قالت ممرضة المزاولة المتقدمة للأطفال ومنسقة خدمات فريق الرعاية الصحية لأمراض الغدد الصماء والسكري للأطفال بمجمع السلمانية الطبي دانة أحمد إن علاج السكري بأنسولين اللانتوس يعتبر الأفضل لصيام شهر رمضان بأمان.

وأوضحت «يعمل اللانتوس بواسطة تحرير الأنسولين في الجسم بشكل بطيء طوال فترة 24 ساعة، وينتج عن ذلك مستوى ثابت من الأنسولين في الجسم فلا يسبب هبوطا في معدل سكر الدم بين الوجبات أو خلال الليل ويساعد على التحكم بمستوى سكر الدم في الجسم بشكل ثابت في الأوقات الفاصلة بين الوجبات، ما يتناسب مع مستوى الأنسولين الأصلي أو الأساسي الذي ينتجه البنكرياس بشكل طبيعي».

جاء ذلك خلال المحاضرات التي نظمتها وزارة الصحة لتعليم وتدريب الأطفال المصابين بالسكري وذويهم على كيفية العناية الذاتية وللمبتدئين في علاج اللانتوس (أنسولين جلارجين) والعناية بالتغذية وحساب الكربوهيدرات ضمن برامج تطوير جودة الخدمات الصحية المقدمة من قبل العيادة التمريضية لسكري الأطفال بالتعاون مع قسم التغذية العلاجية بمجمع السلمانية الطبي التي قدمتها ممرضات سكري الأطفال بمجمع السلمانية ابتسام العجيمي وعلياء عبدالله واختصاصيات التغذية العلاجية بالمجمع فاطمة الحداد وجولي جوس بحضور أكثر من 16 أسرة لمرضى تتراوح أعمارهم بين 7 و18 عاما وأيضا 33 عاما.

وبيَّنت ممرضة المزاولة المتقدمة للأطفال أن «اسمه التجاري (أنسولين الانتوس)، واسمه العلمي (أنسولين جلارجي)»، وتعطى حقنة اللانتوس مرة في اليوم كل 24 ساعة، ويحتاج جسم الإنسان إلى كميات مختلفة من الأنسولين أثناء اليوم وخاصة عند تناول الكربوهيدرات مثل النشويات والسكريات، لذلك لا يمكن الاعتماد فقط على أنسولين اللانتوس للحصول على تحكم ممتاز، بل يجب أخذ حقنة الأنسولين سريع (قصير) المفعول عند تناول الوجبات (مثل: Apidra Actrapid - NovoRapid)، ويجب على المريض أخذ أربع إبر من الأنسولين في اليوم (3 جرعات من الأنسولين سريع المفعول قبل الوجبات الرئيسية وجرعة واحدة من اللانتوس)، ولسهولة الاستخدام تم توفير الأنسولين في أقلام معدة للطرح بحيث يتم تركيب إبرة صغيرة جداّ بها للحقن كما يسهل حمله خارج المنزل من دون الحاجة إلى حمل زجاجات الأنسولين والحقن التقليدية».

وذكرت أحمد «أظهرت الدراسات العلمية أن اللانتوس يحقق نتائج أفضل في معدل ترسب سكر الدم مقارنة باستخدام الأنسولين متوسط الأمد (الحليبي NPH) أو الأنسولين المخلوط (mixtard)، وأشارت إحصاءات الفريق المبدئية إلى تحسن ملحوظ في معدل ترسب سكر الدم لدى مستخدمي اللانتوس (بلغ مجموع أول مستخدميه 14 طفلا في العام 2007) بحيث انخفضت المعدلات من 12 إلى 23 في المئة ومن 4 إلى 8 في المئة عند جميع الأطفال - ماعدا طفلين بسبب عدم التزامهما بتعليمات العلاج والمتابعة مع الفريق الصحي - كما وجد أن أفضل معدلات الترسب كانت عند الأطفال الذين يقومون بالموازنة بين كمية الأنسولين سريع المفعول وكمية الكربوهيدرات المتناولة».

وتابعت «كما أن العلاج يعطي المرضى مرونة أكثر في حياتهم اليومية فلا يفرض التقيد بأوقات معينة لأخذ الأنسولين سريع المفعول وتناول الوجبات، ويعطي حرية أكبر في اختيار الطعام وتناول السكريات ولا يسبب هبوطا في معدل سكر الدم، ومنذ بداية 2007 بدأ الأطباء بوصف هذا العلاج لبعض الأطفال وتم توفيره في صيدلية مجمع السلمانية الطبي من سبتمبر/ أيلول الماضي وبلغ مجموع مستخدميه 60 طفلا».

وأكدت أحمد شروطا يجب الالتزام بها للتغيير من العلاج التقليدي إلى علاج اللانتوس، موضحة أنه يتم تقييم حالة المريض ووصف جرعة الأنسولين الجديدة من قبل استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري للأطفال وهم كل من عبدالجبار العباسي وفايزة الجنيدي ومنصور رجب، وفحص معدل ترسب سكر الدم (HbA1c) قبل البدء بالعلاج وكل 4 أشهر بعد ذلك لتقييم نسبة التحسن في التحكم بالسكري وحضور محاضرة اللانتوس ومحاضرة حساب الكربوهيدرات، والالتزام بتعليمات السلامة أثناء تطبيق العلاج من خلال جدول فحص السكر اليومي وتقدير حصص الكربوهيدرات والمواظبة على مراجعة الطبيب وممرضة سكري الأطفال لتنظيم جرعة الأنسولين عند الحاجة أو إذا استدعى الأمر ذلك.

وختمت ممرضة المزاولة المتقدمة «نهدف إلى تعزيز الطفل المصاب وأسرته بالمعلومات والتدريب العملي للعناية الذاتية لداء السكري لنحقق تحكما أفضل في السكري تماشيا مع شعار الفيدرالية العالمية للسكري (IDF) وشعار وزارة الصحة (معا لحياة أفضل)، وتبنت عيادة السلمانية لسكري الأطفال هذا التوجه تحت شعار (فلنتحد من أجل تحكم أفضل في السكري) للوصول إلى معدل ترسب سكر الدم (HbA1c) ليكون أقل من 7 في المئة، ولتساعد هذه التطورات على الارتقاء بجودة الحياة لدى هؤلاء الأطفال وتحسين مخرجات الرعاية الصحية لهم على المديين القريب والبعيد»