العدد 5346 - الأربعاء 26 أبريل 2017م الموافق 29 رجب 1438هـ

البحرين : وزير الداخلية: نواجه تهديدات خطيرة من الأراضي العراقية والإيرانية

المنامة - وزارة الداخلية 

تحديث: 12 مايو 2017

 

شارك وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ووزير شئون الدفاع الفريق الركن يوسف بن أحمد الجلاهمة، في الاجتماع المشترك الذي عقده وزراء الداخلية والدفاع والخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم الخميس (27 أبريل/ نيسان2017) في العاصمة السعودية الرياض، برئاسة ولي العهد، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك تنفيذا لقرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون، لبحث القضايا الأساسية المتعلقة بالشئون السياسية والدفاعية والأمنية، سعيا لبلورة رؤى واستراتيجيات ومواقف واضحة تسهم في تعزيز وحدة وكينونة الإطار المؤسسي لدول مجلس التعاون.

وقد ألقى وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، كلمة في الاجتماع المشترك، هذا نصها:

"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف  بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية، رئيس الاجتماع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أصحاب السمو والمعالي، الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يشرفني بهذه المناسبة أن أرفع أسمى آيات الشكر والامتنان إلى مقام ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على الاستضافة لهذا الاجتماع، والدعم المتواصل والاهتمام الكبير للمضي قدماً في مسيرة العمل الخليجي المشترك نحو مزيد من التعاون والتكامل المنشود.

ويسرني أن أعرب للمملكة العربية السعودية ودولة قطر الشقيقتين عن تهانينا بإطلاق سراح المواطنين القطريين والسعوديين الذين كانوا مختطفين في العراق، مشيدين في هذا المجال بالجهود الحثيثة التي بذلت لعودة المواطنين إلى بلديهما والى أهلهم سالمين.

إن انعقاد هذا الاجتماع، يعكس ما يوليه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أولوية قصوى لأمننا الخليجي المشترك بمفهومه الشامل، في إطار العمل على تحقيق الأهداف والتطلعات، التي تخدم أمن دول مجلس التعاون، حيث  يعكس الاجتماع الجهود الرامية لتعزيز التعاون المبارك بين الأشقاء والذي أصبح واقعا ومرتكزا مهما ومؤثرا إقليميا ودوليا، كما يجسد هذا الاجتماع، روح التعاون والاتحاد بين دول المجلس، ويعد مرحلة أكثر تقدما لتعزيز العمل العسكري والأمني والسياسي بصورة مشتركة، ولذلك نتطلع إلى تحقيق الأهداف التي جاء من أجلها الاجتماع وتفعيل التوصيات المطروحة والتي تهدف إلى تحقيق المزيد من الانسجام والتكاتف وتعزيز الأمن ودعم الاستقرار بعد استيفاء مراجعتها من قبل المختصين. وبطبيعة الحال، فإن هذا الاجتماع يشكل الأساس للمواقف والتوجهات السياسية الموحدة والتي تضع ضمن  أولوياتها  تحقيق الأمن المنشود وحماية المكتسبات المشتركة لدول المجلس.

إن العالم، وكما تعلمون، يحترم التحالفات ومراكز القوى المؤثرة بشكل عام ، ولكن تبقى جبهتنا الداخلية وتماسكها هي مسئوليتنا الأولى وحجر الزاوية في صيانة أمننا واستقرارنا، وهي الجبهة المستهدفة بكل الوسائل من الخارج، الأمر الذي  يحتم علينا ضرورة  الالتفاف وتعزيز روح المواطنة والتماسك والتلاحم، ويطيب لي هنا الإشادة بالإنجازات والنجاحات التي تحققت من خلال العمل الجماعي لدول المجلس في مختلف أوجه التعاون.

في الوقت الذي نأمل فيه أن تنجح المساعي السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار  في المنطقة، إلا أننا  مازلنا نواجه تهديدات  خطيرة تنطلق من الأراضي الإيرانية والعراقية وتشكل دعما للمجموعات الإرهابية والأنشطة الإجرامية والحملات الإعلامية المعادية، وهو ما يمثل تحدياً يفرض التعامل معه بمختلف الوسائل المتاحة وبشكل جماعي ورؤية موحدة، وهذه ليست معلومات مجردة بل حقائق  ملموسة وصلت إلى تنفيذ عمليات إرهابية، استهدفت حياة رجال الأمن وشكلت تهديدا لجهود حفظ الأمن والاستقرار، كما أدت  هذه الأعمال إلى غرس الفكر الطائفي المتطرف، وإن استمرار هذه التدخلات الخطيرة، يمثل  تهديدا للمساعي والجهود السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار لنا جميعا. وليس بخاف عليكم فإننا في مملكة البحرين، نعيش ولله الحمد، في ظل النهج الكريم لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، القائم على إرساء دعائم الاعتدال والتسامح والعدالة للجميع.

 إن هذا الاجتماع، يؤكد العزم والتصميم على وحدة الموقف في التعامل مع مختلف القضايا الإستراتيجية من أجل الحفاظ على أمننا واستقرارنا وترسيخ دورنا الفاعل في المحيط الإقليمي والدولي، التزاما برؤى وتوجيهات قادة دول مجلس التعاون، متمنياً للجميع التوفيق والسداد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

هذا، وقد أعرب وزراء الداخلية والدفاع والخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن تقديرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية على استضافة المملكة اجتماعهم المشترك في الرياض، تنفيذا لقرار المجلس الأعلى، وما لقوه من كرم الضيافة وطيب الوفادة وحفاوة الاستقبال، وما تم توفيره من تسهيلات وحسن إعداد وترتيبات متميزة.

وصرح الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف راشد الزياني أن وزراء الداخلية والدفاع والخارجية، عبروا عن تقديرهم واعتزازهم بالتوجيهات السامية لقادة دول المجلس والجهود الحثيثة التي يولونها لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك وترسيخ هذه المنظومة المباركة وتعظيم إنجازاتها، معربين عن أهمية هذا اللقاء الثلاثي المشترك لتبادل الرؤى والأفكار البناءة، ومتابعة مسيرة العمل الخليجي المشترك وانجازاتها المباركة، ورصد تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة وتداعياتها على الأمن والاستقرار في دول المجلس، معربين عن شكرهم وتقديرهم لوكلاء وزارات الداخلية والخارجية ورؤساء أركان القوات المسلحة والأمانة العامة لمجلس التعاون، على الجهد المميز في التحضير والإعداد لهذا الاجتماع الثلاثي المبارك.

 وقد بحث الوزراء عددا من القضايا السياسية والأمنية والدفاعية والجهود التي تبذل على المستويين الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب وتنظيماته المتطرفة، وأصدروا توجيهاتهم بشأن التوصيات والآليات المرفوعة إليهم لتعزيز التعاون والتكامل الخليجي، مشيدين بما نتج من تأييد دولي حيال التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب.

 وقال الأمين العام لمجلس التعاون إن الوزراء أعربوا عن ترحيب دول المجلس بإطلاق سراح المواطنين القطريين الستة والعشرين الذين كانوا مختطفين في العراق بينما كانوا في رحلة صيد برية، ومن بينهم اثنان من مواطني المملكة العربية السعودية، وأشادوا بالجهود الحثيثة التي بذلت من أجل عودتهم إلى أوطانهم وأهلهم سالمين.

 وأعرب الوزراء عن تصميم دول المجلس على المضي قدما نحو تحقيق مزيد من الترابط والتكامل الخليجي في مختلف المجالات، ومضاعفة الجهود وتكثيفها لتعزيز أركان هذا الكيان الخليجي الراسخ وتحقيق آمال مواطنيه، تعبيرا عما يجمعها من أواصر القربى والتاريخ المشترك والمصير الواحد والمصالح المشتركة.

وأكد الوزراء حرص دول المجلس على بناء العلاقات ومد جسور التعاون مع الدول الإقليمية بما يسهم في ترسيخ الأمن والسلم وتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي، مشددين على تصميم دول المجلس على منع التدخلات الخارجية في شئونها الداخلية أو المساس بوحدتها الوطنية وإثارة النعرات الطائفية، ودعم الجماعات الإرهابية والأنشطة الإجرامية والحملات الإعلامية المعادية والتي تعد انتهاكا صارخا لمبادئ حسن الجوار والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

 وأعرب الوزراء عن اعتزازهم بما تحققه دول المجلس من مستوى عال من التعاون والتكامل في مجالات العمل المشترك سياسيا ودفاعيا وأمنيا، وما بلغه التعاون والتنسيق المشترك من مراحل متقدمة تعبر عن إيمان دول المجلس بأن أمنها واستقرارها كل لا يتجرأ، ووجهوا إلى تكثيف الجهود وتسريعها من أجل مزيد من الانجازات التكاملية؛ حفاظا على سيادة واستقلال دول المجلس وأمنها واستقرارها، ودفاعا عن مكتسباتها وانجازاتها ومصالحها المشتركة.

وأكد الوزراء إصرار دول المجلس وتصميمها على مكافحة الإرهاب، معبرين عن دعمهم الكامل لكل ما تقوم به دول المجلس من إجراءات لمكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية لحفظ أمنها واستقرارها وملاحقة تنظيماته وعناصره المجرمة، وتجفيف مصادر تمويله ومحاربة فكره الضال المخالف لصحيح الإسلام ومبادئه السمحة التي تدعو إلى المحبة والتآلف والتعاون وتنهى عن البغي والعدوان وإراقة الدماء الزكية، وأشادوا بالجهود الموفقة التي تقوم بها مراكز مواجهة التطرف والفكر العنيف العاملة في الدول الأعضاء.

وشدد الوزراء على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة هذه الآفة الخطيرة على المجتمعات والدول بما ترتكبه من أعمال إجرامية محرمة دينيا وقانونيا، مؤكدين مواصلة دول المجلس بالمشاركة في دعم جهود التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق، وفي سائر دول المنطقة.

وأشار الأمين العام لمجلس التعاون إلى أن الوزراء أكدوا استمرار دعم دول المجلس للشرعية في اليمن الشقيق، ومساندة جهود المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216،  معربين عن ارتياحهم للتطور وما تم تحقيقه بالنسبة للتحالف العربي وما قاموا به لإعادة الشرعية إلى اليمن، مثمنين الجهود التي تبذل لتقديم الدعم لليمن لمساعدته على إعادة الأعمار، وإيصال المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، مشيدين في هذا الإطار بالجهود الحثيثة والمتواصلة التي يقوم بها في هذا الإطار مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومؤسسات وهيئات العمل الإنساني وجمعيات الهلال الأحمر في دول مجلس التعاون.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً