العدد 89 - الثلثاء 03 ديسمبر 2002م الموافق 28 رمضان 1423هـ

لبنان: أمين عام حزب الله ليس إرهابيا

قضية تحت مجهر الصحافة

آمنه القرى comments [at] alwasatnews.com

.

شكل حضور أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، حفل افتتاح القمة الفرنكوفونية، وجلوسه في الصف الأول، مفاجأة الجلسة الافتتاحية، وإذ يُعتبر حضور نصرالله القمة، المناسبة الأولى له، في حفل دولي، ومحلي وإقليمي ما يؤكد انفتاحه للظهور في مثل هذه المناسبات الرفيعة المستوى، هذا الحضور يشكل ردا على أميركا، التي تتهم حزب الله بالإرهاب، فجاءت مشاركته لتدحض تلك الاتهامات، وتؤكد أن للحزب عقلا سياسيا، وانفتاحا محليا ودوليا. وقد يكون من الوقائع ما كتبته صحيفة «الديار» إذ لفتت إلى أن حضور نصرالله شكل انزعاجا للإدارة الأميركية، التي أبلغت المسئولين اللبنانيين أنه أعطي تمييزا أمنيا وبروتوكوليا ملفتا، لم يعطَ لرؤساء دول وفود شاركوا في القمة. هذا الانزعاج الأميركي يكشف مدى التوتر الذي بلغته واشنطن من لبنان، ففي أسبوع واحد تلقت أميركا صفعتين من لبنان: الأولى تمثلت في تدشين ضخ المياه من الوزاني، والثانية في حضور أمين عام حزب الله نصرالله، مؤتمرا دوليا، في الوقت الذي كان جورج بوش يؤكد أمام رئيس حكومة العدو الإسرائيلي ارييل شارون، أنه سيكون لنا حساب مع حزب الله... حضور نصرالله، جاء للتأكيد أن العداء للسياسة الأميركية هو رد على الترويج أن الدين الإسلامي دين انغلاق بأنه دين انفتاح وحوار.

ورأت «السفير»، أنه إذا كانت مشاركة السيد نصرالله في التظاهرة الفرنكوفونية قد عكست رغبة الحزب في الانفتاح على الآخر، وإيجاد أصدقاء جدد يشاركونه الموقف الرافض للأحادية الأميركية، قافزا فوق الفروقات الثقافية والعقائدية التي تفصله عنهم، فإن موافقة الضيوف الفرنكوفونيين، وخصوصا فرنسا، على حضور نصرالله، تعكس بدورها تمايز هؤلاء عن واشنطن، في النظرة إلى حزب الله الذي تصنفه الإدارة الأميركية إرهابيا. واعتبرت «الرأي العام» (الكويتية) أن حزب الله، الذي تعتبره الانجلوسكسونية إرهابيا عبر خطابها واللوائح الأميركية، خصصت له الفرنكوفونية مكانا متقدما في قمتها، في إشارة بالغة الأهمية إلى التمايز الذي يؤسسه المزاج الفرنسي في أوروبا وفي الغرب عموما.

ولاحظت «الحياة»، أن حضور نصرالله، افتتاح القمة الفرنكوفونية، كان أكثر المفاجآت التي تركت وقعها، نظرا إلى أنها المرة الأولى التي يشارك فيها في حدث دولي من هذا النوع بالمقارنة مع اقتصار ظهوره حتى الآن على احتفالات من نوع آخر، نضالية، أو حزبية. ورأت أنه من المفارقات في حضور نصرالله، أنها المرة الأولى التي يحضر فيها مناسبة يحضر فيها أيضا السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل. فهذه المصادفة سبق أن اقتصرت على وجود الدبلوماسيين الأميركيين في احتفالات يحضرها نواب أو قياديون من الحزب. وقد شاهد باتل - الذي كان يجلس في الصف المخصص للدبلوماسيين قريبا من مدخل القاعة - نصرالله يدخل. وسأله أحدهم عما إذا كان قد انتبه إلى دخوله، فقال: نعم، نعم. وسأل مازحا: هل يتكلم الفرنسية؟ ونصرالله يعرف الإنجليزية.

ونقلت «الحياة»، عن مصادر مراقبة، أن حضور نصرالله، يعبّر عن إصرار الرئيس إميل لحود، والدولة اللبنانية على أنها تحتضن الحزب وتحميه كجزء من الحياة السياسية اللبنانية ومن سياستها إزاء الجنوب اللبناني، وأن هذا الحضور هو نوع من إعطاء شرعية للحزب، أمام منبر دولي كالقمة الفرنكوفونية. كما نقلت «الحياة» عن مسئولين لبنانيين، نقلوا بدورهم عن أوساط فرنسية ارتياحها لحضوره خصوصا أن الحزب يتعاطى بإيجابية مع المواقف الفرنسية إزاء لبنان والمنطقة، وأن إعلامه حرص على إبراز أخبار عقد القمة في بيروت ومتابعتها.

وذكر المسئولون اللبنانيون، أن هذا الارتياح ربما يعكس مراهنة على أن يؤدي تعاطي الحزب مع منبر دولي كالفرنكوفونية إلى تفهم الظروف الدولية المحيطة بلبنان والمنطقة.

من ناحيته، راجح خوري في «النهار»، ألقى الضوء على حضور الأمين العام لحزب الله الذي وصفه بـ «الفرنكوفوني»، معتبرا أن هذا الحضور، شكل ردا صلبا على كل الاتهامات والمزاعم والتهديدات الأميركية والإسرائيلية، التي تطلق على خلفية القول إن حزب الله، منظمة «إرهابية». وأضاف أن لبنان، بموافقة فرنسية وفرنكوفونية، قال من دون أي إعلان وبلا عناء: لا، أمين عام حزب الله، ليس إرهابيا، بل زعيم له فعالية في الحياة السياسية والوطنية وله حضور بارز في المناسبات والمؤتمرات ويستطيع أن يجلس هادئا ومبتسما في مقدمة الصفوف مثل أي شخصية فرنكوفونية. ورأى أن الرسالة هنا مزدوجة المعنى، أولها كما قلنا، إن حزب الله، ليس «إرهابيا»، وثانيها أن التعريفات لا يفترض بالضرورة أن تكون أميركية ومنسقة مع الإسرائيليين، فها هي القمة الفرنكوفونية تحتضن نصرالله، وتعطيه مقعدا بارزا في مؤتمرها، بما يشكل ردا حازما على كل الترهات التي تنهال على بيروت، و«حزب الله» منذ 11 سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.

يُذكر أن أمين عام حزب الله، كان قد اعتبر الفرنكوفونية حاجة ضرورية وهو قال عنها: «نعتقد أن وجود تعددية ثقافية في العالم ووجود تعددية سياسية في العالم أمر لازم وطبيعي، ما نواجهه الآن هو محاولة لفرض أحادية على كل صعيد: أحادية ثقافية، أحادية سياسية، أحادية اقتصادية وعسكرية وأمنية، هذا أمر غير منطقي لأن هذا يعني تسلط فئة معينة ومحددة على كل شعوب هذا العالم المترامي والواسع، الاستراتيجيا الجديدة التي قرأناها للإدارة الأميركية تتحدث عن استخدام القوة لفرض مفاهيم الولايات المتحدة الأميركية وقيمها وثقافتها وهذا يعني أن هناك من يريد أن يفرض ثقافة على الآخرين بالقوة»

العدد 89 - الثلثاء 03 ديسمبر 2002م الموافق 28 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً