أكد مستشار الأمن القومي الأميركي أمس الأحد (16 أبريل/ نيسان 2017) وجود إجماع عالمي يشمل الصين على أن «السلوك الخطير» لكوريا الشمالية «لا يمكن أن يستمر»، مؤكداً تعاون القادة الصينيين مع بلاده بشكل وثيق لحل أزمة بيونغ يانغ.
وفي تصريحات عقب تجربة صاروخية فاشلة أجرتها كوريا الشمالية قال الجنرال هربرت ماكماستر في مقابلة مع قناة «إيه بي سي» الأميركية من أفغانستان «أعتقد أنه يوجد اجماع عالمي الآن يشمل الصينيين والقيادة الصينية، على أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر».
ووسط توتر مرتفع بسبب برنامجي كوريا الشمالية النووي والصاروخي، قال ماكماستر أن الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون جميع الخيارات «غير الخيار العسكري»، رغم أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حرصت على أن لا تستبعد هذا الخيار.
وانتقد نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس بشدة الأحد التجربة الصاروخية الفاشلة واعتبرها «استفزازاً» مؤكداً لكوريا الجنوبية دعم واشنطن الكامل في مواجهة تهديدات جارتها.
وجرت التجربة صباحاً قبل ساعات من وصول بنس إلى كوريا الجنوبية لبحث سبل ضبط برامج التسلح الشمالية وسط مخاوف متزايدة من تخطيطها لتجربة نووية أخرى.
وأعلن مسئولون أميركيون أن الصاروخ انفجر بعد ثوان من إطلاقه.
وقال بنس خلال عشاء بمناسبة عيد الفصح مع عائلات جنود أميركيين إن «الاستفزاز الشمالي هذا الصباح هو الأخير في سلسلة أعمال تذكر بالمخاطر التي يواجهها كل فرد بينكم يومياً للدفاع عن حرية شعب كوريا الجنوبية والدفاع عن أميركا في هذه الناحية من العالم».
ونقل عن ماكماستر قوله إن الصين، حليفة كوريا الشمالية الرئيسية - تشعر بقلق متزايد بشأن تصرفات الدولة الشيوعية.
وأكد «هناك إجماع فعلي بين الرئيس وحلفائنا الأساسيين في المنطقة، خصوصاً اليابان وكوريا الجنوبية، وكذلك القادة الصينيين، على القول إن هذه المشكلة بلغت نقطة حرجة ... وبالتالي، حان الوقت لنتخذ جميع الخطوات الممكنة غير الخيار العسكري لحل هذه الأزمة بالطرق السلمية».
وقال إن ترامب أوضح أنه لن يسمح لكوريا الشمالية أن تهدد الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين وعلى رأسهم كوريا الجنوبية واليابان.
وأكد ترامب في تغريدة على أهمية التعاون مع الصين في المسألة الكورية.
ورغم انتقاداته المتكررة لبكين خلال حملته للانتخابات الرئاسية واتهامها بأنها تتلاعب بالعملة، قال ترامب في تغريدة الأحد «لماذا أطلق على الصين لقب الدولة التي تتلاعب بالعملة بينما هي تعمل معنا في المسألة الكورية الشمالية؟ سنرى ما سيحدث!».
وصرح ماكماستر لشبكة «إيه بي سي» أن ترامب أصدر توجيهاته للمسئولين في الجيش والاستخبارات والدبلوماسيين الأميركيين بأن يقدموا له خيارات - بالتنسيق مع الحلفاء في المنطقة ومن بينهم الصين - يمكن استخدامها «في حال رفض نظام كوريا الشمالية التخلي عن برنامجه النووي.
ووصف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون بأنه «يشكل تهديداً لجميع سكان المنطقة والعالم» إلا أنه حذّر من أن ترامب «يستطيع اتخاذ قرارات صعبة بسهولة».
وأفاد مسئول في وزارة الدفاع الأميركية أن الصاروخ الذي انطلق صباحاً من موقع قرب سينبو على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية «انفجر فور إطلاقه تقريباً».
وصرح وزير الدفاع الأميركي أنه تم إطلاع ترامب على التجربة الفاشلة.
وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أنه بعد إطلاق هذا الصاروخ إثر عرض مجموعة من الصواريخ فإن «كوريا الشمالية تهدد العالم بأكمله».
ويرى خبراء أن بيونغ يانغ تحتاج إلى سنتين لتمتلك قدرات صاروخية عابرة للقارات حقيقية، وأن امتلاكها قوة ضرب بالستية يمكن إطلاقها من غواصات سيعزز بشكل كبير قدرتها على الردع النووي.
العدد 5336 - الأحد 16 أبريل 2017م الموافق 19 رجب 1438هـ
