عبر أسلاك الهاتف جاء صوته حزينا، مترنحا، وكأنه يحمل هموم الدنيا على رأسه، قال: لأنني من أبناء القرى، كان لابد أن أتزوج زواجا تقليديا مثل غيري من شباب القرية، تزوجت وأنا في العشرين من عمري، كنت في السنة الثالثة في الجامعة، خاف والدي من أن أتعلق بزميلة، فقرر أن يخطب لي ابنة عمي، فتاة عادية حصلت على الثانوية العامة، وانتظرت ابن الحلال، حتى اختارها والدي، وسرعان ما تزوجنا، لم يكن لي أي رأي في الموضوع، ولم أحاول حتى اغتصاب أي حق، كنت راضيا بكل شيء.

ومرت سنتان حصلت فيهما على البكالوريوس بدرجة امتياز، وانجبت خلالهما طفلة، ورشحت لبعثة في الخارج، سافرت وهناك بدأت مشكلتي، تعرفت على فتاة من بلدي، الغربة جعلتنا نتقارب، لأول مرة اشعر بمعنى الحب، اعترفت لحبيبتي بقصة زواجي، تفهمت الوضع ووعدتني بإنها مستعدة أن تتزوجتي مع احتفاظي بزوجتي الأولى عدت إلي وطني صارحت أمي بالحقيقة، وعرف والدي وهددني أو أن أنسى حبيبتي، أو أن يتبرأ مني ويحرمني من ابنتي.

أنا حائر هل افرط في الحب الوحيد الذي عرفته، أم افرط في عائلتي؟، ماذا تفعلوا لو كنتم مكاني؟