العدد 5353 - الأربعاء 03 مايو 2017م الموافق 07 شعبان 1438هـ

تشغيل أطباء الأسنان مجاناً في بعض المستشفيات الخاصة فهل يحق ذلك

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

عودة للأطباء ومتابعة الجمعيات وأنشطتها، وفي محاولة لأتلمس طريقي للتعرف على الأسباب التي أدت إلى انحلال جمعية أطباء الاسنان، وتوقف نشاطها، وعدم اجتماع الهيئة الإدارية بعد الحوادث (حيث حدثت بعض الانتكاسات حينها) والتي بَرأتْ العدالة رئيسة الجمعية والحمد لله؛ ولكن يبدو أن فريق الهيئة الإدارية لم يتمكن من العودة إلى الاجتماعات والأنشطة كالسابق، والحلم لتلك الجمعية النشطة حينها أن تتحول إلى نقابة لتقوم بدورٍ أكبر من حماية شئون التعينات للبحرينيين، وتطوير المهنة، ولكن يبدو أن الحوادث قد ساهمت في قسوة القلوب والتفرقة بين أعضائها، وإن جراح البعض لم تلتئم للخروج من ثوب الثأر والتشفي وتلمس الغفران، المهم أنه بعد البحث والتقصي وجدت أن هنالك فئة غافلة ولا يهمها العمل من أجل إعادة جمعية أطباء الأسنان، وفي اعتقادي قد تكون فئة أقل من أصابع اليد الواحدة؛ ولكن أين المجاميع الأخرى؟ وأين هِمتهم في تحمل المسئولية لإعادة الهيبة لنشاطات الجمعية؟ وأعرف أن ذلك حدث للكثير من الجمعيات؛ ولكنهم تكاثفوا بعدها وأعادوا هيكلية جمعياتهم.

إن دور الجمعية قد لا يعرفه الكثيرون، ودعوني ألخص بعضاً من الأساسيات التي قامت عليها الجمعيات في أنحاء العالم، وأبدأها بأنها النواة الأولى لتقوية الأطباء، وذلك بتطبيق القوانين الخاصة لمزاولة المهنة، والتي منها حماية وحصانة الأطباء من منافسة الأجانب لهم، أولاً وثانياً الوقوف إلى جانبهم من المساس بحقوقهم ممن قد يتهمونهم بعدم الصدقية في العلاج، وبرد الاعتبار والهيبة للمهنة من المتطفلين، وعمل لجنة تأديبية إذا ما كانوا مخطئين.

وثالثاً والأهم: رفع الكفاءة للمستوى العلمي والاضطلاع على آخر المستجدات من عمل المؤتمرات والندوات العلمية المتواصلة وحمايتها من عبث التجار واستغلال المرضى، إضافةً إلى تجميع شمل الأطباء، ونشر الود والمحبة وبالأنشطة الاجتماعية وتثبيت الـ «etheics» (الاتيكيت الطبي) ما بينهم، وإذ أعجب أحياناً حينما أرى مجموعة من البشر في أحسن أحوالهم وكفاءاتهم العلمية ومراكزهم؛ ولكن مع ضيق أفقهم، وكيف لا يتمكن البعض من تنمية عقولهم ونضجهم في مراحلهم المتعددة من الحياة؟

حيث يبدأون لممارسة المهنة ومن دون أية إبعاد، ولا يتمعنون في دروبهم فيما هم سائرون أو التخطيط للمستقبل للارتقاء للأعلى وتبقى اتجاهاتهم ومناكفتهم للآخرين كما كانت منذ البداية، من عدم التواصل مع الحياة والتأقلم المتجدد، وقد تلعب بهم الأقدار وتنتزعهم من ذواتهم وتُعرضهم لمختلف التجارب اليومية، ومع ذلك تراهم مستسلمين مع كل ما تفعله بهم ويقفون عاجزين تماماً، عوضاً عن تثقيف وتطوير رؤاهم للحياة، وما يدور حولهم من حوادث، والدفاع عن مجتمعاتهم ومحاولة حمايتها من المتطفلين والغرباء.

أقول هذا الكلام وأنا أرى بعضاً من الأطباء الذين تمكنوا بإهمالهم لهذه القيم الأساسية للنجاح من هدم أعشاشهم بأيديهم وبكل جدارة، وقد لا أبالغ عندما أرى انكسار البعض وانزواءهم بعد رؤيتهم الغزو للمهنة الإنسانية من قِبل التجار والشركات الوهمية لغسيل الأموال، مصطحبين بجيوبهم الأطباء الأجانب من السُمر والشُقر (والدجاجة الذي تبيض ذهباً) ذلك الانزواء والرضا بأقل القليل، بعدما كان شموخهم يملأ الأرض صخباً ونجاحات؛ ليس ذلك فحسب بل ارتضى البعض من المتقاعدين إجبارياً للعمل لديهم، حينما سكرت الأبواب أمامهم، وهم في المراحل العمرية المتقدمة والتي يصعب اختراق ذلك الصخب من الطب الخاص التجاري والتفرد بعيادة خاصة، وحينها تصبح «too late».

وفضل البعض الهجرة وتركوا أماكنهم للغرباء، عوضاً عن الجهد والكفاح من أجل التغيير ومحاولة التحدي لذلك الاستعمار الطبي الجديد، ولكن الغربة أبداً لن تكون الجواب وخاصةً أن بلاده مازالت في حاجة إلى تخصصه، وعليه أن يبقى ومع أهله، وأن يحارب لاستعادة ما أُخذ بغفلة منه، مثلما حاربنا مع الجيل السابق للبحرنة ونجحنا حينها في البعثات والتخصصات بقوة الصبر والعزيمة؛ ولكن ما يحدث اليوم في التخاذل الحكومي لحماية الأطباء واختفاء جمعية أطباء الأسنان لهو شيء لا يجب السكوت عليه.

حيث ازدادت البطالة بين الخريجين، ووصلت إلى ما يزيد على الثمانين من الطبيبات وأطباء الأسنان، وبعضهم مضى على تخرجهم عامان وهم مع معاناتهم في البيوت.

ومازال هنالك العشرات في طريقهم للتخرج في طب الأسنان، ولا أدري من يتابع هؤلاء؟ وكيف سيكون مصيرهم وهم دون أعمال؟ وصدقوني بأن شكت لي إحدى الخريجات بأنها بعد انتظارها في البيت لمدة عامين وبسبب الملل ارتضت أن تعمل مجاناً لإحدى المستشفيات الخاصة! إنه شيء لا يصدق، وأرى أن كل الدلائل تُشير إلى أننا بإهمالنا الأجيال القادمة، وتفرقنا وعدم وضع أي جُهدٍ لإيجاد الحلول سواء من الجهات الرسمية أو المهنية والاستمرار في إعطاء الرخص من كل حدبٍ وصوب للأجانب.

إن هذه الممارسات يجب أن تتوقف والعمل على أقصى الخطوات لإيجاد الطرق لتدريبهم على وجه السرعة، ليأخذوا أماكنهم والاستغناء عن الأجانب بأسرع ما يمكن، وكلمة أخيرة أن يجتمع جميع من في المهنة والتوحد على قلبٍ واحد، فالاتحاد قوة تهد الجبال، وتصنع المعجزات، وما أرجوه هو أن يلملم شمل طبيبات وأطباء الأسنان، ونسيان العداوات، والبدء في التحرك السريع، فالوقت ليس في صالحنا، وأرى أن حكومتنا الغالية لن تقصر لمن يبرز لها الأسباب الأساسية لإيقاف المد القسري للأجانب من أجل المصلحة المهنية للجميع ومصلحة الوطن.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 5353 - الأربعاء 03 مايو 2017م الموافق 07 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 6:57 ص

      انا طبيبة اسنان عاطلة ماحصلت حتى بالمجان في عيادات واشتغل بارت تايم ادارية في معهد انجلينزي.. الله لينا .. حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل...

    • زائر 17 | 5:24 ص

      لازم ينفتح تحقيق بهالموضوع
      الطب مهنه مو سهله .. شنو اطباء يشتغلون بدون معاش ؟ اكييد ما راح يشتغل باتقان وضمير

    • زائر 16 | 4:18 ص

      اطباااااااء عاطليييين عن العمل منذ عامين واكثر
      مسؤوليه من ؟
      وزاره الصحه ام العمل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      طبيب الاسنان يحتاج الى تدريب مستمر اذا توقف عن العمل يفقد مهاراته العيادات الجشعه تستغل هذي الحاجه و تشغلهم بدون اجر وهم مضطرين للقبول ... اعرف عدد موقليل على هالوضع

    • زائر 15 | 3:54 ص

      احدى ...
      كلنا نشتغل بدون معاش
      انا و سته من زملائي خريجين ٢٠١٤ نشتغل من اربع شهور بدوون معاش تحت مسمى تدريب !
      راضين بالوضع لان كل مكان نقدم عليه يطلب منا خبره عمل وهذي الطريقه الوحيده الي ممكن نحصل فيها على خبره عمل ... تنزل اعلانات عيادات محتاجين اطباء ونقدم وفالاخير ننصدم انهم وظفو هنود
      المشتكى لله

    • زائر 14 | 3:48 ص

      الكتابه في الصميم
      الاطباء يعانون كثيراً بعد ان تقلصت مهمات وزارة الصحه واضحت النهرا الفاصل في اعطاء الرخص والتراخيص الطبية هل سيعاد النظر في عمل لجان حقيقيه للمساهمة في حل مشاكل المشاكل التي تهاجم الاطباء

    • زائر 13 | 3:41 ص

      كلام من ذهب
      ارى كلام المرضى وهم يهاجمون الاطباء اين هم الاطباء اللذين تدافع عنهم الدكتورة وهل بردون على تشجيعها ام هم لا زالوا متقاعسين يولولون حظهم ومآسيهم فالاهمال والضجر لا يحل المشاكل

    • زائر 11 | 3:02 ص

      آن الاوان ليستنهض الكادر الطبي البحريني الاصيل لاسترجاع هيبته و زخمه و سمعته كما كانت ساطعة لامعة في العقود السابقة بفضل رجالاته الاوفياء لتحقيق اهداف و رؤية ٢٠٣٠ للمملكة
      اسماء تبعث على الفخر و الاعتزاز تركت بصمات لا تمحى ابدا على مستوى الوطن العربي
      و اما محركات الجمعيات فيجب تطعيمها بالكادر المخضرم لما له من علاقات متينة بالكادر القديم و الجديد و خبرة بالجمعيات الخليجية و العربية
      و هذا من شيم قيادتنا الرشيدة كما عودتنا دائما مساندة و تشجيع رجالاتها و أبناؤها في تخطي المحن
      د. حسن الصددي

    • زائر 10 | 2:11 ص

      هذا استغلال بشع
      هل توفر هذه المستشفيات العلاج بالمجان ؟ أو حتى بأسعار رمزية ؟

    • زائر 8 | 1:16 ص

      أصراحه راح أقوله بكل ألم وحزن ،في فلسطيني طبيب أول ما حظر أخذه أحد المستشفيات أعطاه سكن وسيارة وغيره من المميزات وبعد وقالوا له لو زوجتك من نفس جنسيتك شان وظفناه بس بحرينية ما نوظف تبغون اكتب أسم المستشفى واتروحون أتشوفون العجايب

    • زائر 5 | 12:43 ص

      اي شخص يعمل بدون أجر فهو ظلم بحقه
      ويرجعنا الى زمن العبودية
      يجب ان ينال جميع العاملين اجورهم

    • زائر 3 | 11:54 م

      اكثر من أهمل الاطباء البحرينيين هم القطاع الصحي الخاص فلم يتم توظيفهم او تدريبهم فالقطاع الخاص استفادوا من التدريب الحكومي وسرقوهم بعد ذلك بدون ان يصرفوا فلس عليهم ، والآن يتم توظيف الاطباء الأجانب من الاسواق الرخيصة . فمن تدربه الدولة يجب ان يعمل عن كل سنة تدريب ثلاث سنوات في الخدمة او يدفع تكاليف التدريب .ومنهم من لم يرجع بعد التدريب حبا في الجنسية الأجنبية.

    • زائر 2 | 11:44 م

      لم أرى في مقالك هذا ذكراً لحقوق المرضى!
      أسعار علاج الأسنان فلكية ولم تفعل جمعيتكم شيئأً لتخفيضها.
      أنا مع تحرير السوق وأرحب بالمستثمرين الأجانب فيه.
      عجل تلبيس الضرس ب 300 دينار!!!

    • زائر 6 زائر 2 | 1:03 ص

      بعض العيادات خمسين دينار وأكثرر والله أعلم


      أعتذر عن المغالطات

    • زائر 9 زائر 2 | 1:46 ص

      فعلا الأسعار غالية لكن تدفين غالي احسن من يسوي اسنانش واحد مزور شهادته وتتورطين. واذا البحريني ما توظف شلون بيدفع من الأساس حق اسنانه. هذلين عيال الديرة وهم أولى من غيرهم بالوظيفة واذا ما نحلت المشكلة من الحين بتوصل لعيالنا ومستقبلهم الي جالسين نخطط له وندفع دم قلبنا عليه.

    • زائر 12 زائر 2 | 3:12 ص

      المصروفات السنوية بالدينار البحريني
      السيارة اكثر من ١٠٠٠
      صالونلا التجميل للاعراس اكثر من ١٠٠٠
      الموبايلات و الانترنت معدل ٦٠٠
      المخالفات المرورية معدل ٣٠٠
      التدخين معدل ٣٥٠
      عيادات التجميل غير محدود
      و غيرها و غيرها
      و صحتك رخيصة عليك ما تسوى تصرف ؟ ؟ ؟
      الله يعطيكم الصحة و العافية و طولت العمر
      د. حسن الصددي

    • زائر 18 زائر 12 | 5:51 ص

      هذه الفئة الي متكلم عنها فئة الطبقة الحريرية المخملية وما ذنب الطبقة الكودرية ومن يستتر بالخيش
      حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 20 زائر 2 | 10:49 ص

      قيمه احدث جهاز تستخدمه المعامل في صناعه التركيبات .اكثر من عشره الالاف دينار
      اكثر من نصف اطباء الاسنان عندهم مشاكل في العمود الفقري و يتعالجون
      + هي عيادته الخاصه من حقه يطلع ربح مثل ما يصرف فيها و اقل من حقه بعد

    • زائر 1 | 11:29 م

      السلام عليكم
      نعم انه الواقع المر الذي يخشاه ابنائنا فكلهم على هاجس ماهو مصيرنا بعد التخرج!!!؟؟

    • زائر 4 زائر 1 | 12:29 ص

      انا ماشفت في عمري مثل چشع واستغلال الناس في رسوم العلاج مثل اطباء الاسنان مثل المنشار صاعد نازل ياكلون في چيب المريض

اقرأ ايضاً