العدد 98 - الخميس 12 ديسمبر 2002م الموافق 07 شوال 1423هـ

قنبلة مرتبطة باغتيال مهرب مخدرات لبناني

روبرت فيسك comments [at] alwasatnews.com

تعتبر القنبلة التي جرحت جنديين اسرائيليين على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، لبقية أنحاء العالم - كما وصفتها الصحافة الأميركية - فقط مثالا آخر على «ارهاب» حزب الله، وتحريضا يوضح أن حزب الله حسب وجهة النظر الإسرائيلية - قد اخترق الخط الأحمر. وحذرت اسرائيل من أنها ستأخذ بالثأر.

ولكن الحقيقة تختلف تماما، لأن القنبلة ارتبطت باغتيال مهرب مخدرات سيئ السمعة، لبناني قبض ليس فقط متعاونا مع اسرائيل ومتهما باغتيال أحد قادة حزب الله في بيروت، ولكنه متورط أيضا في القبض على ثلاثة جنود إسرائيليين.

والأكثر اثارة - حتى بالنسبة لإسرائيل - أن القتيل رمزي نحرة، معتاد على العمل لصالح الاستخبارات الإسرائيلية. وسبق أن ذكر اسم أخيه «كامل» في محكمة اسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كأحد الأشخاص الذي أغروا جنرالا في الجيش الإسرائيلي للعمل لصالح حزب الله.

بمعنى آخر، يعتبر اغتيال رمزي نحرة (45 عاما) وابن أخيه علاي عيسى (31 عاما) بقنبلة زرعت على جانب طريق في جنوب لبنان حيث مرت سيارة المرسيدس التي كانا يستقلانها، انفجارا سياسيا كما هو مثير عسكريا.

وينتمي عيسى إلى جهاز أمن الدولة اللبناني - والدي يعمل أيضا مع رمزي نحرة. وفي خلال سيرة عمله الطويلة، وحياته القصيرة عمل رمزي أيضا لصالح الإسرائيليين والسوريين. ربما تتساءل لدى لبنان؟

ولكن لاغتياله أبعادا أكثر أهمية مما يتوقع. فهذا هو الرجل الذي اعتاد على العمل كعميل مخدرات للإسرائيليين، وهو أحد أركان قمة المتعاونين مع إسرائيل في جنوب لبنان ولكنه - حيث يعرف دائما متى ينقلب اتجاه الرياح - رتّب بكل سرور لخطف متعاون لبناني آخر قام بقتل فؤاد مغنية، أخ عماد مغنية، أحد الرجال البارزين اللبنانيين لدى إيران، والذي اتهم بتنظيم حجز الرهائن الغربيين في الثمانينات. وقد اعدم القاتل الذي اعترف بجريمة قتل مغنية أخيرا في بيروت. وبما أن الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن الرجل (رمزي) متورط في القبض على ثلاثة جنود إسرائيليين في مزارع شبعا قبل سنتين، فمن المحتمل أن يكون قد أصبح هدفا لأحد القناصة الإسرائيليين. ولم تقل إسرائيل شيئا عن اغتياله يوم الجمعة الماضي، ولا حتى من المتوقع أن تقول شيئا في المستقبل، لأن شقيق رمزي متورط في أكبر فضيحة تجسس إسرائيلية في السنوات الأخيرة - اعتقال الجنرال الإسرائيلي الدرزي الذي هز الاستخبارات الإسرائيلية - مما يعني أن تفجير رمزي في ابل الساقي له أصداء أبعد من حدود القرى الجنوبية المتواضعة التي ينحدر منها رمزي وابن أخيه.

وقد تبنت الانفجار «منظمة الشهيد رمزي نحرة» - غير المعروفة حتى الآن - ولكن من الواضح أنها مرتبطة باغتيالات الجمعة الماضي. وأعلن حزب الله أن ليس لديه أية علاقة بالحادث.

وليس لقوات الأمن اللبنانية - كما هو حال الإسرائيليين - ما تقوله في هذه القضية. ويبدو أن جريمة هذا المسيحي الماروني أنه قد عمل لكل الأطراف، كما أن هناك أمرا آخر يجب تذكره، وهو ان انفجار القنبلة لم يعتبر أكثر من هجوم غير مفزع على إسرائيل.

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 98 - الخميس 12 ديسمبر 2002م الموافق 07 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً