العدد 2206 - الجمعة 19 سبتمبر 2008م الموافق 18 رمضان 1429هـ

العصفور يدعو العلماء للنأي عن الهبوط لمستوى التحريض الطائفي والعرقي

الوسط - محرر الشئون المحلية 

19 سبتمبر 2008

تطرق خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) إلى دور الإمام علي (ع) وجهوده العظيمة في سبيل وحدة الأمم وجمع الكلمة ونشر مفهوم المحبة والألفة بين المسلمين والتعاون على الخير، وقال العصفور إنه ينبغي على المسلمين أن يقتدوا بهذه السيرة العطرة وخصوصا علماء الأمة الذين ينبغي لهم أن يرشدوا في هذا الاتجاه وأن ينأوا بأنفسهم عن الهبوط إلى مستوى التحريض الطائفي والعرقي.

واستغرب العصفور «التصريحات المنقولة عن الشيخ يوسف القرضاوي بوصف الشيعة بأنهم مبتدعة، وتحذيره للسنة من خطر الغزو الشيعي لبلدانهم»، وقال العصفور «إن هذا كلام لا طائل من ورائه ولا فائدة وكان الحري بالشيخ في هذا الشهر الفضيل أن يدعو إلى الوحدة وترك العصبية الجاهلية ونبذ الطائفية»، وأضاف العصفور «أن الشيعة لم يستقووا عندما يدخل بضعة آلاف من السنة في التشيع في هذه البلاد أو تلك والعكس أيضا صحيح، كما أنه لا يمكن لأي مذهب أن يلغي المذهب الآخر، فلا سبيل إلا بالتعايش والعمل المشترك والسعي لمواجهة الأخطار التي تهدد واقع المسلمين وأوطانهم».

وتحدث العصفور في خطبته الأولى عن شخصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في مناسبة استشهاده واستعرض بعض الروايات والأحاديث عن النبي (ص) في فضل علي (ع)، وبيان مقامه ومنزلته وموقعه في دنيا الإسلام.

ثم تطرق العصفور إلى مفهوم الحق والعدل الاجتماعي من خلال كلمات الإمام علي وخطبه ووصاياه، وقال ان علي (ع) كان يمثل منهج الحق والعدل روحا ومعنا وفكرا وعملا، وحينما تولى الخلافة حمل الناس على المحجة البيضاء وسار بهم بسيرة رسول الله (ص)، فلم يحابِ أحدا ولم يداهن في الحق وقد ساوى بين الناس في العطاء، فلم يفضل القرشي على غيره، ولا الهاشمي على سواه، ولم يفرق بين القريب والبعيد، فالناس عنده سواء، وقضيته مع أخيه عقيل معروفة ومشهورة حينما طلب عقيل زيادة في العطاء فأحمى له الإمام حديدة قربها منه.

واستعرض العصفور جملة من الحوادث التاريخية لمواجهة الإمام علي لكل أشكال الفساد، وعزل الولاة الفاسدين، ووقوفه حائلا أمام الاستغلاليين والنفعيين الذين يستغلون مقدرات الأمة لمصالحهم الخاصة ومطالبته بإرجاع كل الحقوق المالية وغيرها إلى بيت مال المسلمين، وأشار العصفور إلى اهتمام الإمام علي بالجوانب الاجتماعية والمشروعات العمرانية، والاقتصاد وتطويره، وخصوصا في جانب الزراعة وزيادة الانتاج، وفي عهده لمالك الأشتر يقول (ع): «وليكن نظرك في عمارة الأرض، أبلغ من نظرك لاستجلاب الخراج، لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة، ومن يطلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد، ولم يستقم أمره إلا قليلا»، وفي هذا العهد الذي كتبه الإمام لمالك الأشتر لما ولاه على مصر هو بحق وثيقة مهمة جدا لبيان الحقوق وتفصيل المسئوليات لكافة طبقات المجتمع، وقد اهتم العلماء والباحثون بهذا العقد بالشرح والتوضيح.

وأشار العصفور إلى كلمة الإمام في بيان الحق وتوصيفه، إذ يقول: «فالحق أوسع الأشياء بالتواصف، وأضيقها بالتناصف، وأعظم ما افترضه الله سبحانه من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي»، وقال ان كلمة الحق من جهة الوصف لها مفهومها الواسع جدا ويمكن للإنسان استعراض هذه الحقوق وتفصيلها ولكن المسألة الصعبة والشاقة في جانب التطبيق أي الجانب العملي فإن تحقيق ذلك من المهمات الصعبة والمعقدة، فالدنيا اليوم مملوءة بالدساتير والقوانين والتشريعات ولا أدل من ذلك شرعة حقوق الإنسان، والمنظمات الحقوقية وما تصدر من قوانين وقرارات دولية ولكن أكثرها لا يعدو أن تكون بهرجة إعلامية ودعائية، فكم هي قرارات الأمم المتحدة التي تلزم الضعيف وتفرض الحصار على الشعوب والأمم المستضعفة وأما الدول القوية والنافذة فإنها لا تعبأ بمثل هذه القرارات.

العدد 2206 - الجمعة 19 سبتمبر 2008م الموافق 18 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً