أكد الرئيس الاميركي جورج بوش مجددا ليل الخميس/الجمعة أن الخيار بين الحرب أو السلام يتوقف على نظيره العراقي صدام حسين في حين أعلن المتحدث الرئاسي أن هناك «سندا قويا» لما تقوله الولايات المتحدة من أن نظام بغداد لديه أسلحة دمار شامل.
وتهدف هذه التصريحات إلى إبقاء الضغط الدبلوماسي على العراق في الوقت الذي بدأ فيه العد التنازلي على الموعد النهائي الذي حدده مجلس الامن الدولي للعراق وهو غدا (الاحد) ليطلعه على برامج أسلحته بالتفصيل. وكان بوش يتحدث إلى الصحافيين عند مقابلته لقادة كينيا وأثيوبيا في البيت الابيض، وهو لم يوضح رد فعله إزاء تقرير العراق بل قال «سترون».
وفي بالخرطوم، قال السفير البريطانى هناك وليم بايتي، ان اكتشاف لجان التفيش اسلحة الدمار في العراق، واختفاء بعض المعدات التي تستخدم في تصنيع هذه الاسلحة والتي كانت لجنة التفيش السابقة قد وضعت يدها عليها وخزنتها في هذه المواقع ، يعتبر مؤشرا خطيرا، وقد يؤدي الى عواقب وخيمة. واضاف في تصريحات صحافية ان قرار مجلس الامن والذي تعمل بموجبه لجان التفتيش الان ويلزم الحكومة العراقية بتقديم كشف شامل ودقيق في الثامن من هذا الشهر بما لديه من اسلحة او الادوات التي تستخدم في تصنيعها هي الفرصة الوحيدة له ليتجنب مخاطر الحرب.
وعلى الجانب الآخر، أكدت فرنسا من جديد رفضها لشن حرب على العراق في وقت يزور فيه باريس وفد أميركي سياسي عسكري مشترك برئاسة مساعد وزير الخارجية الاميركى للشئون السياسية مارك جروسمان لجس نبض فرنسا في مسألة مشاركتها في حرب محتملة ضد العراق. و شدد رئيس الوزراء الفرنسي جون بيير رافاران مجددا على رفض فرنسا لأي تدخل عسكري من دون تفويض من الأمم المتحدة مؤكدا أن الخيار العسكرى لا ينبغي أن يكون إلا خيارا أخيرا و بعد أن يتم أستنفاذ جميع الطرق السلمية.
و أضاف رافاران في تصريح لراديو «أوريون» الفرنسي بمناسبة عيد الفطر المبارك أن مجلس الأمن وحده هو المخول بأتخاذ الأجراءات المناسبة في حال رفض العراق مواصلة التعاون مع الامم المتحدة.
وفي إطار التحركات العسكرية، ابحرت حاملة الطائرات الاميركية هاري تومان وهي احدث حاملة طائرات في البحرية الاميركية في اتجاه البحر المتوسط.
وذكرت قناة الجزيرة الفضائية ان إبحار الحاملة يأتي مع اقتراب موعد انطلاق مناورات عسكرية يتم ادارتها من مركز للقيادة العسكرية الاميركية اقيم في قطر.
واضافت القناة ان المجموعة الحربية المرافقة للحاملة مكونة من 12 قطعة حربية و80 الف جندي وتحمل الحاملة على متنها 80 طائرة، كما يعتقد انها ستشكل رأس حربة في حال اندلاع حرب مع العراق.
أما اليابان فقد بدأت تدرس ما يمكن ان تفعله في حال نشوب حرب ضد العراق من خلال مشاركة قواتها في عمليات البناء لما بعد الحرب أو الاغاثة أو حماية واجلاء لمواطنيها في العراق أو الدول المجاورة له.
وقال وزير الدفاع الياباني شيجيرو اشيبا أمس ان طوكيو تدرس ما يمكن ان تفعله في حال نشوب حرب ضد العراق في اطار ما يسمح به دستورها بما في ذلك مشاركة قواتها في عمليات اعمار بعد الحرب.
وقال خلال مؤتمر صحافي بعد ان اكد على ضرورة تركيز الجهود للتوصل الى حل سلمي «ندرس كل الخيارات المتاحة في حدود الدستور». وقالت صحيفة يوميوري شيمبون أمس ان الحكومة وضعت خططا مقترحة للتحرك الياباني المحتمل في حال توجيه ضربة اميركية للعراق. ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية قولها ان المقترحات تضمنت القيام بعملية اغاثة للاجئين وتقديم مساعدات اقتصادية لدول مجاورة للعراق بالاضافة الى تعزيز عمليات النقل والامداد في المحيط الهندي للعمليات التي قد تقودها الولايات المتحدة في العراق.
أما وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كواجوتش فقد صرحت بان وزارتها تعد اجراءات لحماية المواطنين اليابانيين الموجودين في العراق وفي البلدان المجاورة له في حال شنت الولايات المتحدة عملا عسكريا ضد العراق.
وقالت كواجوتش في تصريحها الذي اذاعة راديو طوكيو أمس ان سفراء اليابان في العراق و 16 دولة اخرى اتفقوا على ان العمليات الاميركية المقررة تهدف تجنب انتشار اسلحة الدمار الشامل كما اتفقوا على تشكيل شبكات اتصال فعالة للمواطنين اليابانيين اضافة الى تأجير طائرات نقل في حال اجلائهم عن المنطقة
العدد 92 - الجمعة 06 ديسمبر 2002م الموافق 01 شوال 1423هـ