكليستون في رفع مصاف هذه الرياضة.

وقال مدير فريق ريد بول كريستيان هورنر في ذاك الوقت: «الفورمولا 1 هي ما هي عليه بفضل بيرني إيكليستون، للطريقة التي بنى فيها هذه الرياضة خلال الأعوام الـ 35 الماضية».

وأضاف «أعتقد أننا من دونه، سنكون في مواجهة مشاكل كبيرة».

ثروة تناهز 3 مليارات دولار

لقب إيكليستون «نابليون» نظراً لقصر قامته (1,59 متراً) وأسلوب إدارته. وتقدر مجلة «فوربس» ثروته بزهاء 2,9 ملياري دولار أميركي.

وبعيداً من أسلوب في إدارة الفورمولا 1، أثار الملياردير جدلاً في 2009، عندما أدلى بتصريحات قال فيها إنه يفضل «القادة الأقوياء»، واعتبر أن الزعيم النازي أدولف هتلر «كان قادراً على إنجاز الأمور»، وأن الديمقراطية لم تكن الصيغة السياسية الملائمة لبريطانيا.

وفي نهاية العام 1997، كان إيكليستون مدار جدل في قضية خلافية أخرى، تتعلق بتبرع قيمته 1,5 مليون جنيه استرليني لصالح حزب العمال بزعامة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير.

ويحمل إيكليستون إجازة في الكيمياء، وعرف بشعره الذي غزاه الشيب ونظارتيه الداكنتين. بدأ مسيرته كبائع سيارات ودراجات نارية مستعملة، وشارك في سباقات السيارات لفترة وجيزة، قبل أن تتوقف مسيرته القصيرة بعد تعرضه لحوادث عدة.

وانتقل إيكليستون بعد ذلك إلى الجانب الاداري، وعمل كوكيل لأعمال سائق الفورمولا 1 البريطاني الواعد ستيوارت لويس-إيفانز الذي توفي في حادث العام 1958. وبعد عقد من الزمن، تولى إدارة أعمال السائق النمساوي يوخن ريندت الذي توفي أيضاً في حادث في 1970.

ومنذ ذلك الحين، بدأ نفوذ إيكليستون بالتنامي تدريجاً مع توليه مسئوليات التفاوض على حقوق النقل التلفزيوني للفورمولا 1، والتي كانت في ذلك الحين تبرم على أساس كل سباق بمفرده.

وكان إيكليستون من الأوائل الذين أدركوا أهمية الرعاية الإعلانية في الفورمولا 1، وأصبح المدير الحصري لحقوق السباقات، وتولى التفاوض مع حلبات السباق والمعلنين وقنوات التلفزيون.

ولم تكن حياته الشخصية أقل ضجيجاً من مسيرته المهنية. فهو اضطر لدفع تعويض بقيمة مليار يورو للطلاق من زوجته سلافيكا، والدة ابنتيه تمارا وبترا. وفي 2012، تزوج للمرة الثالثة وهذه المرة من البرازيلية فابيانا فلوسي التي تصغره بـ 46 عاماً، والتي كان قد التقى بها للمرة الأولى في سباق الجائزة الكبرى في بلادها.

العدد 5332 - الأربعاء 12 أبريل 2017م الموافق 15 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً