على غير عادة، كادت مقاعد مقر أسرة الأدباء والكتاب أن تمتلئ بحضور أمسية شعرية للشاعرة العمانية ريم اللواتي والشاعر البحريني أحمد الستراوي، قد يكون التنظيم الثلاثي للأمسية سبب هذا الحضور اللافت وربما أشياء أخرى.

الأمسية التي كان من المفترض أن يشارك اللواتي والستراوي فيها الشاعر ناصر البدري الذي اعتذر في اللحظات الأخيرة عن المشاركة، بدأتها اللواتي بقطع من ديوانها الأخير «كوميديا الذهول» الصادر عن دار الفرقد 2008، على خلفية عزف موسيقي على آلة العود للمسرحي السعودي محمد الحلال.

موسيقى الحلال كانت تصطدم بصوت اللواتي الذي بدا خافتا/ خائفا في البوح عن تلك اللقطات الحالمة في الحب، والتي كانت تستعير من الإرث الديني الكثير لتظهر الشاعرة اللواتي بوصفها امرأة تقرأ الشعر لتصلي في الحب، هكذا كانت على الأقل/ الأغلب قصيدتها المطلع «سجدة أخيرة» والقصائد أخرى التي زينها «فضاء الرب» وقاربت على التصوف في «مزامير الوحشة».

في رصيد اللواتي إصداران، فقبل «كوميديا الذهول» كان لها «بلاهات مبتكرة» الصادر عن المؤسسة العربية للطباعة والنشر 2006، ويغلب على الشاعرة خط قصيدة النثر. وهي عضوة في جمعية الكاتبات العمانيات ولها العديد من المشاركات الشعرية في أكثر من مطبوعة. الشاعر البحريني أحمد الستراوي بعد تقديمه، آثر تقديم مقطوعاته عن وقوف، وعلى الرغم من مقدمته التي حملت خطأ لغويا فاقعا إلا أنه استطاع - كالعادة - أن يقاسم مستمعيه نبشه في الأرواح الشريرة وتلك الثيمات المعقدة في ذاكرة الإنسان البحريني وصولا إلى إدعائه/ لومه للآخر الذي لم يقتله كما ينبغي!.

الستراوي وليد المنامة العام 1972م، له خمس مجموعات شعرية، بالإضافة إلى مسرحية شعرية وشبه رواية، وهو عضو أسرة أدباء وكتاب البحرين، وعضو الملتقى الثقافي الأهلي، وأقيمت له العديد من الأماسي وشارك في عدة ورش أدبية.