خطاب صريح لفريقي المنامة والأهلي المشاركين في البطولة الخليجية الـ 37 للأندية أبطال الدوري لكرة السلة، وخصوصا فريق الأهلي الذي يتعامل مع التحكيم لاعبين ومحترفين وإداريين وجماهير بأسلوب تعامله معهم في الدوري المحلي.

إذا أردتم الصراحة والحقيقة فنحن نتسلى معكم في الدوري المحلي ونجاريكم في هجومكم على التحكيم وتحميله ما لا يحتمل، ونحن شركاء معكم فيما وصل إليه الحال من نقل ترهات دورينا إلى المستوى الخليجي.

نحن نتشارك معكم اتحادا بالاستجابة لاعتراضاتكم المتكررة على التحكيم وموافقتكم في جلب الحكام على التفصيل الذي تريدونه، ونحن نستجيب لكم كإعلام بنشر تصريحاتكم غير المنطقية بل غير الأخلاقية في بعض الأحيان تجاه التحكيم، ونحن نتشارك معكم كجماهير في الهجوم على التحكيم وتحميله ما لا يحتمل من أسباب الخسارة والاخفاق.

من الطبيعي أن نفوز أو نخسر، ولكن ليس من الطبيعي أن ننسى المباراة بكل تفاصيلها ونركز على صافرة هنا وصافرة هناك.

ما كان يحدث في دورينا ونجاريه جميعا عن علم أو دون علم، أو عن قصد أو دون قصد، بات يترجم على المستوى الخليجي، ولكن الموقف الحاسم والحازم من قبل اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون اتجاه النادي الأهلي واتجاه جماهير المنامة كذلك قد يعيد العقول إلى موقعها، ويعيد انتاج ثقافتنا الرياضية عموما والسلاوية خصوصا بضرورة احترام الحكام باعتبارهم جزءا طبيعيا من اللعبة.

أن يهان الحكم ونسكت اتحادا وإعلاما، وأن يهاجم الحكم ونسكت كذلك، وأن لا تكون للحكم أي مكانة حقيقية كما يستحق أن يعامل بها، أو كما يعامل في دول العالم المتحضر، فإن النتيجة ستكون كما حصل مؤخرا.

للحكام أخطاؤهم، وهم ليسوا معصومين، ومستواهم قد يكون أعلى من مستوى دورياتنا الخليجية وفرقنا، ولكننا تعودنا من باب العادة ان نضع الحكام شماعة لكل أخطائنا.

قد يخطئ الحكم في صافرة وفي تقدير الموقف وهذا يحدث في كل العالم، ولا أعتقد أن حكما محليا أو خليجيا يتعمد الخطأ لمصلحة أي فريق، ولكن لأننا تعودنا أن لا ندع الحكم أصلا أن يحكم ويدير المباراة، وكل منا يريد تحكيما على مقاسه فكان التركيز على كل صافرة وعلى كل لقطة وهمسة.

أقولها بوضوح، نحن نجاريكم محليا ونتحمل الترهات أحيانا بشأن الحكام، وتعودنا على السكوت والمجاملة، ولكن خليجيا يجب أن توضع الأمور في مواقعها، وأن يحترم الحكم، كما يجب أن يحترم من اللاعبين والفرق والمدربين والإداريين وحتى من قبل الجماهير.

في الدوري المحلي لا توجد مظلة تحمي الحكم، لذلك تهتف الجماهير ضده بمناسبة ومن دون مناسبة، ويقذف بأحط الألفاظ، وقد أسر لي بعض الحكام برغبتهم في ترك المجال؛ لأنهم لم يعودوا قادرين على التحمل.

رجاء ركزوا في الملعب وفي الأداء وفي الاستمتاع بالرياضة واتركوا التحكيم... أتذكر جيدا نهائي الدوري هذا الموسم الذي سمحنا فيه جميعا بأن يكون النهائي الأول احتجاجا في احتجاج، والنهائي الثاني كذلك، قبل أن نشاهد جزءا من فنيات كرة السلة في النهائي الثالث عندما ترك الحكام فقط لأنهم من أصحاب البشرة البيضاء.

ما يحدث في دورينا المحلي اتركوه جانبا وانسوه، فهو كله مبررات لا تصلح للتسويق الخارجي، هنا على المستوى الخليجي والآسيوي الملعب لمن يستحقه وليس لأصحاب المبررات.

أداؤك وتركيزك هو من سيحدد موقعك في المنافسة، لا الحكام ولا غيرهم قادرون على إقصائك إن كنت بحق مستحقا للتأهل.