العدد 98 - الخميس 12 ديسمبر 2002م الموافق 07 شوال 1423هـ

العراق: القواعد الأميركية في الخليج احتلال عسكري كامل

وصول باتريوت إلى «إسرائيل» وتكثيف التدريبات العسكرية في تركيا والكويت وقطر

بدأت عمليات التفتيش عن أسلحة العراق المحظورة تأخذ وتيرة سريعة في وقت أضفت الولايات المتحدة طابعا شرعيا على وجودها العسكري في قطر عبر توقيع اتفاق دفاعي بين واشنطن والدوحة ما أثار سخط بغداد على الوجود الاميركي في المنطقة.

في الوقت نفسه تشير الدلائل إلى ان واشنطن ماضية في استعداداتها لشن حملتها العسكرية على العراق. ذلك ما أشار إليه تقرير إخباري من لندن من ان عمليات الحشد العسكرية الاميركية الحالية فى منطقة الخليج هي دلالة جلية على أن الرئيس الاميركي جورج بوش سيكون خلال فترة زمنية قصيرة فى موقف يسمح له بإصدار أمر ببدء هجوم على العراق، وكذلك ما كشفت عنه شبكة (سى إن إن) التركية النقاب عن تحركات عسكرية مكثفة تجري على الحدود التركية مع العراق.

أما التدريبات العسكرية في قطر والكويت فقد زادت وتيرتها في الآونة الأخير دليلا على كل تلك التوقعات.

وفي بغداد، نفذت سبع فرق من خبراء الأمم المتحدة أمس عمليات تفتيش شملت ست مواقع عراقية يشتبه بأنها تنتج أسلحة محظورة. وقد أصبحت أعمال التفتيش الكثيفة هذه ممكنة بعد تعزيز فريق عمل لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية وبات لدى الجهازين 70 مفتشا في العراق. وقد انتقدت بغداد الوجود العسكري الاميركي في الخليج مؤكدة ان القوات الاميركية التي يتم نشرها في المنطقة ستبقى فيها.

وكتبت صحيفة «الثورة» الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم في العراق «ان تواجد القوات الاميركية ليست من اجل الحرب على العراق بل من اجل ان تبقى». وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد وقع الأربعاء في قطر اتفاقا يعطي غطاء رسميا للوجود العسكري الاميركي في قطر.

وأضافت ان «وجود هذه القواعد هو احتلال عسكري كامل يتمتع فيه الجنود المحتلون بجميع الحقوق وربما بأكثر مما يتمتع به أصحاب الأرض». وكانت صحيفة «العراق» دانت الأربعاء بشكل غير مباشر الدول الخليجية التي تستضيف قواعد ومناورات عسكرية اميركية على أراضيها «استعدادا للعدوان» على العراق. وأوضح تقرير إخباري لراديو لندن أمس ان عمليات الحشد العسكرية الاميركية الحالية في منطقة الخليج هي دلالة جلية على أن الرئيس الاميركي جورج بوش سيكون خلال فترة زمنية قصيرة في موقف يسمح له بإصدار أمر ببدء هجوم على العراق بهدف نزع أسلحة الدمار الشامل والإطاحة بحكومة الرئيس صدام حسين. وأشار التقرير إلى انه يتواجد الآن فى منطقة الخليج حوالي تسعين ألفا من الجنود والبحارة والمارينز والقوات الجوية فضلا عن مئتي طائرة في المنطقة أو بالقرب منها، فيما تصل إلى الكويت معدات لكتيبة ثالثة ستنتشر في قاعدة جديدة في معسكر «عريجان» جنوبي العاصمة الكويتية. وقد أهابت السفارة الاميركية في الكويت بالمواطنين الاميركيين في البلاد تجنب المباني السكنية والأماكن العامة التي توجد فيها تجمعات كبيرة لمواطنين غربيين بعد وقوع حادثين في مجمع سكني. وفي السياق نفسه كشفت شبكة (سى إن إن) التركية النقاب عن تحركات عسكرية مكثفة تجرى على الحدود التركية مع العراق وذلك استعدادا للحرب المحتملة للولايات المتحدة ضد العراق.

من جهة أخرى قالت مصادر أمنية إسرائيلية ان بطاريات صواريخ «باتريوت» الاميركية بدأت بالوصول الى اسرائيل ليل الأربعاء/ الخميس استعدادا للمشاركة في التدريبات العسكرية المشتركة التي ستجرى بعد ثلاثة أسابيع استعدادا للعدوان الاميركي على العراق. إلى ذلك، أجرى رئيس الوزراء الاسرائيلى ارييل شارون مع نائب وزير الدفاع الاميركي «دوجلاس فيج» في «إسرائيل» أمس محادثات تناولت الحملة العسكرية الاميركية المتوقعة ضد العراق حسبما ذكر راديو اسرائيل عن مصدر في السفارة الاميركية لدى «إسرائيل». وكان شارون اعتبر ان هجوما اميركيا ناجحا على العراق من شأنه ان يخلق زخما جديدا لمسيرة السلام مع الفلسطينيين وذلك في إشارة كما يبدو إلى إمكان تكرار ما جرى في أعقاب حرب الخليج الثانية وانطلاق المفاوضات العربية الإسرائيلية في مؤتمر مدريد العام 1991

العدد 98 - الخميس 12 ديسمبر 2002م الموافق 07 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً