يبدو ان عمليات التفتيش على أسلحة العراق المحظورة، مع أسبوعها الثالث، دخلت مرحلة جديدة، فقد توجه المفتشون أمس إلى موقع غير معروف سابقا لديهم، وإنما استرشدوا بالاعلان العراقي الأخير ليزوروا مجمعا يطلق عليه اسم «وحدة المخزون الاستراتيجي»، وهو واحد من المواقع العراقية الجديدة التي ذكرها التقرير حسبما أكدت مصادر مقربة من المفتشين في «فندق القناة»، وأضافت هذه المصادر «ان المفتشين الذين سينتهون من موقع التويثة اليوم سيواصلون العمل لعدة أيام في موقع عكاشات (لإنتاج الفوسفات) القريب من الحدود العراقية السورية ليركزوا جهودهم التفتيشية على مواقع عراقية جديدة لم تكن معلومة لديهم سابقا ويتحققوا من هذه المواقع وما موجود فيها وذلك في ضوء المعلومات الجديدة التي اوردها الإعلان العراقي». وأعربت هذه المصادر لـ « الوسط» عن توقعها زيادة عدد المواقع التي سيزورها المفتشون بشكل يومي وذلك بعد ان تضاعف عدد المفتشين ليصل عددهم مع بداية الأسبوع الثالث الى سبعين خبيرا (43 مفتشا في الانموفيك و27 في الوكالة الدولية للطاقة الذرية).

وأشارت هذه المصادر إلى «ان 15 مفتشا آخر سيصلون نهاية الأسبوع المقبل الى العراق ليبلغ عدد المفتشين مع نهاية الشهر نحو مئة مفتش» وأوضحت هذه المصادر «ان عددا من مفتشي الانموفيك وزملاء لهم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيتوجهون إلى الموصل لافتتاح موقع آخر للتفتيش في شمال العراق الى جانب موقع فندق القناة في بغداد، وليتم في مرحلة لاحقة اختيار موقع مماثل للمفتشين في البصرة جنوب العراق».

ووصف صحافي غربي متابعته لفرق التفتيش وهي تتوجه من فندق القناة الى المواقع التي تزورها بأنها أشبه بسباق «فورمولا وان للسيارات»، في إشارة الى السرعة الجنونية التي تنطلق بها سيارات المفتشين لتتلافى ملاحقة الصحافيين. وقال «أنا متأكد ان حادث اليوم (أمس الأربعاء) لن يدعوهم للتوقف عن هذه السباقات، ربما إذا قتل أحدهم في إحداها سيجعلهم يعيدون النظر فيها». وكانت تعرضت إحدى سيارات الأمم المتحدة الخمس ذات الدفع الرباعي الى حادث تصادم مع سيارة مدنية عراقية قبل مئات الامتار من مجمع الكرامة في التاجي مسافة عشرة كيلومترات شمالي بغداد، إذ قصده المفتشون أمس من بين المواقع التي فتشوها. وكانت لحقت بالسيارة العراقية أضرار جسيمة، وحال احتجاج سائقها على ما تعرض له دون تمكن سيارة الأمم المتحدة من مواصلة الرحلة مع باقي السيارات الأربع التي توجهت الى موقع الكرامة. إذ وصلت الشرطة في وقت لاحق الى موقع الحادث