أفاقت مبكرا وعلى عجل تأبطت حقيبتها لبدء أول يوم من شهر فضيل، عازمة على أن تكون مائدتها في هذا اليوم على غرار كل عام مميزة وحافلة بكل ما يميز هذا الشهر من أطباق شهية، وسريعا قصدت إحدى الأسواق لابتياع لوازم ضرورية لمائدة اليوم الأول بعد أن ابتاعت من أسواق الشرقية في المملكة العربية السعودية مؤونة الشهر لمواجهة موجة غلاء الأسعار، لتصدم بنفاد الدجاج في الأسواق، بيد أن اليأس لم يتخلل طريقها ولم تعدم الوسيلة في البحث عنه في سوق أخرى إلى أن انتصف اليوم وقررت أن تعود أدراجها أخيرا بعد أن سئمت البحث عن الدجاج، كما سئمت وصول العشرات من رسائل التهاني النصية على هاتفها المتنقل من مجهولين أو معارف قدامى، لتعزم على قصد أحد المطاعم لابتياع وجبة من الدجاج لمائدتها وإقفال هاتفها.
صادف يوم أمس (الاثنين) الأول من شهر رمضان، وقبله بأسبوعين شهدت أسواق مملكة البحرين موجة من الإقبال على شراء مؤونة لهذا الشهر أشبه بمؤن المجاعة والاستعداد للحروب لدرجة أن رصدت مشاهد في بعض المحال لتدافع الناس على شراء الرز والسكر والدبس وغيرها، في الوقت الذي لم يغفل بعض التجار هذه الفرصة باللعب على أوتار غلاء الأسعار واستغلال الموقف فما كان من بعض المواطنين سوى إيجاد حل أوفر بالإقبال على أسواق الشرقية أو الشراء بالجملة، وما زاد الطين بلة تسجيل نقص في كمية الدجاج المدعوم وصلت إلى 18 ألف دجاجة بسبب نفوق الصيصان (صغار الدجاج) جراء الظروف الجوية وارتفاع درجة الحرارة التي قدرت في بعض الأيام إلى 45 درجة مئوية.
وفي مثل هذه المناسبات، كشهر رمضان والعيدين (الأضحى والفطر) ورأس السنة والعيد الوطني وبعض المناسبات الخاصة تنتشر «موضة مسجات التهاني»، بيد أنها وفي هذا العام سجلت أرقاما وصلت إلى أكثر من 100 مسج للفرد، ولاسيما مع تقديم شركات الاتصال عروضا مغرية قبل شهر رمضان لإرسال مسج تهنئة لجميع الأرقام المدونة في سجل هواتف عملائها، وإن كانت تلك الأرقام قديمة أو لا تربطك بها علاقة وطيدة، لدرجة أن رصد البعض مسجات من قدامى معارفهم وأخرى من مجهولين.
انقضى اليوم الأول بمائدة تنقصها نكهة أطباق هذا الشهر، يوم تكررت فيه شكاوى غلاء الأسعار وتعالت فيه رنات مسجات مهنئة بحلول شكر كريم
العدد 2188 - الإثنين 01 سبتمبر 2008م الموافق 29 شعبان 1429هـ