العدد 5374 - الأربعاء 24 مايو 2017م الموافق 28 شعبان 1438هـ

تهنئة إلى الشعب البحريني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

كي زينهونج

سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين

في هذه المناسبة العظيمة التي يحتفل فيها المسلمون بحلول شهر رمضان المبارك، يشرفني بالنيابة عن الشعب الصيني، أنا وكافة أعضاء السفارة الصينية في مملكة البحرين، أن أقدم إلى الشعب البحريني وجميع الأصدقاء المسلمين المقيمين في مملكة البحرين، أسمى آيات التهاني وأطيب التمنيات بمناسبة حلول الشهر الكريم.

ففي هذا الشهر المبارك تُغفر الذنوب ويُطهَر القلب والجسد من خطاياه. إنه شهر العبادة والعفو، شهر من النقاء الذاتي تسمو فيه روح المسلم. إنه شهر تتجلى فيه مبادئ الوئام والتواد والتكافل والتعاون بين أفراد المجتمع ما يجسد روح المسئولية المجتمعية في الإسلام من خلال الأواصر الإنسانية العميقة التي تجعل من المجتمع الإسلامي كيانا واحدا. وتتجلى أروع القيم الإسلامية في ثقافة الشهر الفضيل والتقاليد الراسخة فيه، من خلال أسمى الفضائل التي اعتنقتها البشرية في عملية تنطوي على التأمل الصادق ومحاسبة وانتقاد الذات الممزوجة بالتراحم مع الآخرين. وبذلك ينشر الشهر الفضيل الخير والمودة، ويجسد أعلى مظاهر الحياة الإسلامية المتحضرة المتمثلة في الخير والتسامح والتعايش والترابط.

وفي الصين، توجد عشرات المجموعات العرقية المسلمة، من بينها اليوغور والهوي، والتي تمثل التعداد الصيني المسلم الذين يزيد عددهم عن 20 مليون نسمة. فثمة خليط من المجموعات العرقية الصينية المسلمة المختلفة التي تتعايش وتتضامن مع المواطنين من المجموعات العرقية الصينية الأخرى. ويسهم الصينيون من المسلمين وغير المسلمين في بناء الأمة الصينية، منذ العصور الماضية وحتى الوقت الحاضر، حيث يشاركون في ازدهار ورفعة الحضارة الصينية على مر التاريخ. وفي ظل التنمية الاقتصادية والاجتماعية للصين الحديثة، لعب الصينيون المسلمون دورا أكثر أهمية في التحام المجتمع الصيني وتوحيد أواصره، وهو الأمر الذي يتجلى في ثقافة المسلمين، من خلال السمات المهمة التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من نسيج الحضارة الصينية.

وبموجب الدستور والقانون، تحترم الحكومة الصينية وتحمي حقوق التعداد الصيني المسلم البالغ عددهم 20 مليون نسمة في ممارسة شعائرهم ومعتقداتهم الدينية. وبالإضافة إلى حرية الاعتقاد المكفولة، يتمتع الصينيون المسلمون بنفس الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية المكفولة لكافة المجموعات العرقية الصينية الأخرى. وفي الصين، تمثل حرية المعتقد الديني حقا أساسيا من بين الحقوق المدنية الأخرى المكفولة للفرد بموجب الدستور والقانون الصيني بوجه عام، والذي ينص على احترام هذا الحق وحمايته.

ويترقب أكثر من 20 مليون صيني مسلم، مثل جميع المسلمين في كافة أرجاء المعمورة، حلول شهر رمضان المعظم في أجواء من السلام والأمن حيث يمارسون بحرية شعائرهم الدينية مثل الصيام والصلاة والزكاة (منح الخيرات والإحسان إلى الفقراء في المجتمع). وتتجسد القيمة الدينية العميقة لتحقيق المعنى الحقيقي للدين الإسلامي في ممارسة الشعائر الدينية في شهر رمضان المبارك متمثلة في النقاء الذاتي والسمو الروحاني. وفي الوقت نفسه، تتجسد ثقافة الشهر الفضيل في خدمة المجتمع وتقوية الأواصر والتعاون بين أفراده ومد يد العون والإحسان إلى الآخرين.

ومع عمق روابط الصداقة بين الشعبين الصيني والبحريني منذ القدم، فإنها تتجدد باستمرار على مر التاريخ. ومنذ القرن السابع الميلادي، شهد طريق الحرير العظيم القديم عمق هذه العلاقات الأخوية المتشابكة بين الشعبين الصديقين. وتستمر هذه العلاقات الودية حتى يومنا هذا.

ومنذ نشأة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والبحرين في العام 1989، يستمر التعاون الودي الشامل بين البلدين في التقدم والتطور. وفي ظل توجيهات قادة البلدين والجهود المشتركة للشعبين، أصبحت المشاركات رفيعة المستوى أكثر تواترا، ما أدى إلى زيادة الثقة المتبادلة بين الجانبين وتعزيز التعاون الاقتصادي، وحققت التبادلات الثقافية والتعليمية نجاحا كبيرا. وأصبحت الصين والبحرين شريكتين يجمع بينهما الصداقة والفهم والثقة المتبادلة، على أساس من التعاون الذي يحقق المنفعة والاستفادة المتبادلة.

وأنا أعتقد أن التعاون الشامل بين البلدين أمامه اليوم فرصة عظيمة وتاريخية، وبالأخص مع دمج وتنفيذ مبادرة الحزام والطريق ورؤية البحرين الاقتصادية لعام 2030، الأمر الذي سينعكس بالتأكيد على العلاقات الثنائية بين البلدين التي ستحظى بآفاق أكثر روعة وجمالا.

ويكمن مفتاح العلاقات الراسخة بين البلدين في الصداقة المستمدة من الاتصال الوثيق بين الشعبين. وكما قال الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمته خلال حفل افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، فإننا يجب علينا دمج مبادرة الحزام والطريق في مسار يربط بين الحضارات المختلفة. وعلينا أن نضمن أنه عندما يتعلق الأمر بالحضارات المختلفة، يجب أن يحل التبادل محل الاغتراب والانفصال، ويحل التعلم المتبادل محل الاشتباكات والصراعات، ويحل التعايش محل الشعور بالتعالي، الأمر الذي سيعزز التفاهم والاحترام والثقة المتبادلة بين الدول المختلفة.

وفي العلاقات المتبادلة بين الشعبين الصديقين، يؤيد الجانب الصيني بشكل كبير تعزيز التعاون والعلاقات مع نظيره البحريني، وهو لصالح تعزيز هذا الهدف يرحب بزيادة عدد الأصدقاء البحرينيين وخاصة الشباب الذين يزورون الصين.

وأخيرا، أتقدم بخالص التهنئة وأسمى آيات المودة إلى الشعب البحريني الصديق بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وأتمنى أن يكون شهر سعادة وسلام لجميع الإخوة والأخوات في العالم الإسلامي.

إقرأ أيضا لـ "كي زينهونج"

العدد 5374 - الأربعاء 24 مايو 2017م الموافق 28 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:25 ص

      شكرا لك على التهنئة .. واسمح لنا على تفصيرنا في رد التهنئة

    • زائر 3 | 4:40 ص

      شكرا لكم سعادة السفير. نتمنى أن نرى الصين مزدهرة و يعم خيرها على جميع الشعب

    • زائر 2 | 3:36 ص

      تحية طيبة لك سعادة السفير السيد كي زينهونج المحترم،
      نشكر لكم التهنئة على حلول شهر رمضان الكريم و على كلماتكم الطيبة و التهنئة موصولة ومتبادلة لك و للشعب الصيني و على رأسهم قيادتكم الموقرة.
      و ارجو من الله الحياة الكريمة للشعبين الصيني و البحريني و مزيد من المحبة و التواصل.
      و الشكر موفور لكم سعادة السفير و لجميع للعاملين في سفارة جمهورية الصين الشعبية في مملكة البحرين على هذة التهنئة المخلصة.
      د. حسن الصددي

اقرأ ايضاً