العدد 2193 - السبت 06 سبتمبر 2008م الموافق 05 رمضان 1429هـ

جسر جديد يربط بين ألمانيا والدنمارك عبر بحر البلطيق

وقع وزير النقل الألماني مع نظيرته الدنماركية اتفاقا لبناء جسر يمتد بطول 19 كلم فوق بحر البلطيق رابطا بين ألمانيا والدنمارك. كوبنهاغن ستتحمل نحو 4,8 مليارات يورو من الكلفة الإجمالية للمشروع التي تقدر بـ 5,6 مليارات يورو.

وعقب توقيع وزير النقل الألماني فولفجانغ تيفنزيه مع نظيرته الدانمركية كارينا كريستننزن على اتفاق بناء الجسر، الذي سيمتد بطول 19 كيلو مترا فوق بحر البلطيق رابطا بين ألمانيا والدنمارك، أعلن بالقول إن «جسر فيهمارن قادم». ويتوج هذا التوقيع سنوات من المحادثات في وقت بدا أنها قد ضلت الطريق. ومن المنتظر أن يستغرق بناء الجسر نحو عشر سنوات قبل أن تجري السيارات والقطارات جيئة وذهابا بين بوتغاردن على جزيرة فيهمارن الألمانية ورودباي على جزيرة لولاند الدنماركية. وكان البرلمان الدنماركي قد أعطى يوم الثلثاء الماضي الضوء الأخضر لحكومة الدنمارك لتوقيع الاتفاقية مع الجانب الألماني. اللافت أن وزير النقل الألماني كان قد توصل إلى اتفاق بشأن بناء الجسر العملاق مع فليمنغ هانسن سلف كريستنزن قبل أكثر من عام بقليل. وستتحمل الدنمارك نحو 4,8 مليار يورو من الكلفة الإجمالية للمشروع التي تقدر بـ 5.6 مليار يورو. ومن الناحية العملية فإن ألمانيا ستتحمل فقط كلفة الطريق السريع وخط السكك الحديدية اللذين يربطان بين الجسر في فيهمارن وجنوبا باتجاه هامبورغ.

وفي معرض تفسيره لتحمل الدنمارك لمعظم تكاليف إنجاز المشروع قال هانسن: «من الواضح أن مكاسبنا من وراء الجسر تتجاوز بكثير مكاسب الألمان». وسيؤدي الجسر لاختصار المسافة بواقع ساعة بين كوبنهاغن وهامبورغ بالسيارة والتي تبلغ الآن نحو 4 ساعات ونصف الساعة. وبسبب مشاكل تتعلق بتمويل المشروع والمقاومة الشديدة من جانب منطقة شرق ألمانيا فإن الحكومة الألمانية ظلت لردح طويل تتعامل بفتور مع المشروع الذي يجد أكبر حماس له في ولاية شليزفيغ ­هولشتين في شمال غرب ألمانيا والتي تقع فيهمارن في نطاقها. أما بالنسبة إلى الدنمارك فإن عائدات الضرائب وفيرة بعد نمو اقتصادي لم يتوقف على مدى نحو 15 عاما ومن ثم لم ينزعج أحد من حجم الاستثمار الهائل وغير المتناسب في المشروع والمخاطر الهائلة على دافع الضرائب.

لكن الدنماركيين يشعرون بالتفاؤل أيضا حيال المشروع لأسباب شتى منها حركة التدفق المروري الهائل عبر جسر غريت بيلت الذي يربط بين جزيرتي زيلاند وفين الدنماركيتين الرئيسيتين، ومنذ العام 2000 عبر جسر أورسوند الذي يربط بين كوبنهاغن ومدينة مالمو السويدية. ومن المتوقع أن يبدأ العمل في بناء الجسر، الذي لم يتحدد تصميمه حتى الآن، العام 2011 وينتهي في 2018.

على صعيد آخر قوبلت خطط بناء الجسر بمعارضة شديدة من قبل نشطاء حماية البيئة. وقال المدير التنفيذي لرابطة «إن.إيه.بي.يو» الألمانية لحماية الطبيعة لايف ميلر في تصريحات نشرتها صحيفة «تاجسشبيغل» يوم الأربعاء: «سنتخذ الوسائل القانونية كافة من أجل عرقلة البناء». وأضاف: «سنحاول عرقلة إقامة المشروع أمام المحاكم بشتى الطرق المتاحة».

العدد 2193 - السبت 06 سبتمبر 2008م الموافق 05 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً