العدد 5353 - الأربعاء 03 مايو 2017م الموافق 07 شعبان 1438هـ

بوتين يطرح خطة جديدة لسورية تتضمن «مناطق تخفيف تصعيد»

وزيرا خارجية أميركا وروسيا يناقشان التعاون بشأن سورية الأسبوع المقبل

الرئيس الروسي ونظيره التركي بعد عقدهما مؤتمراً صحافياً في سوتشي - reuters
الرئيس الروسي ونظيره التركي بعد عقدهما مؤتمراً صحافياً في سوتشي - reuters

دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أمس الأربعاء (3 مايو/ أيار 2017) إلى إقامة «مناطق تخفيف تصعيد» في سورية، في آخر بادرة روسية بهدف «تهدئة» الوضع في هذا البلد الغارق في الحرب وإقناع الدول الداعمة للمعارضة السورية بحضها على التفاوض.

ويتوقع أن تتم مناقشة هذه الخطة التي كشف عنها الثلثاء في محادثة هاتفية بين بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أستانا حيث ممثلو الحكومة السورية والمعارضة ودبلوماسيون كبار من تركيا وإيران وروسيا إضافة إلى مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا.

وكانت المعارضة أعلنت أمس (الأربعاء) انسحابها من مباحثات كازاخستان طالما استمر قصف الجيش السوري لمواقعها.

وطرح بوتين في مؤتمر صحافي مشترك إثر استقباله في سوتشي نظيره التركي خطته الهادفة إلى «تهدئة أكبر» للوضع في سورية الغارقة في الحرب منذ ست سنوات وإلى «تعزيز وقف إطلاق النار».

وطرح للتوصل إلى ذلك إقامة مناطق آمنة أو «مناطق تخفيف تصعيد» في عبارة بدت مبهمة ويمكن أن تقترب من مفهوم المنطقة العازلة لكن من دون أن تشمل انتشاراً مكثفاً لجنود لضمان وقف إطلاق النار.

والتوضيح الوحيد الذي أورده الرئيس الروسي هو تأكيده أن هذه المناطق ستصبح مناطق حظر جوي «شرط توقف أي تحرك عسكري بالكامل في هذه المناطق».

وأكد بوتين أنه بحث مسألة هذه المناطق مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب هاتفياً. وقال بحذر «إذا كنت فهمت جيداً، فإن الإدارة الأميركية تدعم هذه الفكرة».

من جهته قال أردوغان إنه بحث مع نظيره الروسي إقامة هذه المناطق «على الخريطة» داعياً إلى اعتماد هذه الفكرة في أستانا حيث بدأت الجولة الرابعة من المفاوضات.

وأضاف الرئيس الروسي أن محاربة «التنظيمات الإرهابية» مثل تنظيم «داعش» أو «جبهة فتح الشام» (القاعدة سابقاً)، ستتواصل رغم إقرار محتمل هذه المناطق.

وتركيا الداعمة للمعارضة وروسيا الداعمة للنظام السوري هما الدولتان الضامنتان لوقف إطلاق النار وترعيان مع إيران مفاوضات السلام في أستانا.

«إجراء مؤقت»

وكانت مصادر مقربة من المعارضة قالت صباح أمس (الأربعاء) إن المبادرة الروسية ستبحث في أستانا.

وأطلع أحد هذه المصادر وكالة «فرانس برس» على الوثيقة باللغة العربية التي تقترح إنشاء هذه المناطق في محافظة إدلب (شمال غرب) وفي شمال حمص (وسط) وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق وفي جنوب سورية. والهدف من ذلك هو «وضع حد فوري للعنف وتحسين الحالة الإنسانية». وبحسب الوثيقة، سيتم العمل في «مناطق تخفيف التصعيد» على «ضبط الأعمال القتالية بين الأطراف المتنازعة» و«توفير وصول إنساني سريع وآمن» و»تهيئة ظروف العودة الآمنة والطوعية للاجئين».

ويجدر بالضامنين الثلاثة الذين حددتهم الوثيقة بروسيا وتركيا وإيران، في غضون خمسة أيام من توقيع أطراف النزاع على المذكرة، تشكيل «فريق عمل مشترك» سيتحتم عليه وضع الخرائط للمناطق المذكورة.

وأقرّ وفد المعارضة في بيانه الأربعاء بإن إقامة هذه المناطق «إجراء مؤقت للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الصعبة للمدنيين ولا يمكن القبول بأي بديل عن الانتقال السياسي».

واعتاد المعارضون على سياسة الكرسي الشاغر المؤقتة ومن المحتمل جداً أن يشاركوا في اجتماعات اليوم (الخميس).

والتقوا الأربعاء الوفد الأميركي الذي يقوده مساعد وزير الخارجية للشرق الأوسط ستيوارت جونز إضافة إلى مبعوث الأمم المتحدة.

ولم تحقق ثلاث جولات تفاوضية سابقة في كازاخستان أي تقدم على طريق حل النزاع السوري الذي خلف أكثر من 320 ألف قتيل في ستة أعوام.

ميدانياً، تواصلت أعمال العنف في سورية أمس (الأربعاء) حيث قتل خمسة أشخاص في تفجير سيارة مفخخة قرب مقر الحكومة المؤقتة المنبثقة عن المعارضة السورية، في مدينة اعزاز الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شمال سورية. وتشهد مدينة اعزاز، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب، بين حين وآخر تفجيرات بسيارات مفخخة، تبنى بعضها تنظيم «داعش».

من جانب آخر، قال وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون أمس (الأربعاء) إنه سيبحث التعاون بشأن سورية مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في لقائهما في الاسكا الأسبوع المقبل.

وأضاف تيلرسون في كلمة ألقاها أمام موظفي وزارة الخارجية الأميركية إن الرئاسة الأميركية كلفته بهذا الأمر، موضحاً أن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق نار يكفي لإجراء عملية سلام.

وقال تيلرسون إن الولايات المتحدة تتطلع إلى استقرار العلاقات الأميركية الروسية بشكل أكبر من خلال معالجة الأمور البسيطة وإيجاد مجالات للتعاون.

وأضاف أن «أكبر قوتين نوويتين في العالم لا يمكن أن تكون العلاقات بينهما بهذا الشكل»، في إشارة إلى انخفاض العلاقات مع روسيا.

العدد 5353 - الأربعاء 03 مايو 2017م الموافق 07 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً