العدد 5379 - الإثنين 29 مايو 2017م الموافق 03 رمضان 1438هـ

ساعة يومياً كفيلة بتغيير حياتك - 1

جاسم الموالي feedback [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لو توافرت لك ساعة إضافية يومياً فما أنت صانعٌ بها؟

هناك مقولة أن على الإنسان أن يستثمر ثلاثة في المئة من دخله المالي في تطوير نفسه بهدف ضمان مستقبل أفضل. فهل تقنعك هذه المقولة؟

وهل تتوسع في فهمها وتؤمن بأن عليك أن تقضي ثلاثة في المئة من وقتك في سبيل تطوير مهاراتك، وتعظيم مخزونك المعرفي في المجال المهني، وكذلك في المجالين الشخصي والاجتماعي؟

يطرح المدرب العالمي الأميركي بريان تريسي السؤالين التاليين كإجابة غير مباشرة عن سؤال: لو توافرت لك ساعة إضافية يومياً فما أنت صانع بها؟

1 - ما النشاط الذي تعرف أنك لو أديته كما يجب، وبانتظام، سيحقق لك نتائج إيجابية مهمة في حياتك المهنية؟

بعبارة أخرى تخيَّر نشاطاً من الأنشطة اليومية التي لا تقوم بها حالياً، أو تقوم به ولكنك لا توليه أهمية ولا تؤديه بصورة صحيحة، لكنك تدرك تماماً أنك لو قمت به بصورة صحيحة وكما ينبغي، وأوليته أهمية قصوى، وداومت على القيام بهذا النشاط، فسيحقق لك نتائج إيجابية مهمة في حياتك المهنية.

توقف أيها القارئ الكريم قليلاً، اعدْ قراءة السؤال بتَرَوٍ، وحاول أن تجد له إجابة، وحَدِّدْ ثلاثةَ أنشطة على الأقل، قبل أن تقرأ السؤال الثاني.

قد يقول البعض في معرض الإجابة عن هذا السؤال: الاهتمام بالعملاء أو إرضاء الرؤساء أو التخطيط أو نحو ذلك.

2 - ما النشاط الذي تعرف أنك لو أديته كما يجب، وبانتظام، سيحقق لك نتائج إيجابية مهمة في حياتك الشخصية؟

والآن أجب عن السؤال الثاني، وسل نفسك أي الأنشطة في حياتك الشخصية والاجتماعية سيكون له تأثير إيجابي كبير على حياتك الشخصية والعائلية والاجتماعية لو قمت به بصورة مثالية؟

هنا التركيز على الحياة الشخصية والاجتماعية.

لطفاً، أرجو أن تكتب ثلاثة أنشطة قبل متابعة القراءة.

قد يجيب البعض: الاهتمام بالوالدين والأقارب، أو أداء التكاليف الدينية، وقد يقول البعض الرياضة والاهتمام بالصحة أو المزيد من القراءة والتثقف، وقد يقول البعض المساهمة في بناء المجتمع من حولي.

أياً كانت إجابتك، فتعالَ معي وانظر ماذا كانت إجابة الآخرين في أميركا على ذينك السؤالين:

لقد طُرح السؤالان السابقان على الآلاف من الناس - في أميركا - فوُجِدَ أن الأعمال التي لها هذه الأهمية عندهم تقع ضمن خمسة نشاطات رئيسة هي:

1 - تطوير الاتصالات مع الغير.

2 - الاستعداد الأفضل للأعمال.

3 - التخطيط والتنظيم الأفضل.

4 - الاهتمام بالنفس والتعبئة النفسية والتطوير الذاتي.

5 - اغتنام فرصاً جديدة.

فهل تندرج إجاباتك ضمن هذه المحاور الخمسة؟

ولا يظنن أحدٌ أن هذه المحاور الخمسة المذكورة هي إجابة نموذجية صحيحة وغيرها خاطئ، إنما هي خلاصة استبانة وزعت على الآلاف من الناس في العالم الغربي، ليس إلا.

فما يناسب ذلك العالم قد لا يناسبنا، وقد تجيء أيها القارئ الكريم أنت بإجابات أفضل مما أجابوا به، وليت الباحثين الشباب - من طلبة الجامعات - يقومون بدراسة مشابهة على مجتمعنا، لنرى مدى اختلاف إجابات مجتمعنا عن الإجابات المزبورة.

أقترح عليك أيها القارئ الكريم - ولاسيما الشباب منكم - أن تبدأ مشوار تطوير نفسك بقِراءة كتب التنمية البشرية، وما أكثرها، وهي متوافرة مجاناً على الشبكة العالمية. تجد الكثير منها على موقع مجلة «الابتسامة.

http://www.ibtesamah.com/forumdisplay-f_119.html

بدايةً، قد لا تجد متعة كبيرة في القراءة، ولكن مع الاستمرار، أنا زعيم بأنك ستجد هذه الممارسة من أفضل الساعات التي تقضيها في حياتك. عندها ستعارض البيت المشهور للمتنبئ والذي يقول فيه:

أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ

وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ

ستقول أنت معارضاً هذا البيت:

أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَطْحُ مكتب

وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ الجوجل.

إقرأ أيضا لـ "جاسم الموالي"

العدد 5379 - الإثنين 29 مايو 2017م الموافق 03 رمضان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 5:11 م

      كلام جميل يا أبو جواد وتنظير خبير متمرس. هذه الأفكار الفذة لا يحتاج تفعيلها لأكثر من ترتيب الأولويات. وكما تفضلت المحاور الخمسة كنتيجة الاستبيان في أمريكا قد لا يتفق مع نظرة ورغبة وحاجة الناس في بلدنا. الأولويات لدى المواطن بعيدة جدا من وجهة نظري المتواضعة عما تفضلت بالدعوة له. لو قابلت أي مواطن وسألته عن همومه وحاجاته لقدم إليك قائمة طويلة من الاولويات التي تتقدم ما تفضلت بطرحه مشكورا.

    • زائر 9 | 6:35 ص

      لا يمكن ذلك - مدة زمنية تغير حياة فردما - وبالذات في اوطاننا وبالذات في البحرين ان أولادنا اقفوا كل وقتهم لطلب علم ما ثم عادوا يقعدون في بيوتهم ولو كنا في بلدان تحترم الادمي لقنا نعم

    • زائر 8 | 6:20 ص

      اعجبني بيت الشعر :
      أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَطْحُ مكتب
      وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ الجوجل.
      مقال مهم لا حرمنا الله من فوائدك يا أستاذ جاسم

    • زائر 7 | 6:14 ص

      ا. جاسم الموالي كانت لي معك وقفات صغيرة لكنها كانت مفصلية في حياتي بسبب نصائحك الحكيمة ، مقال مهم يبعث على التأمل خصوصا ونحن في شهر العبادة والتأمل ، استثمار ساعة في اليوم لتطوير الذات امر مهم وفِي تقديري المتواضع ان هذا الاستثمار يجب ان يمتد الى تطوير الذات بما يخدم ما بعد الحياة أيضا ، دراسة احوال السالكين الى الله سبحانه وتعالى ، دراسة العقائد والعرفان وأهل الله وكيف عاشوا حياتهم واستثمروها خير الإستثمار، يجعل السالك الله قلبة مملكة نورانية تسكنها ملأئكة الرحمن ليس فيها شيء من ظلمات الشيطان

    • زائر 6 | 2:48 ص

      أنا لوزين أحصل ليي ساعة زيادة للنوم أنا علييي دوام من الصبح والجهال مأديني مايخلوني أنام كل يوم أروح الشغل راسي يعورني في رمضان وماعندي الا حجرتين صغار وحدة للجهال ووحدة أنا وأمهم ويش أسوي؟

    • زائر 5 | 2:32 ص

      بنام اكثر

    • زائر 4 | 2:00 ص

      بالفعل مقالاتك تضيف إلى القاريء الكثير من الفائدة...

    • زائر 3 | 1:44 ص

      مما عهدناك متكلما وشاعرا
      صباح الخير

    • زائر 2 | 1:06 ص

      رائع يا مديري السابق

    • زائر 1 | 11:11 م

      مقال جميل و مهم... الله يعطيك العافيه

اقرأ ايضاً