العدد 5341 - الجمعة 21 أبريل 2017م الموافق 24 رجب 1438هـ

هل أنت مصدر أمان؟

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أعتبر الأمن من أوليات الحاجات النفسية لدى الإنسان بحسب هرم ماسلو، لذا فإن الإحساس بالأمن والشعور بأنه لا خطر يهدد سلامتنا هو استقرار بحد ذاته، غالباً ما يطلب الإنسان الأمان من غيره، واعتبر الآخر كونه فرداً أو جماعة أو مؤسسة مصدراً لتهديد أمنه، ولكن هل نتساءل يومياً هل نحن مصدر أمان لمن حولنا؟ وهل كان الفرد هو بحد ذاته وما يمثله وجوده كمسئول في أسرته أو عمله مصدر قلق وخطر لمن تحت مسئوليته ويمكن أن يطالهم غضبه؟

الأمن الذي يمثل في صلبه الإحساس بالطمأنينة، وتحقيق سلامة الإنسان والمحافظة على وجوده، نراه يتحقق على مستويات عدة منها الأمن الشخصي وسلامة الممتلكات، والأمن الوظيفي والأمن النفسي والمعنوي والعقلي، وأمن الموارد، والسلامة الصحية، وكلها ملزمة للإنسان من أجل أن يعيش حياة طبيعية وهادئة. لكن الأمان النفسي والعاطفي والذي يمثل ركيزة أساسية ومحوراً مهماً لبناء الإنسان واستقراره يأخذ منحى خطيراً في بيئة اتسمت بالماديات، والبعد عن تشخيص الذات وفهم العلاقات الإنسانية، خاصة التي تكون متشابكة وبها قدر كبير من التعلق والتي يتضح فيها سمة الانفتاح وسرعة التأثر بشكل جلي، فكلما اتسمت مثل هذه العلاقة بالأمان العاطفي، أصبحت الثقة بين الشركاء كبيرة، عندها ينعدم الإحساس بفقدان الأمان، ومعه تقل درجة القلق والتفكير في التهديدات المحتملة والخشية من الضياع والحرمان.

لذا، فإن الأمان العاطفي وفقاً لما يشير إليه عالم النفس الاجتماعي دون آر كاثيرال يعتمد على جانبين التعلق والتقدير، فكلما شعر أحد الطرفين بأن الطرف الآخر متعلق به ويقدره، شعر بالأمان العاطفي، والعكس يمثل تهديداً له، ومعه تبدأ البحث عن مجال آخر يجد فيه ضماناص أكثر وحماية، وإن لم يجد، تبدأ ردود الأفعال والحالات الانتقامية تأخذ مجراها.

من منا أشد حاجة للأمان المرأة أم الرجل؟ سُئلت إحدى المطلقات: لم طلبت الطلاق؟ قالت: «سبع سنوات من الزواج، ولم أشعر يوماً معه بالأمان، دائماً لا يخفي قدرته على التخلي عني ببساطة، حتى ما عدت أطيق هذا الخوف الذي أصبح كالظل يرافقني» فما هو الأمان الذي تنشده المرأة؟ لا يعني تحقيق الذات للمرأة شعورها بالأمان دون وجود الأب أو الأخ أو الزوج أو الابن المساند، فالإمام علي عليه السلام يوصي أبناءه حين الاحتضار: «اللهَ اللهَ في النساء وفي ما ملكت أيمانكم، فإنّ آخر ما تكلّم به نبيّكم صلى الله عليه وآله أن قال: أُوصيكم بالضعيفين: النساء، وما ملكت أيمانُكم». الوصية لا تكتفي هنا بتلبية الحاجة المادية فقط، بقدر ما تكون بتحقيق الأمان لهؤلاء الضعفاء، ولا يعني أن المرأة معفية من أن تكون مصدر أمان حين تكون مناطة بمسئولية عن أبناء أو آباء هزل أو أخوة صغار أو حتى موظفين، أو ربما زوج في آخر عمره ضعيف تحت يديها حين يشتد عضدها بأبنائها الكبار.

كل منا يبحث عن الأمان في البيت والعمل والمجتمع، لكن هل نحن منبع الأمان لمن تحت أيدينا؟ يعتمد علينا من حولنا حين تعصف بهم الحياة مطمئنين أننا معهم، يسيرون وهم يشعرون أن هناك أيدٍ ستنتشلهم حين يقعون في الحفر، أم جبلنا على اللوم وتصيد الأخطاء والمعاقبة.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 5341 - الجمعة 21 أبريل 2017م الموافق 24 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 9:45 ص

      التحلي بالصبر او التخلي عنه?
      من الغير معروف ان الخطان المتوازيان دايما متوازيان ومتساويان ولا يفترقان. اي انهما معا وكل واحد يخبر ويخبر ويسال عن الاخر.وهما امان لامت محمد صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليهما او عليهم اجمعين. اكيد الاجابه لم تخطر على بال علي بابا. اليي كذالك?

    • زائر 1 | 11:40 م

      لا يمكن ان تشعر المرأة بالامان اذا كان الرجل ينظر لها بدونية و لن تشعر المرأه والاستقرار وهي عندها هذا الشعور عند الرجل

    • زائر 2 زائر 1 | 1:24 ص

      شكرا اختى الكاتبه / بدون امان ليس هنا تطور ولا حياه / كل شيء فى الحياة ينبنى على الامان .

اقرأ ايضاً