المسئولون الذين منعوا الشيخ صلاح الجودر من إرسال خطبه يوم الجمعة إلى الصحافة حيّروا المراقبين بتصرّفاتهم... فما هو ياترى المغزى من منْع الجودر؟

إنني من المتابعين لما يقوله الشيخ صلاح كلّ جمعة، وهو يعتبر بحق مثالا لعالم الدين البحريني الأصيل الذي يضع مصلحة وطنه فوق كلّ اعتبار، ويُرسل كلماته الجامعة على الخير إلى كلّ فئات المجتمع، ويحمل في طيّات خطبه نفسا كريمة تحب الخير للجميع، وتدعو إلى الوحدة الإسلامية والوطنية، وتتعالى على صغار الأمور وتوافهها... فماذا يا ترى أزعج أولئك الذين أصدروا أمرا بمنعه من إرسال خطبه الى الصحف اليومية؟

الجودر يختلف عن بعض الأشخاص الذين يتحدّثون كلّ جمعة، بل وكلّ يوم، والاختلاف هو أنه ليس «مشروع فتنة»، وما يقوله وينشره لا يبث الأحقاد في أوساط الناس... فيا ترى ماهي الرسالة التي يُبتغى إرسالها إلى المواطنين من منْع الجودر من نشْر خطبه إلى الصحافة؟ هل يريد المسئولون القول إنّ أيّ شخص لايمثل «مشروع فتنة» ليس مرغوبا فيه؟ وهل إنهم بمنعهم نشر خطب الشيخ صلاح الجودر يُحاولون تشجيع «مشروعات الفتن المتحركة» في الإكثار مما يقولونه وينشرونه في الصحافة؟

لست أدري في الواقع ما هي الرسالة التي يودّ المسئولون إرسالها إلى مؤسسات حقوق الإنسان في جنيف، وفي أنحاء العالم، عبر منْعهم نشر خطب الجمعة للشيخ صلاح الجودر... كما لستُ أدري ماذا سيقول المسئولون لمنظمة وغيرها باستطاعتها أنْ تقرأ خطب الشيخ صلاح الجودر على مدى السنوات الماضية، وتستطيع أنْ تحقق في الأمر وستجد أن هذه التصرف يعبّر عن سياسة معادية لمعاني الإنسانية، ولحرية التعبير والنشر، وللشرائع الدولية، ولميثاق العمل الوطني ولدستور مملكة البحرين